الاخبار

بعد أن حسم الرئيس الأسد قراره… ما هو مصير إدلب؟

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

الدكتور خيام الزعبي
كنت أحد المتابعين للأزمة السورية، لم أشك لحظة واحدة طيلة السنوات الماضية من أن النصر حتمي للدولة السورية، والدليل على ذلك مواصلة الشعب السوري وجيشه صمودهم ووقوفهم بحزم وبقوة في وجه العدوان ومن معه من شرذمة المرتزقة… ليقولوا للجماعات المسلحة ومن إصطف معهم، إننا هنا صامدون وواقفون أمام كل من يريد العبث بوطننا الكبير “سورية”.
اليوم تحظى معركة ادلب بإهتمام بالغ في الأوساط العربية والدولية، لما لها من إنعكاسات مباشرة على المنطقة، وتشكل منعطفاً مفصلياً في مقاومة الجيش السوري للتنظيمات المتطرفة، وتعد ضربة للمشروع الأمريكي- الإسرائيلي الراعي لهذه التنظيمات.
فالسؤال الشائع الذي يتردد في العديد من الدوائر داخل سورية وخارجها، ولا يغيب عن مخيلة أحد من أبناء هذا الوطن: إلى أين تتجه الأمور في ادلب ؟
فهذا السؤال حول مستقبل مدينة ادلب السورية أصبح مطروحاً بل وحاضراً في الأجندات الراهنة ومحدداً ضمن مسارات الأحداث من حيث التخطيط وان بدت معالمه واضحة ومؤكدة للبعض (انتصارات الجيش السوري) الذي حقق إنجازات كبيرة منذ بداية الأزمة لحماية سورية التي كانت تتعرض للكثير من المؤامرات واستطاع أن يحبطها جميعها.
من الواضح أن الرئيس الأسد حسم الموقف وإتخذ قراره في استعادة السيطرة على محافظة إدلب وبعث برسائل ساخنة إلى دول إقليمية تدعم الإرهاب وتستخدمه بكافة الوسائل والإمكانيات، ورسائل أخرى إلى دول كبرى تمارس نفس الشيء، ولا تستكان عن استخدام الإرهاب واستثمار نتائجه لتحقيق مصالحها وأهدافها في المنطقة، مشدداً على أن سورية مستمرة في مكافحة الإرهاب وتنظيماته المتعددة أينما وجد على الأرض السورية ولن تتوقف حتى تستأصل شأفة الإرهابيين أو يعودوا من حيث جاءوا.
في هذا السياق هناك عملية عسكرية بالتعاون بين الجيشين السوري والروسي والقوات الرديفة وبالتنسيق مع تركيا، وهذه العملية سيكون ميدانها ريف حلب الشمالي وتشمل اعزاز – كفر جنة – الباب – مارع – جرابلس وصولاً إلى عفرين، وكانت القوات التركية قد استبقت العملية بالانسحاب من بعض المناطق التي تتواجد فيها كمؤشر على أن العملية تتم بالتنسيق مع أنقرة.
وتأتي هذه العملية مع بداية اجتماع آستانة لنواب وزراء خارجية سورية وروسيا وتركيا وايران،
ويبدو واضحاً أن هذه الخطوة تأتي استجابة للشروط السورية بانسحاب تركيا من الأراضي السورية والتعاون في محاربة الارهاب والمجموعات المسلحة كمقدمة لتطبيع العلاقات معها.
وفي الوقت ذاته تأتي هذه العملية لتحرير كامل منطقة ادلب الكبرى (مع غرب حلب) ومحيطها، الذي أصبح يشكل بالنسبة للدولة السورية حاجة وضرورة أساسية لا يمكن تجاوزها أو تأخيرها بأي شكل من الأشكال، بالإضافة الى مواجهة الاحتلال الأمريكي مناطق شرق الفرات والتنف ومحاولاته المستمرة لإعادة تشكيل المجموعات المسلحة والتنظيمات المتطرفة وقسد في تنظيم جديد لمحاربة القوات السورية والروسية والدول الحليفة.
فالجيش السوري يضيق الخناق على هذه الجماعات من كافة الاتجاهات وبات يحيط بمناطق تواجدها من كل حدب وصوب في انتظار إتمام الاستعدادات لاقتحامها، وهناك مصادر عديدة تتحدث عن أن هذه التنظيمات تعاني من سلسلة أزمات استنزفت قواها ، وهو ما يرجح فرضية انسحاب هذه التنظيمات من مدينة ادلب ومحيطها ، خاصة وأن الجيش السوري وحلفاؤه لديه من الطائرات المقاتلة ما يجعله سيد الأجواء على الميدان وقادراً على الحسم مع هذه التنظيمات الإرهابية.
لذلك من حق مدينة إدلب أن تحبس أنفاسها هذه الأيام فربما أصبحت الفترة القليلة المقبلة حبلى بإنجازات كبيرة وعظيمة، حيث تشير الكثير من التقارير الصحفية بتصاعد وتيرة الانجازات الميدانية والعمليات العسكرية للجيش السوري وحلفاؤه في مختلف مناطق إدلب لتطهير الأرض من إرهابيي تنظيم جبهة النصرة والمجموعات التي تعمل تحت رايته التكفيرية الظلامية.
مجملاً… إن معركة إدلب هي ضربة جديدة للدول الداعمة للإرهاب وللجماعات المتطرفة التي تعيش نهاياتها العسكرية، ما يعني أن تحرير إدلب يشكل بوابة جديدة لعبور الأزمة السورية وطوي صفحة أخرى من كتاب التنظيمات التكفيرية وستكون بالقدر نفسه على طريق الخلاص من الإرهاب في سورية، كل هذا يؤكد بأن ادلب سوف تغادر محطات الإنتظار بسواعد أبنائها وجيشها، ومساندة حلفاؤها، وأنه لا مجال للإنكسار أو التراجع، وأن ادلب على مسافة خطوة واحدة من الحسم.
باختصار شديد …أيام حاسمة، تفصل تحرير ادلب، عقب الترتيبات الكبيرة التي يجريها الجيش السوري بالتنسيق مع حلفاؤه، وتشكيل غرفة عمليات مشتركة مع القوات الروسية لطرد الجماعات المسلحة، وبذلك بات تحرير المدينة أمراً واقعاً لا مفر منه، وأصبح المسلحون أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الاستسلام والتخلي عن القتال، أو الموت المحتوم، وبذلك أصبح الشعب السوري قادراً على رمي الرايات السوداء، ورفع بدلاً عنها العلم السوري الذي يجمع كل السوريين، لذلك فالأيام القليلة القادمة من شأنها أن تحمل المزيد من المفاجآت والتطورات، مما ينذر بأن المنطقة مقبلة على تغييرات كبيرة.

رأي اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى