منوعات

كيف تتعاملون مع الشخصية “الكذابة”؟

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

يكذب بعض الناس؛ ليظهروا بصورة جيدة أمام الآخرين، أو ليحصلوا على مبتغاهم، في حين يكذب البعض الآخر لمجرد أنهم يستطيعون ذلك. وفي كلتا الحالتين، تعتبر مواجهة الشخص الكذاب بداية جيدة؛ لبدء التعامل مع سلوكه السيئ. ومن المهم أن تتذكر أنه ليست لديك القدرة على تغيير شخص آخر، وإنما كل ما يمكنك فعله هو كشف وقول الحقيقة فقط.
كيف تتعامل مع الشخصية “الكذابة”؟
تقييم المشكلة
أولاً عليك معرفة متى يكذب الشخص. إن إدراك الوقت، الذي يحاول فيه الشخص خداعك، يمكن أن يرشدك إلى مدى خطورة المشكلة.
حاول معرفة كيف يبدو الشخص ويتصرف في موقف طبيعي، وقارن ذلك مع الطريقة التي يتصرف بها في موقف تعتقد أنه قد يكون كاذبًا به. بعد فترة من الوقت، يجب أن تكون قادرًا على قراءة لغة جسد الشخص جيدًا بما يكفي لفهمها، عندما لا يقول الحقيقة.

مقارنة.. وعلامات
تحقق من الطريقة، التي يتصرف بها الشخص عندما تسأله عن تاريخ ميلاده، أو مسقط رأسه. قارن، الآن، هذا السلوك بالطريقة التي يتصرف بها عندما تطرح سؤالًا أكثر صعوبة، مثل ما إذا كان قد استولى على كتابك، أو عن حقيقة الأرقام المزورة في مستند العمل. إذا كان الشخص يقول الحقيقة، فلا يجب أن تظهر عليه علامات التوتر عند الإجابة على الأسئلة الأكثر صعوبة.
انسَ ما سبق أن سمعته أن غياب الاتصال بالعين يؤشر إلى أن الشخص يكذب. في الواقع، يتعمد العديد من الكذابين الاتصال بالعين، بسبب هذه النصيحة السهلة. وعندما يكذب الناس، فإنهم يُظهرون – دون وعي – علامات جسدية أخرى للتوتر، ابحث عن هذه العلامات:
– ابتسامة مزيفة، تظهر على الفم فقط لا العيون.
– نبرة صوت أعلى من المعتاد.
– اتساع حدقة العين.
– حركات القدم المتوترة، مثل: الاتكاء على أصابع القدم، أو هز الرجل.
– لمس الوجه، وتغطية الفم أو العينين أو الأنف، بشكل متكرر.

أنماط الأكاذيب
يكذب الكثير من الناس بشأن موضوعات قليلة، تجعلهم غير مرتاحين بطريقة كافية، وعادة تكون حول سلوكهم السابق السيئ، أو شيء يجعلهم محرجين. إذا كان الشخص المعني يميل إلى الكذب باستمرار؛ عندما يُسأل عن موضوع معين، فيمكنك في هذه الحال التراجع، والتوقف عن السؤال عن هذه المشكلة بالذات. ومع ذلك، إذا بدا أن أكاذيب الشخص ليس لها موقف معين أو سبب ما، ودون نمط يمكنك فهمه، فإن لديك الآن مشكلة أكبر بين يديك.
وإذا كذب شخص ما في كل مرة تسأله عن أمر خاص بحياته الشخصية، أو سلوكه تجاه شخص محدد، فقد يبرر ذلك بأن هذا شأن خاص به. على أي حال، ما لم تكن على علاقة قريبة مع شخص ما، لا يحق لك معرفة كل التفاصيل عن حياته.
من ناحية أخرى، إذا بدا أن الشخص يكذب فقط من أجل الكذب، حتى عند طرح أسئلة حول مواضيع تبدو غير مهمة، فقد يكون كاذبًا قهريًا. نظرًا لأن كذب هذه الفئة لا يتبع نمطًا ما، وسيكون من الصعب جدًا التعاطف مع نوايا الشخص لإخفاء الحقيقة.

هل هذه الأكاذيب ضارة؟
ليس من الجيد أن تكذب أبدًا، لكن بعض الأكاذيب أكثر ضررًا من غيرها. قبل أن تبدأ في القلق، اكتشف كيف تؤثر الأكاذيب على الكذاب نفسه، وعليك أنت شخصياً، وعلى الأشخاص الآخرين الذين قد يكونون في الدائرة ذاتها. هل الشخص يكذب ليحمي نفسه؟.. هل يكذب للتلاعب بالآخرين؟.. هل يتخذ الناس قرارات بناءً على ما يقوله هذا الشخص الكاذب، دون أن يدركوا أنه قد تم الكذب عليهم؟.. هل يكذب الشخص لينجو من فعل سيئ قام به، مثل: السرقة، أو الغش، أو إيذاء شخص ما؟.. إذا كانت الإجابة بـ(نعم) على أحد هذه الأسئلة، فهذا يعني أن هناك مشكلة تجب معالجتها، إذ لهذا السلوك تأثير سلبي شديد.

مواجهة الكذاب
يجب عليك، الآن، بعد التقييم الانتقال إلى مرحلة مواجهة الكذاب.

توثيق حالات الكذب
اكتب كل حالة من حالات الكذب التي تلاحظها، مع ذكر التفاصيل التي تشرح سبب اعتقادك أنها كذب. قم ببعض الأبحاث؛ حتى يكون لديك دليل على أن الشخص كان يكذب، بدلاً من مجرد الاعتماد على حدسك، ويجب أن تبين أنك مدرك تماماً أنه يكذب، ويخادع.
إذا استطعت جمع أدلة دامغة، مثل: رسائل بريد إلكتروني، أو أعمال ورقية تتعارض مع ما قاله الشخص، فستجعل المواجهة أسهل بكثير، وإذا كنت تعتمد على الآخرين في إثبات الكذب، فحاول الحصول على أكثر من شهادة، لأكثر من شخص.

تحدث إلى الشخص على انفراد
إن مواجهة شخص ما بشأن سلوكه المخادع في الأماكن العامة أمر سيئ جدًا، وليس من المرجح أن يساعده على التغير. من الأفضل مناقشة الأمر على انفراد، حتى لا تؤدي مشاعر الخجل والإحراج إلى تصعيد الأمر، والوصول إلى نقطة صراع أو انهيار. أخبر الشخص، بهدوء، بأنك تعتقد أنه كان كاذباً بشأن هذا الأمر. اكتب الكذبة، أو الأكاذيب التي تريد مناقشتها معه. لا تصف الشخص نفسه بأنه كاذب، وكن لطيفاً. في معظم الحالات، سيشعر الشخص بالحرج الشديد، وسيتوقف عن الكذب.

امنح الكذاب فرصة لشرح سبب كذبه
راقب لغة جسد الشخص بعناية؛ لمعرفة المزيد من الدلائل على أنه يكذب. استمع إلى عذر الشخص، وإذا اعترف بالكذب واعتذر، فقد لا تحتاج إلى المضي قدمًا في المواجهة، فقط ناقش الأمر بشكل كامل، وأنهِ المحادثة بإخبار الشخص بأنك تأمل ألا يتكرر ذلك مرة أخرى، وأخبره بأنك فقدت الثقة به، واحسم أمرك بالدليل على كذبه، وانسحب بهدوء، دون صراعات جانبية.

التوقف عن الكذب قد يستغرق بعض الوقت
لا يستطيع الأشخاص، الذين اعتادوا الكذب، التخلص من هذه العادة السيئة على الفور؛ فلا تتفاجأ إذا وجدت الشخص ذاته متورطاً في كذبة أخرى، في وقت ما بالمستقبل. اعتمادًا على علاقتك بالكذاب، قد ترغب أو لا ترغب في الاستمرار بمساعدته على التوقف، عن طريق تكرار دورة جمع الأدلة، ومواجهة الكاذب، وإبلاغه بانهيار الثقة.
وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى