اقتصاد

ارتفاع تكاليف صيانة “الغسالات” يعيد السوريين إلى زمن الأجداد!

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

يبدو أن عدّاد التاريخ أخذ قراراً بإعادة السوريين إلى زمن الأجداد وآباء الأجداد، عندما كانت النسوة يغسلن على أياديهن أمام المنزل أو على نبع مياه القرية.
عطل صغير في الغسالة، يفتح الباب واسعاً أمام عامل الصيانة، ليشك بعمل عدد كبير من القطع في الغسالة، والتي يبدأ بدفعها للتسلل على مهل إلى حسابات صاحب الغسالة، ويقوم بعملية الجمع الفورية، بين كل قطعة جديدة وسعرها في السوق أو أن يسعى “المصلّح” لتأمينها مستعملة.
تقول سمر – ربة منزل- إن “الغسالة أصدرت صوتاً قوياً في منتصف دورة التشغيل، لكن انتظرت عدة أيام قبل إصلاحها لحين تأمين المال، وبعد مرور 10 أيام، حصلنا أنا وزوجي على سلفة من العمل، ليخبرنا بعدها المصلح أن فيها أعطال عدة، منها (كسر في المضخة وكسر في الإكس، كما أن الرومانات لا نعرف إذا كانت تعمل جيداً، بالإضافة إلى قطع أخرى)، وتكلف كثيراً خاصة أن جميع القطع غالية، والمستعمل في حال وجد مرتفع الثمن أيضاً ناهيك عن أجرة عمل المصلح”
وتضيف بأن “المصلّح”، طلب سلفة 200 ألف ليأخذ الغسالة إلى محله ويبدأ بفحص القطع وتبديل القطع المعطلة، دون أن يُفصح عن الكلفة التقديرية لإصلاح الغسالة بالمجمل، بحجة أنه لا يعرف المفاجآت التي تظهر أمامه أثناء عملية “فرط” الغسالة في المحل.
تتابع سمر: “لم يخرج مصلّح الغسالات من بيتنا، قبل أن يمنحنا جرعة تفاؤل كبيرة ويرفع من معنوياتنا إزاء المال الذي دفعناه”، إذ قال : “إشكروا الله أن غسالتكم قديمة، لأنها إن كانت جديدة لكانت أول سلفة بين 500-700 ألف لأن القطع غالية”، مؤكداً أن الغسالات الحديثة ذات الشاشة الرقمية هي الأكثر أعطالاً حالياُ بسبب وضع الكهرباء.
ولفتت سمر إلى أنه بسبب التقنين الكهربائي الطويل، الذي كان معمولاً به في المحافظة (5 ساعات ونصف قطع مقابل نصف ساعة تغذية تتخللها انقطاعات متكررة)، كانت وجبة الغسيل تبقى في الغسالة 3 أيام لتنتهي، واقع الحال الذي قال عنه المصلّح أنه يحمل وزن على حوض الغسالة.
وأضافت سمر : أن الغسالة معطلة منذ 10 أيام، حتى استطعنا الحصول على السلفة التي نأمل أن تكفي لإصلاح الغسالة، ولا نضطر لاستدانة المال، وتابعت : “كل يومين أسخن المياه وأغسل ثياب عائلتي على يدي، وأنا أقارن واقع حالنا اليوم بواقع حال أهالينا وأجدادنا في الماضي، حتى دار الزمان بنا ونعيش اليوم واقعهم”.
وأكدت سمر أن إحدى قريباتها تعطلت الغسالة في منزلها منذ 4 أشهر، إلا أنها لم تستطع إصلاحها، لأن تكلفة صيانتها 450 ألف ليرة، ولم تستطع تأمين هذه المبلغ بأي طريقة، واعتبرت الغسيل على اليد “رياضة”، لحين إصلاح الغسالة،
وختمت : الغلاء والوضع الاقتصادي المأساوي، الذي نعيشه سيجعلنا نعيش حياة الإنسان الحجري.
أثر برس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى