اخبار ساخنة

هل التاريخ يعيد نفسه حقاً؟ 5 حوادث تاريخية تثبت صحة هذه المقولة

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

يُنسب إلى الفيلسوف الإسباني جورج سانتايا القول المأثور القديم: “أولئك الذين لا يستطيعون تذكر الماضي محكوم عليهم بتكراره”، وبالفعل هناك العديد من الحوادث التي تكرر نفسها في التاريخ بسبب عدم الاستفادة من دروس الماضي أحياناً أو بفعل الصدفة البحتة أحياناً أخرى، إليكم أشهر الحوادث التاريخية التي أعاد فيها التاريخ نفسه.

التاريخ يعيد نفسه.. حوادث تاريخية تثبت صحة هذه المقولة

الحروب البرية مع روسيا

خلال نظرة خاطفة على الحروب البرية مع روسيا، نستطيع استنتاج العبرة التالية: لا تتورط بحرب برية مع روسيا في فصل الشتاء.

لم يستفد أدولف هتلر من دروس التاريخ، وكرر خطأ نابليون بونابرت ذاته، وكانت النتيجة أن التاريخ أعاد نفسه مع خسارة مدوية لجيش هتلر تشبه إلى حد كبير خسارة جيش نابليون في روسيا.

ففي يونيو/حزيرن 1812، حشد نابليون جيشاً قوامه 600 ألف عسكري لغزو موسكو وإخضاع حليفه السابق القيصر ألكسندر الأول. أثناء تقدم الجيش إلى روسيا، كان القمل الحامل للتيفوس، قد بدأ بغزو الجنود الفرنسيين. ولكن على الرغم من التيفوس وما رافقه من أمراض وحمى أصابت الجيش الفرنسي على طول الطريق، وصل الجيش أخيراً إلى موسكو في 14 سبتمبر/أيلول، وعلى الرغم من أنه وصل ضعيفاً متهاوياً فقد حقق نصراً في المدينة التي تم إخلاؤها من سكانها قبيل الهجوم. لكن في رحلة العودة، انخفضت درجات الحرارة إلى (-37 درجة مئوية)، مما أدى إلى معاناة الجنود الفرنسيين الذين وجدوا أنفسهم عالقين في مكان شديد البرودة وعاجزين عن التقدم نحو الأمام معاً. في مواجهة مثل هذه الظروف القاسية مع القليل من الطعام، فقد نابليون معظم رجاله في معركة ظن أنها ستكون نصراً له.

بحلول عام 1941 أعاد التاريخ نفسه. إذ كرر أدولف هتلر نفس الخطأ عندما قرر غزو الاتحاد السوفييتي في يونيو/حزيران أيضاً، وبدأ الجيش النازي بتنفيذ العملية التي عرفت باسم عملية بربروسا. خلال بضعة أشهر ظن هتلر أنه حقق نصراً في روسيا، إذ تقدمت قواته بالفعل كما تقدمت قوات نابليون قبلها، لكن مع حلول فصل الشتاء أدى انخفاض درجات الحرارة ونقص المعاطف والقبعات الدافئة إلى عودة الكثيرين إلى منازلهم بدون آذان وأنوف وأصابع وحتى بدون جفون؛ إذ تساقطت أطراف الجنود بفعل الجو المتجمد. ومع نهاية عملية بربروسا ، قُتل أكثر من 800 ألف سوفييتي، وجُرح أو أسر 6 ملايين آخرين. لكن في المقابل سقط 775000 جندي ألماني، مما جعل بربروسا واحدة من أكثر العمليات العسكرية دموية في التاريخ.

Getty Images التاريخ يعيد نفسه

الانهيارات الاقتصادية

في أواخر عام 2007، دخل اقتصاد الولايات المتحدة في حالة من التدهور الحاد. انخفض سوق الأسهم وارتفعت البطالة إلى معدلات عالية للغاية، ودخلت البلاد في مرحلة عرفت بالركود العظيم.

كثير من المحللين وقتها، قالوا إن هذه الحادثة ما هي إلا واحدة من الحوادث التي “يعيد فيها التاريخ نفسه” فقد شبهوها بمرحلة الكساد الكبير الذي ضرب الولايات المتحدة في الثلاثينيات.

كانت هناك أوجه تشابه عديدة بين الحالتين. كلتاهما سبقتها فترات ازدهار اقتصادي لافتة، كما جاءت كل منهما في وقت كانت البنوك تجرب فيها طرقاً جديدة لممارسة الأعمال (الائتمان الاستهلاكي في عشرينيات القرن الماضي وتجميع ديون الرهن العقاري في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين).

أيضاً في كلتا الحالتين ظهرت “فقاعات الأصول”، والتي تحدث عندما تتجاوز أسعار العقارات والممتلكات قيمتها الفعلية (عقارات فلوريدا وسوق الأسهم في عشرينيات القرن الماضي، وشركات التكنولوجيا والعقارات في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين).

أيضاً كان هناك انخفاض حاد في سوق الأسهم في الأشهر الثمانية عشر الأولى بعد الانهيار الأولي في الحالتين.

لكن، مع ذلك لا نستطيع القول إن التاريخ أعاد نفسه بدقة هنا، فقد كان الكساد الكبير أسوأ بكثير بلا شك. فقد استمر الكساد الكبير مدة 43 شهراً في حين دام الركود العظيم 18 شهراً.

الأوبئة

عندما يتعلق الأمر بالحوادث التاريخية التي كررت نفسها، فلا بد من ذكر الأوبئة على رأس القائمة، فقد تعرضت البشرية عدة مرات لأوبئة حصدت الأرواح بشكل جماعي، وربما كان الموت الأسود أكثرها شهرة.

نشأ الموت الأسود أو الطاعون في آسيا، ووصل إلى أوروبا في أواخر أربعينيات القرن الرابع عشر؛ حيث قتل عدداً هائلاً من الناس. ونظراً لأن السجلات في ذلك الوقت لم تكن دقيقة تماماً، فلا يمكن التأكد بدقة من عدد القتلى، لكن التقديرات تتراوح من 25 مليوناً إلى 100 مليون.

لكن مثل هذه الأوبئة لا تقتصر على العهد الذي لم يكن فيه الطب متقدماً، فقد وقع وباء آخر قبل أربعة عقود فقط وما زال يحصد الأرواح اليوم، نتحدث هنا عن الإيدز .

نشأ هذا المرض في إفريقيا في وقت مبكر من عام 1920، لكنه لم ينتشر في جميع أنحاء العالم حتى الثمانينيات. منذ ذلك الحين، أصيب ما بين 63 مليوناً و89 مليون شخص بفيروس نقص المناعة البشرية، وتوفي 30 مليوناً إلى 42 مليوناً منهم.

وهذا يعني أن الإيدز ربما كان أسوأ من الموت الأسود فيما يتعلق بعدد الضحايا.

في حين أن جائحة فيروس كورونا COVID-19 الذي بدأ في أواخر عام 2019 لن يتسبب في موت هذا العدد الكبير من الناس، إلا أن أعداد ضحاياه لا تزال تقشعر لها الأبدان.

على الرغم من التطور السريع للعديد من اللقاحات الفعالة، فقد أصاب COVID-19 حوالي 24 مليون شخص اعتباراً من أكتوبر/تشرين الأول 2021 وقتل ما يقرب من 5 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم.

istock\ قناع الطاعون

السفن المحطمة

لقد كانت سفينة تايتانيك مصدر إلهام لعدد كبير من الأفلام الوثائقية، كما أنتجت هوليوود الفيلم الدرامي الشهير الذي يروي قصتها، وخصصت لها العديد من المتاحف. مع ذلك لا تعتبر قصة تايتانيك الأكثر دموية في تاريخ السفن المحطمة.

ففي حالة تايتانيك، فقد أبحرت السفينة في رحلتها الأولى من إنجلترا إلى نيويورك عام 1912، وقد ادعى مصمموها أنها غير قابلة للغرق، لكن جبلاً جليدياً اعترض طريقها أثبت أنهم مخطئون؛ فقد تحطمت السفينة وانهارت مع 1503 من الركاب وطاقم السفينة.

بعد عقود، في ديسمبر/كانون الأول 1987، غادرت العبارة دونا باز تاكلوبان في الفلبين متجهة إلى مانيلا. كانت مليئة بالأشخاص الذين يسافرون لقضاء عطلة عيد الميلاد، كانوا حوالي 4000 راكب على متن سفينة بنيت لتحمل حوالي 1400 فقط. وفي مضيق تابلاس اصطدمت العبارة بناقلة نفط، مما تسبب في انفجار هائل أدى إلى غرق السفينتين بسرعة. وعلى الرغم من أن سفينة عابرة استطاعت انتشال عشرات الناجين من الماء، لكن ما يصل إلى 4375 لقوا حتفهم ليصبح غرق تلك السفينة أسوأ كارثة بحرية في العالم، وقد أُطلق عليها اسم “تايتانيك آسيا”.

رويترز\ حطام السفن

الاغتيالات

ربما يبالغ البعض في أوجه التشابهات بين حادثتي اغتيال الرئيسين الأمريكيين السابقين أبراهام لينكولن وجون ف. كينيدي، حيث أعاد التاريخ نفسه بدقة متناهية في هاتين الحادثتين وفقاً لكثيرين. وعلى الرغم من المبالغات التي تحملها القصة لا تزال هناك أوجه مدهشة من الشبه بين الحادثتين.

فقد تم إطلاق النار على كلا الرئيسين يوم الجمعة برصاصة قاتلة في الرأس.

وقد حمل خليفة كل من الرئيسين اسم جونسون. فقد خلف إبراهام لينكولن الرئيس أندرو جونسون وهو من مواليد عام 1808 بينما كان ليندون جونسون المولود عام 1908 خلفاً لكينيدي.

ويحمل كلا القاتلين – جون ويلكس بوث ولي هارفي أوزوالد – 15 حرفاً في أسمائهما. والأمر الأكثر غرابة هو أن بوث هرب من مسرح وتم أسره في مستودع، بينما فر أوزوالد من مستودع وتم القبض عليه في مسرح.

عربي بوست

اقرأ المزيد: مشهد غريب جدّاً في سماء تركيا… شاهدوا هذا الفيديو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى