الاخبار

الهند تكسر “حصار الدواء” على سوريا

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

لم يسلم قطاع الدواء السوري من العقوبات الاقتصادية الغربية الجائرة، التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها على دمشق.

الحصار الأمريكي كان له انعكاسات متعددة المستويات وعميقة التأثير على هذه الصناعة في سوريا، فقد أُجبرت العديد من مصانع الأدوية على التوقف عن الانتاج، فيما تعاني تلك التي استمرت بالعمل ظروفا قاسية وعمليات معقدة لتأمين موادها الأولية الضرورية من خارج البلاد.

أما لجهة المستهلكين، فقد انعكس الحصار الاقتصادي الأمريكي تراجعا في قوائم الأصناف المنتجة التي يحتاجونها، إلى جانب ارتفاع سعر المتوفر منها إلى مستويات قياسية يعجزون فيها عن دفع ثمنها رغم حاجتهم إليها.

10 معامل متوقفة

رئيس فرع نقابة الصيادلة في دمشق، حسن ديروان، في حديث لـ “سبوتنيك”: “صعوبة استيراد المواد الأولية الفعّالة نتيجة العقوبات الاقتصادية على سوريا، وتوقف الكثير من المعامل عن الإنتاج نتيجة تدميرها من قبل الإرهابيين، كل هذا دفع أمامه نقصا في عرض الأدوية، الأمر الذي قلّص الإنتاج اللازم لتغطية حاجة الأسواق المحلية”.

يشير ديروان إلى جانب آخر يعانيه قطاع الصناعات الدوائية في سوريا، إذ أن “عدم القدرة على التصدير بسبب العقوبات الاقتصادية المصرفية، قلص قدرة الشركات في الحصول على القطع الأجنبي اللازم لشراء المواد الأولية”.

وأوضح رئيس فرع نقابة الصيادلة في دمشق أن “نحو 10 مصانع وطنية لصناعة الأدوية لا زالت متوقفة عن الإنتاج نتيجة تضررها جراء العمليات الإرهابية، وحاليا نعمل بالتعاون مع الجهات الحكومية لمساعدتها على العودة إلى العمل”.

وأشار ديروان إلى أن هناك 20 معملًا دوائيًا مرخصًا قيد التجهيز لبدء الإنتاج في محافظة حلب.

الهند تهبّ للمساعدة

وحول آليات مواجهة النقص في توفير المواد الأولية الفعّالة، قال رئيس فرع نقابة الصيادلة في دمشق: “حاولنا تجاوز الأزمة من خلال التواصل مع الدول الصديقة والحليفة، فكانت الهند من الدول السباقة للتجاوب معنا وقامت بإرسال المواد الأولية بشكل مستمر متجاوزة العقوبات الاقتصادية الأمريكية وغيرها من المعوقات”.

ولفت ديروان إلى أن الهند تحتل المرتبة الثالثة عالميا من حيث إنتاج الدواء والأدوية الرديفة وهي ذات نوعية جيدة، فالمثل المتعارف عليه في القطاع أنه “إذا أردت أن تصنع دواءً معقدًا فعليك بالهند”.

ودعا ديروان جميع الشركات الهندية المتخصصة بالصناعات الدوائية إلى زيارة سورية وتقييم الواقع الصحي وزيارة معامل الأدوية فيها، والوقوف على احتياجاتها من المستلزمات والمواد الأولية والأدوية النوعية التي يتم إنتاجها في الهند، بما يساهم في تحقيق المنفعة المشتركة للبلدين.

فقدان الأدوية

الصدلانية نهى الحكيم، قالت لـ “سبوتنيك”، إن “العديد من الدول الصديقة، كالهند وايران، ثابرت على إرسال الأدوية النوعية الضرورية كأدوية السرطان والمواد الأولية اللازمة لتصنيع الدواء غير المتوفرة في البلاد، رغم التأثير العميق لقانون العقوبات الأمريكي “قيصر” على قطاع نشاط الصناعات الدوائية.

وأوضحت الصيدلانية التي تعمل في دمشق أن “العديد من الأصناف الدوائية كانت شبه مفقودة وغير متوفرة، لولا وقوف الدول الصديقة إلى جانبنا، مثل الأدوية الخاصة بالهرمونات والأنسولين، والأكسجين، ومواد التخدير، والأمصال والسوائل الوريدية التي لم تعد متوفرة داخل سوريا لتلبية الاحتياجات كما في السابق”.

وأكدت الحكيم أن “المرافق الصحية والصيدليات المحلية لم تعد قادرة على نحو متزايد على توفير الأدوية، ولا سيما لعلاج الأمراض المزمنة”.

اقرأ المزيد: “المونيتور”: “قسد” تبحث عن وساطة مع الأسد من خلال الإمارات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى