اخبار سريعة

سوريا : حتى الشاليهات الشعبية لم تعد كذلك!!!

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

قال موقع غلوبال في مقالة منشورة أن مواقع السياحة التابعة للتنظيم العمالي التي هي بالضرورة “شعبية” باتت حكرا على القيادات والأهل والمقربين والأصدقاء، ولمن تربطهم صلات مع أصحاب النفوذ ، كما بات مصطلح “السياحة الشعبية” مستفزا لملايين السوريين العاملين بأجر، فكم عامل يكفيه راتبه الشهري ليمضي يوما واحدا في مواقع “السياحة الشعبية”

وإذا كان عمل وزارة السياحة إقامة مواقع بأرخص الأسعار لتمكين ذوي الدخل المحدود من ارتيادها، فليس ذنبها أن الراتب الشهري لملايين السوريين لايكفي أجور نقلهم في باصات الهوب هوب إلى مواقع “السياحة الشعبية”،

وعندما يصبح السيران الشعبي في الهواء الطلق على المسطحات الخضراء في الطرقات أو الحدائق العامة مكلفا جدا للأسرة السورية، فهذا يؤكد بفعل الأجور والرواتب الهزيلة، بأن السياحة الشعبية تحوّلت إلى ترف لايقدر عليه سوى أصحاب الدخول المرتفعة جدا، وهم قلة في عداد العاملين بأجر!!

وحسب التصريح الأخير لمدير الشركة السورية للنقل والسياحة فايز منصور فإن عدد الشاليهات في محافطتي طرطوس واللاذقية أقل من 150 شاليه أي بطاقة استيعابية محدودة جدا، ولن يفوز بها سوى المحظوظين أو الذين لهم وساطة لدى أصحاب القرار بوزارة السياحة

وحسب المقالة فقد صدق مدير الشركة السورية للنقل والسياحة بقوله  أنه (من أهداف الشركة ليس استقطاب السياح وزيادة عددهم بل تطوير مناطق الجذب السياحي وإعادة المناطق إلى ألقها السياحي وإنعاش وخلق مناطق سياحية جديدة) وهذا الكلام الدقيق والواقعي غير معني به سوى المقتدرين ماليا، والدليل أن منشآت المبيت والمطاعم في الساحل والجبل تغص بهم واصحابها يطالبون بالمزيد!

ولا يلوح في الأفق البعيد جدا أن السياحة الشعبية ستستعيد أمجادها كما كانت حتى عام 2010 ، فالشغل الشاغل لملايين الأسر السورية البحث عن مصادر جديدة للدخل كي تتمكن من تأمين احتياجاتها الأساسية، وليس التخطيط لقضاء بضعة أيام على البحر كما كانت تفعلها في الزمن الجميل!

أقصى ماتخطط له الأسر هذه الأيام القاطنة في المدن وضواحيها الخروج أيام الجمع والعطل إلى الشوارع القريبة من منازلهم، ومدّ بساط أو حصيرة على مسطح أخطر، أو تحت شجرة وارفة الظلال مع سندويشات فلافل (او لبنة وجبنة للمقتدرين) وزجاجات مياه من الصنبور، وأراكيل، لقضاء بضعة ساعات هربا من الحر الشديد!

ولأن هذا الواقع المؤلم تحول إلى قدر محتوم لملايين الأسر، فمن واجب مجالس المدن والبلديات أن توفر المستلزمات الأساسية في الحدائق وقرب المسطحات الخضراء مع إشراف يومي على خدماتها كي تتيح للمتنزهين قضاء عدة ساعات بحد ادنى من الراحة، وهذا ماتفعله اغلب الدول في العالم!

الخلاصة: بما أن السياحة “الشعبية”، وخاصة شاليهات ومخيمات الكرنك “الرخيصة” أمست نوعا من الخيال وأحلام اليقظة، فعلى وزارة السياحة بالتنسيق مع وزارة الإدارة المحلية ابتكار أفكار ومشاريع تتيح لملايين العاملين بأجر قضاء ساعات قليلة خارج منازلهم دون أعباء مادية مادامت الحكومة ترفض منحهم أجورا تكفيهم لتأمين الحد الأدني من المستلزمات الأساسية لمعيشتهم اليومية!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى