اقتصاد

هروب من “حيتان السوق”.. مبادرة للتجار في الحارات الشعبية حول دمشق!

أوجدت الظروف الاستثنائية التي تمر بها الأسواق السورية، خيارات “استثنائية ” أيضاً، أمام بعض من وجدوا في أنفسهم القدرة على اقتحام عالم التجارة بأدوات ووسائل غير تقليدية.
الاستثمار الأمثل كان باختصار الحلقات التجارية للخضار والفواكه، عبر تسوقها من مناطق الإنتاج وحقول الفلاحين، بعيداً عن أسواق الهال في محافظة الإنتاج، ونظيراتها في محافظات الاستهلاك. ويتم ذلك عبر وسائل نقل خاصة، يملكها التاجر “شاحنة أو شاحنتين”، لتكون الحصيلة وفر بحدود ٣٠ إلى ٤٠ بالمائة في سعر المبيع للمستهلك.
انتعشت الظاهرة في مناطق التجمعات المكتظة حول دمشق، ليشكل هؤلاء ما يشبه أسواق الهال المصغرة، أي يبيعون ما يوردونه من المحافظات لتجار المفرق وللمستهلك مباشرة.
أبو أحمد، أحد من بدأوا بمثل هذه التجارة، أكد أن بداياته، كانت البيع في محله المستأجر في حي الورود بدمشق، لكنه وجد أن لديه فرصة لتوسيع تجارته، وشحن المنتجات الزراعية من الساحل وحماه إلى دمشق.
ويضيف أن نسبة أرباحه بسيطة، وتشكل ما يستوفيه سوق الهال في محافظة الإنتاج، ويربح المستهلك ما كان يستوفيه سوق الهال من عمولات في سوق الهال بدمشق، إضافة إلى تشغيل سيارتين شاحنتين، يملكهما أبو أحمد، وبالتالي تحصيل مردود مادي مجز لأولاده العاملين على الشاحنتين.
بدوره، أبو ممدوح، الملقب بـ “النسر”، يؤكد أنه بدأ مثل هذه التجارة منذ ٢٠ عاماً، واكتسب شهرة بأسعاره المتهاودة، ويؤكد أن الفلاحين وجدوا في تجارته، ملاذاً من استغلال أسواق الهال، وكذلك توفيراً لتكاليف النقل بين الحقل والسوق، كما أن المستهلكين باتوا يقصدونه من مناطق مجاورة، معروفة بأن قاطنيها ينتمون إلى المجتمع “المخملي” كما يقال، ويضيف أن تجارته توسعت بشكل كبير بعد الحرب وأزمة البلاد، معتبراً أنه يقدم خدمات جلية للفلاح والمستهلك.
من جانبها، تقول أم يمان، ربة منزل، إنها اعتادت علة تسوق احتياجات أسرتها من صالة “أبو أحمد” منذ عشر سنوات، لأنها تحصل على خضار نظيفة مروية بمياه عذبة وليس بمياه صرف صحي كما هو الحال في بعض مناطق ريف دمشق، هذا إضافة إلى الوفر في الأسعار، والحصول على خضار طازجة.
التجربة بالعموم لاقت رواجاً كبيراً، فعي تشبه تجربة “السورية للتجارة” في البيع من المنتج إلى المستهلك مباشرة، واختصار حلقات أسواق الهال التي تتحكم بأسعار المنتجات الزراعية وتستغل المنتج والمستهلك معاً.
الخبير السوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى