الاخبار

سوريون عالقون بانتظار تحقق حلم زيادة الرواتب!

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

يعيش السوريون هذه الفترة معادلة صعبة، طرفاها الرواتب والأجور من ناحية والارتفاع الجنوني للأسعار من ناحية آخرى .. وبات حديث الشارع اليوم، متى تكون زيادة الرواتب؟
تسريبات عدة سبقت نسبة الزيادة وموعد إعلانها، ليكون ما تحقق من مضامين التسريبات هو ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية بحسب نشرة الحوالات والصرافة يوماً بعد آخر و قفزات جنونية في أسعار الأسواق.
مع بدء الحديث عن زيادة الرواتب المرتقبة في منتصف حزيران/ يونيو الماضي كان سعر صرف الليرة مقابل الدولار بحسب نشرة الحوالات والصرافة 8200 ليرة، واستمر السعر على حاله، “يقاوم إغراءات التسريبات الخاصة” بزيادة الرواتب حتى الـ 4 تموز / يوليو، ليصل إلى 8400 ليرة، وبعده بيومين، بلغ سعر صرف الليرة مقابل الدولار بحسب نشرة الحوالات والصرافة 8500 ليرة.
ومع تواصل الحديث الرسمي عن الزيادة، استمرت معها تغيرات سعر الليرة مقابل الدولار؛ حيث بلغت في 10 تموز/ يوليو بحسب نشرة الحوالات 8800 ليرة، وفي أقل من 24 ساعة ارتفعت إلى 9 آلاف بتاريخ 11 تموز/ يوليو، ثم بقفزة واحدة أصبح 9200 في صباح 12 تموز/ يوليو، ووصل إلى 9900، بحسب نشرة الحوالات والصرافة الصادرة عن مصرف سورية المركزي، في الـ 18 تموز/ يوليو.
ليبقى السؤال مطروحاً، ما الذي يمنع زيادة الرواتب المنتظرة؟.
“الحكومة مشغولة”
عضو مجلس الشعب السوري محمد زهير تيناوي، كان من أوائل من “فجروا” موعد إعلان الزيادة ونسبتها، وقال لـ “هاشتاغ”، إنه تتم في أوساط الحكومة عدة دراسات ومقارنات لتحقيق زيادة على الرواتب بنسب إلى حد ما مقبولة.
تيناوي رفض ما تحدثت عنه بعض المصادر، عن رفع مقترح نسبة الزيادة على الرواتب 200 في المئة، لكنها قوبلت بالرفض، وأضاف أنه لا قدرة للوزارة على تغطية العجز من هذه النسبة وتغطية الإجازات.. وبالتالي لن يتم تكبير النسبة.
وكان مجلس الشعب قد أقر ميزانية الدولة للعام 2023، بقيمة 16.5 ترليون ليرة سورية. و احتفل” وسائل الإعلام بهذا الرقم، على اعتبار أنه يزيد عن ميزانية العام السابق بنسبة 24 %، في حين أقر وزير المالية السوري، كنان ياغي، وقتها بأن تراجع القيمة الحقيقية للموازنة ناتج عن ارتفاع معدلات التضخم.
وقال خبراء في الاقتصاد إن “الموازنة الجديدة تغطي نحو 30 % من احتياجات البلاد من الوقود، ما يعني أن مخصصات الأسرة من الديزل وغاز الطهي ستظل غير كافية، ما يدفع الناس إلى الشراء من السوق السوداء بسعر أغلى”.
وبينوا أن الحل الجزئي لهذه التحديات التي تلوح في الأفق، يتمثل في زيادة الرواتب، أو توزيع المنح على العاملين في القطاع العام، وهي استراتيجية، قال وزير المالية إنها تنعكس في الميزانية، لكن مجرد تخصيص الأموال لا يعني أنه سيتم إنفاقها، مشيراً إلى أن الحكومة أنفقت أقل من 80 % مما تم تخصيصه في موازنة 2022، وقد يكون أحد الأسباب هو عدم قدرة الحكومة على تأمين إيرادات كافية لتغطية نفقاتها.
في السياق، قال تيناوي إن الواردات ضحلة وهزيلة، وبالتالي لا يمكن تغطيتها من خلال الموازنة، وأي زيادة في نسبة الرواتب يلزمها تغطية عبر رفع سقف الأسعار ما سينعكس بشكل كبير على الأسواق، وعليه لن يشعر المواطن بأي فرق في الزيادة المنتظرة، إن حصلت!
عضو مجلس الشعب السوري، قال إن موضوع زيادة الرواتب بحاجة إلى إلى دراسة معمقة، أدت إلى بعض التأخير في إعلانها، لكنها لن تطول حتى مطلع الشهر القادم بحسب تعبير قول تيناوي.
وحسب التوقعات المنشورة في وسائل إعلامية، فإن الزيادة على الرواتب والأجور قد تترافق مع زيادة في أسعار حوامل الطاقة، والمتوقع زيادة تعرفة استهلاك الكهرباء وفقاً لشرائح الاستهلاك المعتمدة، بحيث تكون الزيادة على الشريحة الأقل استهلاكاً محدودة، فيما ترجح التوقعات توحيد سعر البنزين العادي وبيعه بسعر قريب من الكلفة.
أما المازوت فإن المقترح الذي نشره موقع “أثر برس” المحلي، يتضمن المحافظة على سعرين الأول مدعوم موجه للتدفئة المنزلية والزراعة، والثاني خاصة بالأنشطة الصناعية والتجارية، وهذا على خلاف ما جرى ترويجه مؤخراً من أن الزيادة لن تكون مترافقة مع زيادة أسعار المشتقات النفطية.
“الدعم سيبقى موجوداً”
في السياق، نفى وزير الشؤون الاجتماعية والعمل لؤي المنجد لـ “هاشتاغ” وجود نية لدى الحكومة لرفع الدعم بشكل كلي، لكنه بين وجود حوار حقيقي وجاد وموضوعي لوضع رؤية صحيحة بالاعتماد على بيانات دقيقة من أجل إعادة توزيع الدعم ليكون عادلاً بصورة أكبر، حسب قوله. وأكد وزير الشؤون الاجتماعية أن الحكومة ملتزمة بالدعم ليشمل الفئات الأكثر هشاشة، ضمن معطيات محددة بناء على قاعدة معلومات واضحة.
“كلام فارغ”
يرى الخبير الاقتصادي الدكتور عمار يوسف أن كل مايقال عن الزيادة كلام فارغ، إذا لم ترتفع الرواتب خمسين ضعف، بمعنى أن يرتفع الراتب البالغ 100 ألف إلى 5 ملايين ليرة.
وقال لـ “هاشتاغ” إن المشكلة الأساسية تكمن في الدخل العالي لمجموعة مسيطرة على الاقتصاد، بينما لا يستطيع آخرون تأمين ما يأكلونه، وتساءل يوسف عن سبب موت عدد كبير من الشباب بالجلطات؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى