الاخبار

ترصد كامل دمشق.. لماذا تستميت إسرائيل للسيطرة على تلال كفر شوبا اللبنانية؟

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

بعد يوم عصيب، عاشه اللبنانيون في منطقة تلال كفر شوبا الحدودية مع سوريا وإسرائيل، عاد الهدوء الحذر ليخيم على المنطقة التي شهدت الجمعة، 9 يونيو/حزيران 2023، اشتباكات بين متظاهرين لبنانيين وقوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي التي استخدمت قنابل دخانية وصوتية.

وخرج العديد من اللبنانيين في تلك المنطقة أمس، للاحتجاج على أعمال حفر إسرائيلية تهدف إلى ضم أراضيهم الزراعية وإقامة سياج حدودي جديد.

إذ يقوم جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ نحو أسبوع بتجريف الأراضي وحفر خنادق وإقامة سياج جديد بمحاذاة السياج الحالي، الأمر الذي اعتبره الأهالي تغييراً في معالم الأرض.

كما قامت جرافة عسكرية إسرائيلية، بدفن لبناني تحت التراب، أثناء محاولته منع تلك قوات الاحتلال من تجريف أرضه، قبل أن تتمكن قوات الأمم المتحدة من إنقاذه في اللحظة الأخيرة.

ما هي قصة الخلاف على منطقة تلال كفر شوبا؟
تقع بلدة كفر شوبا على السفوح الجنوبية الغربية لجبل الشيخ أو كما يطلق عليه أيضاً “جبل الحرمون”، وداخل مثلث الحدود بين لبنان وسوريا وفلسطين.

ورغم أن تلك المنطقة قابعة تحت سيطرة قوات “فك الاشتباك” التابعة للأمم المتحدة، فإنها تعاني من مشكلة تدخلات جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يسيطر بالفعل على تلال كفر شوبا ومزارع شبعا وبلدة الغجر جنوب لبنان.

إذ بقيت قوات الاحتلال الإسرائيلي تحتل تلك المناطق، معتبرةً أنها مناطق سوريّة وليست لبنانيّة، وبالتالي فإنّ قرار الأمم المتحدة 425 الذي ينص على انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان لا يشمل تلك المناطق، وهو ذات الأمر الذي تعترف به الأمم المتحدة.

فبعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000، قام فريق من الأمم المتحدة بترسيم خط الانسحاب المعروف بـ”الخط الأزرق” على طول الحدود الجنوبية للبنان، باستثناء مزارع شبعا وتلال كفر شوبا وأجزاء من قرية الغجر.

وبالتالي اعتبرت الأمم المتحدة أن إسرائيل نفذت بالكامل القرار 425 بالانسحاب من جنوب لبنان، وأن مزارع شبعا ليست لبنانية، بل سورية وتخضع لمسؤولية قوات يوندوف (فك الاشتباك)، وليس “اليونيفيل” وفقاً لما قال المؤرخ اللبناني والباحث عصام خليفة لموقع “الجزيرة نت”.

إسرائيل تحتل كفر شوبا منذ عام 1967
استولت قوات الاحتلال الإسرائيلية على المزارع الـ13 وتلال كفر شوبا- المعروفة مجتمعة باسم مزارع شبعا- خلال حرب النكسة 1967، التي احتلت خلالها إسرائيل أيضاً مرتفعات الجولان في سوريا.

عفيف ضاهر، وهو رجل مسن من سكان مزرعة زبدين في مزارع شبعا، أكد أنّ الإسرائيليين قصفوا مزارع شبعا خلال حرب الـ67، وأطلقوا النار باتجاه السكان لإجبارهم على إخلائها.

وأضاف وفقاً لما ذكره موقع ReliefWeb التابع لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية: “وصلنا إلى نقطة لم يعد بإمكاننا تحملها وغادرنا، لم يكن لدينا خيار آخر، كانت تلك هي المرة الأخيرة التي رأيت فيها أرضي حيث عشت، إذ أمتلك 70 دونماً في مزرعة زبدين”.
في عام 2000 عندما قضت الأمم المتحدة بأن مزارع شبعا هي أراض سورية، وأن مصيرها مرتبط بمحادثات السلام المستقبلية بين إسرائيل وسوريا.

اعترض لبنان، بدعم من سوريا، على هذا القرار، وشنّ حزب الله حملة متفرقة من غارات الكر والفر على القوات الإسرائيلية في مزارع شبعا.

بعد الحرب التي استمرت شهراً في عام 2006، أوقف حزب الله هجماته، ووافقت الأمم المتحدة، بناءً على طلب من الحكومة اللبنانية، على إعادة النظر في قضية لبنان بشأن مزارع شبعا، وعينت فريقاً لبدء رسم خرائط المنطقة.
لماذا تستميت إسرائيل للسيطرة على تلال كفرشوبا؟
وفقاً لما ذكره موقع Teller Report فإنّ لتلال كفر شوبا أهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة لدولة الاحتلال الإسرائيلي أهمها:

1- تحتوي تلال كفر شوبا على خزان مياه ضخم تبلغ سعته حوالي مليار و200 مليون متر مكعب، وهذه المياه تزود الأراضي الفلسطينية المحتلة.

2- تقع تلال كفر شوبا على ارتفاع ما بين 1200 و1500 متر عن سطح البحر، وهو ما يجعلها تطل بعمق على كل من الأراضي المحتلة والبقاع اللبناني، ما يجعلها موقعاً عسكرياً استراتيجياً مهماً لإسرائيل.

3- على أحد تلال كفرشوبا نصبت قوات الاحتلال واحداً من أهم أبراج المراقبة في الشرق الأوسط، والذي يمكنهم من خلاله مراقبة العاصمة السورية دمشق بأكملها.

4- في حين ترى صحيفة The Christian Science Monitor أنّ تلال كفر شوبا مهمة لإسرائيل، لأنها تشكل حلقة الوصل للتطورات الرئيسية في بلاد الشام، بما في ذلك نزع السلاح المحتمل لحزب الله، والتقدم في محادثات السلام غير المباشرة بين إسرائيل وسوريا.
عربي بوست

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى