الاخبار

لم يكن أحد يتوقع أنها جاسوسة! اليونان تكشف سرّ عميلة روسية كانت تتخذ متجر حياكة واجهة لها

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

لم يكن أحد يتوقع أنها جاسوسة! اليونان تكشف سرّ عميلة روسية كانت تتخذ متجر حياكة واجهة لها

كشفت المخابرات اليونانية عن عميلة روسية كان تستخدم متجراً للتريكو والكروشيه في العاصمة أثينا واجهةً للتجسس على الدولة العضو في الناتو (حلف شمال الأطلسي)، بحسب ما كشفته صحيفة The Times البريطانية، الإثنين 20 مارس/آذار 2023.

لكن العميلة التي عُرِّفَت باسم إيرينا ألكسندروفا سميرفا، تمكنت من الفرار قبل أسابيع، وسط حملة على نطاق أوروبا ضد الجواسيس الروس، بعد سلسلة من العمليات التي تشمل تسميم المنشق سيرغي سكريبال وابنته في مدينة سالزبوري البريطانية في عام 2018.

5 ملايين يورو لانتحال هوية

وفي بيان نادر، قال جهاز المخابرات اليوناني إنه كان يتتبع أنشطة العميلة الروسية البالغة من العمر 35 عاماً، والتي يُزعَم أنها دفعت 5 ملايين يورو لانتحال هوية ماريا تسالا، الطفلة الميتة، في عام 2018، وبعد ذلك بعامين في العاصمة، افتتحت متجر الحياكة في منطقة باغراتي المركزية.

وقبل وصولها إلى اليونان، قالت السلطات إنَّ سميرفا استخدمت جواز سفر بيروفياً مزوراً في مهمات من المكسيك إلى مونتينيغرو (الجبل الأسود)، وأنها لفتت الانتباه بعد الكشف عن وجود صلات بينها وبين اثنين من العملاء الروس، رجل وامرأة أُلقِي القبض عليهما في سلوفينيا في يناير/كانون الثاني.

وقالت السلطات البولندية الأسبوع الماضي، إنها ألقت القبض على 6 روسيين واتهمتهم بالتحضير لتعطيل الإمدادات العسكرية والمساعدات لأوكرانيا.

ومثل الآخرين الذين اعتُقِلوا في سلوفينيا وبولندا، يُقال إنَّ سميرفا جزء من مديرية المخابرات العسكرية الرئيسية، وهي وكالة تجسس نشأت في وقت الحرب الباردة وأحياها الرئيس بوتين، وفي صحيفة التايمز.

كانت متزوجة بجاسوس روسي!

وفي هذا الصدد، قال ألكسندر نكلان، الخبير في شؤون الاستخبارات: “من الواضح أنها استُدعيت إلى روسيا بعد الكشف عن هويتها في اليونان وأماكن أخرى. ومن خلال الإعلان عن هذا، تريد السلطات اليونانية الآن معرفة ما إذا كانت تستطيع جمع معلومات إضافية عنها”.

ولم تكشف اليونان عن تفاصيل أنشطة سميرفا، لكن يُقال إنَّ شريكها اليوناني، وهو مدرس، صُدِم عند سماع الأخبار عن حياتها المزدوجة وأنها كانت متزوجة بجاسوس روسي يعمل في البرازيل، بحسب الصحيفة.

وقال السكان المحليون والمستأجرون في المبنى السكني، حيث كانت تعيش، إنَّ سميرفا كانت تعيش حياة هادئة. وقالت ميلينا أبوستولاكي، نائبة برلمانية اشتراكية، لشبكة سكاي التلفزيونية: “كانت لطيفة وتتحدث لغات عديدة وبارعة في اللغة اليونانية. لكن كانت لديها لكنة قوية جداً”.

نوع جديد من المخبرين

ويقول خبراء الشؤون الاستخباراتية إنَّ هذه القصة تدل على وجود نوع جديد من المخبرين يعمل في جميع أنحاء العالم.

وعلّقت ماريا بوسي، محللة الإرهاب والاستخبارات البارزة في أثينا: “التجسس ليس بالأمر الجديد. ومع ذلك، تُبرِز مثل هذه الحالات المعقدة كيف يظل العنصر البشري أداة تجسس مهمة للوكالات”.

وأضافت: “ليس سرياً للغاية أنَّ عملاء العصر الجديد يسعون بقدر ما يمكنهم لاختراق المجتمعات والتأثير في مجرى الأحداث هناك وحتى زعزعة استقرار الحكومات”.

وفي ذروة الهجوم الروسي بأوكرانيا العام الماضي، طردت اليونان عشرات الدبلوماسيين الروس، بعد 4 سنوات من طرد اثنين آخرين؛ لمحاولتهما تحريك معارضة ضد اتفاق تاريخي بين اليونان ومقدونيا، يمهد الطريق لعضوية مقدونيا في الناتو، وهي خطوة من شأنها إضعاف نفوذ روسيا في غرب البلقان.

وقال مسؤولو المخابرات اليونانية إنَّ سميرفا تصرفت بـ”استقلالية” عن السفارة؛ مما جعل هذه قضية تجسس فريدة للبلاد. ومنذ ذلك الحين، تدهورت العلاقات بين اليونان وروسيا، وكلتاهما من الدول الأرثوذكسية الشرقية.

اقرأ ايضاً:هل تمهد زيارة المقداد إلى القاهرة للقاء بين الأسد والسيسي؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى