الاخبار

قصة صاحب أشهر صورة بالحرب العالمية.. هكذا عاقبته موسكو!

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

تم التقاط إحدى الصور الأكثر شهرة في الحرب العالمية الثانية خلال الأيام الأخيرة للرايخ الثالث، أي حكم النازيين في ألمانيا، عندما التقط المصور الفوتوغرافي السوفيتي يافجني خالدي صورة لجندي سوفيتي يرفع علم الاتحاد السوفيتي فوق مبنى الرايخستاغ في برلين. وكانت هذه الصورة رمزًا لهزيمة ألمانيا النازية وسقوط نظام أدولف هتلر الذي حكم البلاد لمدة 12 عامًا.

ولد يافجني خالدي في 23 مارس 1917 في مدينة دونيسك وعمل كمصور صحفي في التاس السوفيتية منذ سن 19 عامًا. شهد الحرب العالمية الثانية ورافق الجيش السوفيتي لالتقاط الصور الهامة لقوات الجيش الأحمر على جبهة القتال.

وفي نهاية الحرب، شهد محاكمات نورمبرغ وشهد شهادته عددًا من كبار قادة النظام النازي. وعندما شاهد صورة التقطها المصور الأميركي جو روزنتال لجنود أميركيين يرفعون علمًا فوق جزيرة إيو جيما، اقترح على كبار المسؤولين في الجيش الأحمر التقاط صورة مشابهة لتخليد تضحيات الجنود السوفيت في معركة برلين.

ويوم 2 أيار/مايو 1945، التقط يافجني خالدي صورة للجندي السوفيتي، ذي الأصول الجورجية، ميليتون كانتاريا (Meliton Kantaria) أثناء رفعه للعلم السوفيتي فوق مبنى الرايخستاغ. وبالفترة التالية، تناقلت مختلف وسائل الإعلام العالمية هذه الصورة التي سرعان ما تحولت لأشهر وأبرز صور الحرب العالمية الثانية على الساحة الأولى. أيضا، حقق خالدي شهرة كبيرة بالأشهر التالية عقب حضوره لمؤتمر بوتسدام (Potsdam) والتقاطه لصورة مشتركة جمعت بين ونستون تشرشل وجوزيف ستالين وهاري ترومان.

تكريم متأخر

عقب نهاية الحرب العالمية الثانية، واصل يافجني خالدي عمله لصالح صحيفة تاس لحدود العام 1948. فخلال ذلك العام، طرد الأخير من وظيفته بسبب أصوله اليهودية حيث شهدت تلك الفترة حملة قادها النظام السوفيتي، بأوامر من جوزيف ستالين، للتضييق على اليهود المقيمين بالأراضي السوفيتية.

عقب طرده، اتجه خالدي للعمل لصالح إحدى الصحف النقابية المحلية. وبعمله الجديد، منع الأخير من التقاط صور لمشاهير يهود.

أثناء فترة اجتثاث الستالينية، تمكن يافجني خالدي من الالتحاق بصحيفة البرافدا (Pravda) عام 1959. وبحلول العام 1970، طرد هذا المصور مرة أخرى من عمله بسبب الميول المعادية للسامية لمدير صحيفة البرافدا بتلك الفترة. وأمام هذا الوضع، عانى خالدي من أزمات نفسية أبعدته عن المجال المهني. ولتلبية حاجياته الأساسية، اعتمد هذا المصور السوفيتي على مساعدات قدمها له عدد من أصدقائه.

وفي الأثناء، عاد يافجني خالدي مجددا للساحة العالمية عقب انهيار الاتحاد السوفيتي. فمع رحيل الشيوعيين، استعاد خالدي مكانته. وعام 1995، استدعي هذا المصور السوفيتي لأحد معارض الصور حيث حظي باستقبال جيّد وكرم على جهوده في تصوير وتخليد لحظات الحرب العالمية الثانية. وبعد مضي 6 أشهر فقط على تكريمه، فارق خالدي الحياة عن عمر يناهز الثمانين عاما.

العربية.نت – طه عبد الناصر رمضان

 

اقرأ ايضاً:الفاتيكان يتهم الدول الغربية بهز استقرار الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى