الاخبار

خطة أمريكية لإبقاء سورية في حالة إنهاك مستمر يقودها “للموت البطيئ”

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

لا تزال التجاوزات الأمريكية مستمرة على الحدود السورية – العراقية، فالجيش الأمريكي يواصل تعزيز قواعده غير الشرعية في حقول النفط السورية، عبر إدخال أرتال من الشاحنات التي تحمل معدات لوجستية.
يقول الخبير العسكري الاستراتيجي تركي الحسن حول هدف واشنطن من الاختراقات الجوية، إنّ الاحتلال الأمريكي المتواجد على الأراضي السورية يستشعر أن هناك شيئا قادما قد يؤدي إلى تسخين الوضع الحالي، وهذا الأمر بات معروفا، لأنه يريد أن تبقى الأوضاع في سورية ساكنة، وهو لا يريد أي تغيير في الواقع الحالي وبالتالي هو يحافظ على ما أراده أثناء تدخّله في سورية، وإنشاء ميليشيات تشكّل درعا واقيا له.
وأضاف بأن حجة أمريكا أثناء قدومها إلى الأراضي السورية، هي محاربة الإرهاب، حيث شكلت “تحالفا دوليا”، وقال إن الهدف من التحالف هو محاربة “داعش” الإرهابي، مع قناعتنا والمعلومات التي لدينا تؤكد أن “داعش” وكل فصائل الإرهاب هي تكوين وإنشاء أمريكي.

وحول هدف أمريكا من هذه الاختراقات في الوقت الحالي، يقول الحسن إنّ الاستنساخ والتوالد لهذه المجاميع الإرهابية يبقى مشروعا أمريكيا، فالسؤال الذي يطرح نفسه، هو لماذا الآن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بإعادة هيكلة المجموعات الإرهابية التي تعمل تحت إمرتها بالإضافة إلى “قسد” الإنفصالية، لأن أمريكا تريد أن تحافظ على الوضع السوري كما هو الآن، بمعنى سياسة الاحتواء التي اتبعتها منذ عام 2014 حتى الآن.
وأكّد الخبير العسكري، تركي الحسن أنّ سياسة الاحتواء التي تتبعها أمريكا، تقوم على أن تبقى الدولة السورية في حالة إنهاك مستمر وموظفة وهذا يترجم السياسة الأمريكية في حروب الجيل الرابع، أي الإنهاك التدريجي للوصول إلى الموت البطيئ، ثم تأتي أمريكا لتفرض إرادتها في الداخل السوري، وأيضا أن وجودها يستهدف النفوذ الروسي كما تقول في الأراضي السورية، والتي تعتبرها جزءاً من معركتها على المسرح الدولي كما هي في أوكرانيا هي في سورية.
وتابع : إنّ الوضع الحالي يجب أن يستمر من أجل إنهاء التمدد الإيراني كما يقولون، وهذا الأمر يؤمّن لها الاستمرارية أثناء الحل السياسي، والنقطة الرابعة لأهداف السياسة الأمريكية هي محور المقاومة، فهي تريد مشروعا جديدا قديما وهي القطع الجغرافي بين سوريا والعراق”.
وتحدّث الخبير العسكري عن قاعدة التنف، وقال “لقد قامت الولايات المتحدة الأمريكية وبشكل غير سري بتدريب وتجميع ست فصائل بما فيها التنظيم الإرهابي “داعش”، وتعمل على إجراء مناورات مشتركة في منطقة التنف، كما أن مخيم الركبان الذي توجد به قوات “أحمد العبدو” والتي تعمل تحت الإدارة الأمريكية، وتوجد به حوالي 16 ألف سوري وهم عبارة عن خزّان بشري للولايات المتحدة الأمريكية وتزيد من أعدادهم، وهي بذلك تريد السيطرة على منطقة البادية السورية ومنطقة شرق الفرات أو منطقة الجزيرة، وبالإضافة إلى الحدود الأردنية، بدءا من شرق السويداء، مرورا ببادية ريف دمشق وحمص، ثم وصولاً إلى بادية دير الزور.
وأضاف تركي الحسن: “إنّ أمركيا تعمل على إعادة هيكلة “قسد”، بحيث تخرج العشائر العربية من سيطرتها، وتبحث في إقامة مجموعات مسلّحة عشائرية سنّية في محافظتي دير الزور والرّقة، الأمر الذي كان مطروحا في 2019، عند إعلان النصر على “داعش”، وهي اليوم تحاول إعادة التجربة.
وأوضح الخبير الاستراتيجي بأنّ هناك حوالي 1500 مسلّح في الرّقة و1500 مسلح في الحسكة، وفي شرق دير الزور هناك مجموعات الخبيل تقدر بحوالي 2000 شخص، وفي قاعدة التنف حوالي 1500 مسلح يضاف إليهم ألف شخص من قوات أحمد العبدو، والمجموع العام يشكل تقريبا إلى 11 ألف مسلح يكونون جيشا تحت إمرة القوات الأمريكية.
وأضاف إنّ الأمريكيين لا يريدون القتال بأنفسهم، وإنما من خلال قوى أخرى، ولا أعتقد أن هذا الأمر سينجح، لأن السّيطرة على مساحة المنطقة المطلوبة والقطع الجغرافي بينها وبين سورية والعراق تصل إلى حوالي ثمانين ألف كلم مربع.
وعن خيارات دمشق لمواجهة هذا التصعيد الأمريكي وسط الصمت الدولي، يقول تركي الحسن “إنّ الدولة السورية والحلفاء سيكونون بالمرصاد لهذه المجموعات، فما تقدّمه أمريكا من مركبات وعربات مدرعة في سورية والعراق، ودخولها بهذه الطريقة المتتالية أعتقد أنها عبارة عن تحسب لما سيأتي في قادم الأيام، فأمريكا تتوقع أن يعمل محور مكافحة الإرهاب في سوريا وروسيا وإيران على إنهاء وجود الاحتلال الأمريكي في شرقي الفرات وفي قاعدة التنف، وأعتقد أن لديها معطيات مؤكدة أنّ هذا المحور يعمل ليلا نهارا على استهداف مجموعات تستهدف الأمريكيين.
وأضاف أنّ المقاومة الشعبية ستحدث وهي عمليّا تنفذ عمليات، ولكن هناك تعتيما إعلاميا عليها، وسيكون هناك تسخين للمواقع التي تضربها أمريكا بصواريخ وأسلحة، وأعتقد أن الولايات المتحدة تحاول أن يكون تواجدها هو ردع أكثر منه حقيقة.

وأشار الخبير العسكري إلى التواجد العسكري الأمريكي في سورية عام 2014، ومشاركة الدولة الروسية في مكافحة الإرهاب على الأراضي السورية، وقال إنّ أمريكا عام 2014، تسيّدت الموقف في الأجواء السورية، بمعنى أن الجانب الروسي لم يكن موجودا، وبعد أربعة عشر شهرا جاءت القوات الروسية لتشارك سورية ومحور المقاومة في مكافحة الإرهاب، وآنذاك أصبحت الأجواء مشتركة، وبالتالي اقتضى الأمر أن يكون هناك تنسيق ما لمنع الاصطدام ولحدوث ما لا يحمد عقباه بين الجيش الأمريكي والرّوسي، وبالتالي تم الأخذ بعين الاعتبار بحيث لا يحدث أي اشتباك مقصودا أو خطأ ما”.
وتابع : “ولكن بعد العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تتفلّت من هذا الاتفاق وتخترق الأجواء، وقد خرقته 742 مرة، وهذه ليست المرة الأولى بطائرات “اف 16″، وقد جرى سابقا الخرق بطيران مسيّر ويحمل صواريخ وقذائف وقد تكون الطائرة التي تعمل ضمن القوّات الجويّة الأمريكيّة هي عبارة عن طائرة مقاتلة تهاجم مواقع محددة، وبالتالي هذا الخرق لم يجر إعلام الجانب الروسي به، الآن ما يجري ليس خرق بطيران مسير، بل هو مقصود بمقاتلات وهو تصعيد جديد”.
سبوتنيك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى