اخبار ساخنة

تواريخ صلاحية المنتجات الغذائية.. هل هي مهمة حقا كما نعتقد؟

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريرًا مُسلّطة فيه الضوء على أهمية تواريخ انتهاء الصلاحية المكتوبة على منتجات الأغذية وتأثيرها على الاستهلاك. وذكرت الصحيفة أن الكثيرون يعتمدون على هذه التواريخ لمعرفة مدى صلاحية الطعام ومتى يمكن استخدامه أو التخلص منه، لكن بعض الخبراء يرون أنه لا توجد معايير دقيقة لذلك.

وأوضحت الصحيفة أنه عندما ينتفخ كيس أوراق الخس قليلاً أو تمضي عدة أيام على وضع علبة زبادي في الثلاجة، يبحث معظم الأشخاص عن إرشادات التاريخ المطبوعة على ملصق المنتج. ولكن، باستثناء أطعمة الأطفال، لا تُعتبر هذه التواريخ مؤشرًا دقيقًا لتحديد مدى سلامة الأغذية، وفي الولايات المتحدة، تشير فقط إلى جودة المنتج.

ونقلت الصحيفة عن جيفري كوستانتينو، المتحدث باسم منظمة “ريفيد” غير الربحية، التي تنشط في مجال الحد من هدر الطعام، قوله إنه “لا توجد معايير محددة لتواريخ صلاحية المنتجات الغذائية”.

وأكدت الصحيفة أن الأمراض المرتبطة بالعفن والبكتيريا في الأطعمة الفاسدة يمكن أن تكون خطيرة، وهذه المخاوف مبرّرة. ولكن، التركيز فقط على تواريخ الصلاحية لا يكفي لضمان سلامة الطعام. بدلاً من ذلك، يُفضّل البحث عن علامات أخرى تدل على تلف الأطعمة مثل الرائحة والمظهر والملمس.

وأشارت الصحيفة إلى أن ما يُقارب ثلث إمدادات الغذاء الأمريكية، أي حوالي 80 طنًا، لا يُستهلك وفقًا لتقديرات منظمة “ريفيد”. وتُستخدم نحو 149 مليار وجبة من الطعام المهدور، وتستغل ربع موارد المياه العذبة وتُساهم بنسبة 6 بالمئة من إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الولايات المتحدة. ومع ذلك، ليس الكتابة على ملصقات الطعام السبب الوحيد وراء هذه الأرقام، حيث تشمل النفايات من مراحل مختلفة من سلسلة التوريد.

أشار الخبراء أيضًا إلى أن التواريخ على المنتجات تشير عمومًا إلى الوقت الذي سيكون فيه المنتج في أفضل حالاته من حيث النكهة والجودة، وليس لها علاقة بسلامة الطعام. وأكدت الدكتورة أندريا غلين، زميلة أبحاث ما بعد الدكتوراه وأخصائية تغذية مسجلة في كلية هارفارد، أنه لا يوجد صلة بين تلك التواريخ والأمراض التي تنقلها الأغذية. وأوصت بالبحث عن علامات أخرى تدل على تلف الأطعمة، مثل الرائحة والنكهة واللون والقوام الغريبة، والتي تُعتبر مؤشرات أفضل على الخطر المحتمل.

وأعربت إميلي برود ليب، مديرة قانون الغذاء في كلية الحقوق بجامعة هارفارد وباحثة مشاركة في دراسة حول تواريخ الصلاحية، عن أن المستهلكين يطالبون بتحسين التصنيفات المستخدمة وتوضيحها لمساعدتهم على تجنب هدر الطعام والحفاظ على سلامة الصحة العامة.

واستنادًا إلى دراسة أُجريت في عام 2019، والتي شملت أكثر من ألف شخص في الولايات المتحدة، اتضح أن 84 بالمئة من المشاركين قاموا بالتخلص من الأطعمة بسبب تجاوز تواريخ الصلاحية المحددة على العبوات، و26 بالمئة كانوا غير متأكدين من دقة هذه التواريخ.

تسعى بعض المبادرات والدراسات لتحسين النظام الحالي لتواريخ الصلاحية وجعله أكثر فهمًا وشفافية للمستهلكين. تُظهر الأبحاث أن النظام الحالي يضلل المستهلكين، ومن ثم فإنه يتطلب تحسين التصنيفات المستخدمة بحيث تكون أكثر وضوحًا وفهمًا للجميع.

للحفاظ على سلامتنا، يُفضل البحث عن علامات تدل على تلف الأطعمة، مثل الرائحة الكريهة، أو التغير في اللون والمظهر، أو اللزوجة غير المعتادة. يجب التخلص من أي منتج غذائي يظهر عليه علامات واضحة للفساد وعدم تناوله للحفاظ على صحتنا والحد من هدر الطعام.

وهذذا ما ثعنيه العبارات المكتوبة على المنتجات الغذائية:

تاريخ الاستخدام المفضل: يشير إلى الوقت الذي يفضل فيه استخدام المنتج للحصول على أفضل جودة ونكهة. بعد هذا التاريخ، قد يبدأ المنتج في فقدان جودته، ولكن ليس بالضرورة أن يكون غير صالح للاستخدام.

تاريخ البيع: يشير إلى المدة التي يمكن فيها عرض المنتج للبيع، ويجب ألا يتم بيعه بعد هذا التاريخ.

تاريخ الاستخدام: يحدد آخر موعد موصى به لاستخدام المنتج في أفضل حالته، ولا يعتبر تاريخ أمان الاستخدام، باستثناء أطعمة الأطفال.

تاريخ التجميد: يشير إلى الوقت الذي يجب فيه تجميد المنتج للحفاظ عليه في أفضل جودة.

أما عن بعض الإحصائيات حول الهدر الغذائي:

يقدر أن ثلث الإمدادات الغذائية في الولايات المتحدة – 80 طنًا – لا يتم استهلاكها، مما يسبب إهدارًا كبيرًا للموارد الغذائية.

يُعادل الطعام المهدور حوالي 149 مليار وجبة، ويستهلك ربع موارد المياه العذبة تقريبًا و16 بالمئة من أراضي المحاصيل في الولايات المتحدة، مما يسهم بنسبة 6 بالمئة من إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في البلاد.

عدم ضبط ما يكتب على ملصقات الطعام ليس السبب الوحيد وراء هذه الأرقام، حيث يشمل الهدر أيضًا النفايات من مراحل مختلفة من سلسلة التوريد.

يقول الخبراء إن الأمراض المرتبطة بالعفن والبكتيريا الموجودة في الأطعمة الفاسدة يمكن أن تكون خطيرة، ومع ذلك، فإن الملصقات لا تقدم الكثير لدرء هذه المخاطر. بدلاً من ذلك، ينصح بالبحث عن علامات أخرى تدل على تلف الأطعمة، مثل الرائحة الكريهة أو التغير في اللون أو القوام الغريب.

كيفية التحقق من صلاحية الأطعمة:

المنتجات الفلاحية: ابحث عن أي رائحة كريهة أو علامات واضحة من العفن. رمي أي فواكه أو خضروات تصبح بنية أو لزجة أو مجعدة أو ذات رائحة كريهة.

الحليب: يُعرف الحليب الفاسد برائحته الحامضة أو قوامه المتكتل.

البيض: قم بغمر البيضة في الماء، إذا غرقت فهي جيدة، وإذا طفت فوق الماء فهي فاسدة.

الخبز: ابحث عن بقع بيضاء على سطحه.

اللحم النيئ: ابحث عن رائحة كريهة قوية أو أي بقع أو لزوجة أو تغير في اللون.

السمك: ابحث عن رائحة كريهة أو قوام لزج.

الحبوب المعلبة: انظر إلى التغييرات في الملمس والرائحة وتحقق من العبوة بحثًا عن آثار الرطوبة.

الأطعمة المعلبة: تحقق من حالة العلبة وتجنب الاستخدام إذا كانت متضررة بصورة ملحوظة.

يُحث على تجنب هدر الطعام والاهتمام بالتحقق من صلاحية الأطعمة لتجنب تناول الأطعمة الفاسدة التي يمكن أن تسبب مشاكل صحية.

في النهاية، يجب علينا كمستهلكين أن نتحسس ونتعلم حول كيفية التعامل مع الطعام بشكل صحيح وآمن، بغض النظر عن التواريخ المكتوبة على المنتجات الغذائية. إن الاعتماد على حواسنا والمعايير البصرية هو الأفضل لتقييم سلامة الأطعمة وتجنب أي مخاطر صحية قد تنتج عن تناول طعام فاسد.

وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى