الاخبار

بالأرقام ….تعرفوا على الكميات المسروقة من النفط السوري

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

نقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن ما أسمته مصدر بارز في قطاع النفط السوري،  أنه وبعد الحرب، شهد الإنتاج الوطني من النفط تراجعا حادا، فإلى جانب النهب المنظم لأكبر الآبار من قبل الجيش الأمريكي والمسلحين الموالين له، ثمة معوقات لوجستية تعترض نشاط العدد القليل من الآبار التي عادت إلى سيطرة الدولة السورية إبان هزيمة “داعش” (تنظيم إرهابي محظور في روسيا ودول عديدة)، ليتراجع الإنتاج حاليا لما بين 5-10 في المئة من مجمل استهلاكنا المحلي الذي يقطع حاجز الـ 250 ألف برميل يوميا”.

وأشار المصدر في حديثه لسبوتنيك أن ما تتمتع به آبار حقل العمر النفطي من حيوية اقتصادية يعرفها جيدا ضباط الجيش الأمريكي، مشيرا إلى أن إنتاجها يتدفق بشكل ذاتي ولا يحتاج إلى تدخل بشري، وإنما فقط لمراقبة من شرفات المدينة السكنية.

حول الكمية التقريبية التي يتم إنتاجها شرق نهر الفرات في ريف دير الزور، يؤكد المصدر: “ينتجون أكثر من 100 ألف برميل يوميًا، وهو رقم تقريبي للإنتاج، وهذه الكمية الكبيرة وفقا للمعايير المحلية في سوريا، تتم سرقتها علنا من قبل جيش الاحتلال الأمريكي والمسلحين الموالين له في قوات قسد”.

وفي وقت سابق، كانت مصادر خاصة أكدت لـ “سبوتنيك”، أن “جزءا من النفط السوري المسروق، لا يحتاج إلى طريق العراق للتصدير، فضباط الجيش الأمريكي نجحوا ببناء علاقات تجارية متينة مع (أمراء) تنظيم (جبهة النصرة الإرهابية) في إدلب عبر وسطاء موالين لهم شرقي سوريا، وأبرموا تفاهمات لإمداد التنظيم الإرهابي باحتياجاته من النفط المتدفق إلى مصاف صغيرة يمتلكها متنفذوه وبعض التجار الموالين لتركيا، تمهيدا لاستخدامها وبيع الفائض منها في إدلب”.

بيع “سياسي” لنفط مسروق

قبل الاحتلال الأمريكي لحقول نفط دير الزور، المصدر الأكبر لهذه الخامة في سوريا، كانت ثلاث شركات وطنية تدير حقول دير الزور، أكبرها شركة “الفرات” الحكومية التي كانت تستثمر كلا من (حقل العمر- حقل التنك- حقل الورد- حقل التيم- حقل العزبة).

واختتم المصدر النفطي البارز حديثه لـ “سبوتنيك” بالقول: “اليوم، نحن نعتمد بشكل كبير على الاستيراد والمساعدات التي يقدمها الحلفاء والأصدقاء، لذلك من حق الدولة السورية أن تسترجع جميع الآبار التي يتم سرقة إنتاجها وتهريبه خارج البلد، والذي بدوره يحرم المواطنين من هذه الخيرات وذلك من خلال استخدام الإمكانيات الدبلوماسية والشعبية والتحالف مع الأصدقاء للمساعدة دون أن يكون أي نوع من الضرر للآبار النفطية الواقعة غرب نهر الفرات”.

بدوره تحدث المهندس عادل دحدل، وهو مدير الصحة والسلامة والبيئة في شركة “دير الزور الوطنية للنفط”، لـ”سبوتنيك”، عن أن إنتاج شركته يتراوح حاليا ما بين 200-250 برميل في اليوم الواحد.

مضيفا: “هذه الكمية المتدنية بشكل خطير قياسا بأعمال شركة دير الزور ما قبل الحرب، يتم إنتاجها من بئر واحد بقي تحت سيطرة الشركة غرب نهر الفرات، فيما بقية المحطات الرئيسية والتي يبلغ عددها 8 محطات لإنتاج النفط، فهي اليوم تحت سيطرة الجيش الأمريكي والمسلحين الموالين له على الضفة الشرقية لنهر الفرات”.

وتابعا: “لا تتوقف خسارة شركة دير الزور عند هذا الحد”، يضيف مدير السلامة والبيئة في “شركة دير الزور”: “هنالك أيضا معمل غاز كونيكو الذي حوله الجيش الأمريكي إلى قاعدة له شمال المحافظة، وحاليا بات إنتاجه صفر”.

سرقة النفط السوري من قبل الاحتلال الأمريكي لا تقتصر على آبار محافظة دير الزور، بل شملت حقول نفط محافظتي الحسكة والرقة.

رغم تقديم العديد من الشكاوى في المحافل الدولية ومجلس الأمن، والاعتراض الروسي المتكرر في المحافل الدولية على ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية من سرقة للنفط السوري، إلا أن ذلك كله لم ينجح في كبح الشهوة الجارفة لضباطه في مراكمة الثروات السهلة عبر بيعه لمن يشاء.

وقبل الحرب، كان متوسط إنتاج حقول النفط التي يسيطر عليها الجيش الأمريكي ومسلحو تنظيم “قسد” الذي يتخذه واجهة له وأداة لتنفيذ استراتيجيته، نحو 200 ألف برميل يوميا من حقول محافظة الحسكة وحدها.

وفقا للبيانات الرسمية، يبلغ عدد الآبار النفطية التابعة لحقول رميلان في الحسكة، نحو 1325 بئرا، إضافة إلى قرابة 25 بئرا من الغاز في حقول السويدية القريبة من رميلان.

ويقارب إنتاج حقول الرميلان الـ 90 ألف برميل يوميًا، والسويدية نحو 100 ألف برميل يوميًا، فيما حقول الجبسة نحو 15 ألف برميلا.

في الحسكة، ثمة آبار أخرى أقل إنتاجا، منها حقول اليوسفية، التي تنتج نحو 1000 برميل.

ولا يقتصر إنتاج هذه المحافظة التي تقع أقصى شمال شرقي سوريا على النفط، إذ أن حقول الرميلان والجبسة كانت تنتج أيضا ما يقارب 4 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، معظمها غاز مصاحب.

قبل الحرب، شكل إنتاج النفط السوري البالغ 385 ألف برميل يومياً مورداً أساسياً للدولة السورية، كان يصدّر في غالبيته إلى أوروبا، أما في قطاع الغاز فبلغ إنتاج سوريا قبل 2011، نحو 30 مليون متر مكعب يومياً، وهي كمية تكفي حاجة البلد وتزيد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى