الاخبار

استنساخ «سوريا الحرة» في الرقة: محاولة استرضاء أميركية لأنقرة

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

ليست هذه المحاولة الأميركية الأولى لتشكيل فصائل مستقلّة عن «قوات سوريا الديموقراطية» (قسد)؛ فمنذ تدخُّل الولايات المتحدة المباشر في هذا البلد، في إطار «التحالف الدولي»، بدأت المحاولات من مدينة الرقة لفرض فصيل «أحرار الرقة»، المستقلّ عن «قسد»، لكنها فشلت، حالها حال مشروع تثبيت قوات تابعة لأحمد الجربا، ابن مدينة القامشلي والرئيس السابق لـ«الائتلاف الوطني» المعارض، عند المثلّث الواقع بين دير الزور والحسكة والرقة.

وفي ريف بلدة العربية، سعت القوات الأميركية أيضاً إلى استقطاب وجهاء ومشائخ عشيرة «شمّر» لتأمين الحدود العراقية – السورية (رفضوا العرض)، وخلْق جسم عسكري يشبه «الصحوات» في العراق، يكون مستقلّاً هو الآخر عن «قسد»، وأشبه إلى حرس الحدود. أمّا آخر هذه المحاولات، فكان تشكيل «مجلس الكسرة العسكري» الذي يديره أبناء عشيرة «البكارة» والمنفصل عن «مجلس دير الزور العسكري» الذي يقوده أحمد الخبيل (أبو خولة) المقرّب من الأميركيين بحكم دوره في حماية آبار النفط ونقل قوافل الخام إلى ريف الحسكة، حيث تستلمها قوات الاحتلال الأميركي وتنقلها عبر معابر غير شرعية إلى شمال العراق.

ووفق معلومات حصلت عليها «الأخبار»، فقد بدأت القوات الأميركية بتشكيل ما يسمّى «جيش سوريا الحرة» في محيط مدينة الرقة، بمشاركة ممثّلين عن العشائر العربية المحلّية ومسلّحي «داعش» وعناصر من تنظيمات كانت تسيطر على المنطقة قبل ظهور «داعش»، وذلك بهدف استخدام هؤلاء المسلّحين ضدّ السلطات الشرعية في البلاد، وتحجيم دور «قسد»، ولو ظاهرياً، لاسترضاء الجانب التركي المتخوّف من تهديدات «وحدات حماية الشعب» الكردية، أكبر مكوّن عسكري لـ«قسد».

وأوضحت المصادر أن زيارة نيكولاس غرينجر، المبعوث الأميركي إلى شمال وشرق سوريا، برفقة وفد ديبلوماسي، إلى سدّ الفرات في مدينة الطبقة يوم 8 أيار، هدفت أساساً إلى دراسة تشكيل هذا الفصيل.
وبدا لافتاً أن الأسماء التي طُرحت للمشاركة في التشكيل، هم أشخاص كانوا منتسبين لـ«داعش» ممَّن أجروا تسوية مع «قسد»، ومن فصائل كانت موجودة في المنطقة قبل ظهور التنظيم، منها «جبهة النصرة» و”أحرار الشام».

بدأت القوات الأميركية تشكيل «جيش سوريا الحرة» في محيط الرقة بمشاركة ممثّلين عن العشائر و«داعش»

وفي هذا الإطار، يقول الصحافي السوري الخبير في الشؤون العشائرية والمطّلع على واقع المنطقة، إبراهيم الضللي، في حديث إلى «الأخبار»، إن «القرار الأميركي هذا يحمل في جنباته الكثير من النقاط التي يبدو على رأسها محاولته بثّ الفتنة العشائرية بين أبناء الجزيرة السورية وتكريس حالة التقسيم وشراء الولاءات وتبديل الواجهات التي يصنعها ويقدّمها إلى الواجهة متى شاء، ويرمي بها بعيداً متى أراد». ويرى أن «المجلس المزمع إنشاؤه والفصائل في المنطقة، وعلى رأسها “قسد”، لن تكون على وفاق، بل سيخوضان تنافساً صريحاً حيناً، وخفياً أحياناً أخرى، لفرض السيطرة وإظهار الهيبة، وفي الوقت ذاته سيستمرّ الجميع في التسابق على تقديم كلّ ما من شأنه نَيْل رضا المحتلّ الأميركي عبر مساعدته بنهب خيرات الجزيرة».

ويوضح الضللي أن «من دوافع تشكيل المجلس، إبراز صورة أن المكوّن العشائري هو مَن يدير المنطقة وليس الأكراد القادمين من جبال قنديل، في رسالة تطمين إلى الأتراك، من أن الأكراد ليسوا الساعد الأقوى أو الفاعل على أرض الجزيرة»، ومن جهة أخرى «محاولة للتقارب مع أكبر عدد من أبناء العشائر بهدف شراء ولائهم والدفع بهم إلى واجهة الأحداث في حال حصول مواجهة أو اتفاق مع الدولة السورية، مثل ما فعل الاحتلال الأميركي في الرقة حينما أعاد إحياء ورقة ما يسمى “فصيل ثوار الرقة” بقيادة أحمد علوش (أبو عيسى)».

علي سليمان

المصدر: الأخبار

اقرأ المزيد: مشرعون أمريكيون يقدمون مشروع قانون لمنع التطبيع مع الرئيس الأسد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى