منوعات

القصة الحقيقية لـ”غونتر السادس” الذي يحمل لقب “أغنى كلب في العالم”

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

القصة الحقيقية لـ”غونتر السادس” الذي يحمل لقب “أغنى كلب في العالم”

ربما سمعت عن قصة الكلب سعيد الحظ المدعو غونتر، والذي ورث عن صاحبته الكونتيسة ملايين الدولارات، إذ لم يكن لدى الثرية العجوز أي أقارب على قيد الحياة، لذلك قررت أن تهب ثروتها التي تقدر بالملايين لكلبها المحبب الذي يعيش أحفاده الآن في قصر ضخم وتوجد تحت خدمتهم سياراتهم ويخوتهم وطائراتهم الخاصة، لكن تمهَّل لحظة.. هل اقتنعت فعلاً بهذه الحكاية؟

غونتر.. أغنى كلب في العالم!

تداولت وسائل الإعلام قصة الكلب غونتر الثالث فاحش الثراء، ولا تزال قصة حفيده غونتر السادس حديث مواقع التواصل الاجتماعي، لكن ما هي القصة بالضبط وما مدى صحتها؟

حاز غونتر لقب “أغنى كلب في العالم”، كيف لا وهو يملك قصوراً ويخوتاً وطائرات، ويوضع رهن إشارته فريقٌ من مقدمي الرعاية الشغوفين من البشر.

نقلت الأخبار والتقارير المنشورة، على مدى سنواتٍ، التفاصيل نفسها التي تروي حكاية سلالةٍ من كلب الجيرمان شيبرد (الراعي الألماني) تحمل الاسم “غونتر”. وكُتبت عن غونتر الثالث الذي كان كلباً محبوباً لدى كونتيسة ثرية بلا وريث، ولذلك قررت أن تكتب ثروتها للكلب غونتر.

ونشرت عديد من المنصات الإعلامية عن الثروة الهائلة التي ورثها غونتر الأصلي وأحفاده، وضمنهم الحفيد الحالي المحظوظ غونتر السادس، الذي يعيش في قصر فاخر يطل على شاطئ ميامي بولاية فلوريدا كانت تمتلكه قبله المغنية الأمريكية الشهيرة مادونا.

صحيحٌ أن غونتر ليس إلا كلباً حقيقياً في واقع الأمر، لكن قصته ليست تماماً كما روجتها وسائل الإعلام.

القصة من البداية

خلال العقود الماضية، روت جميع القصص والأخبار التي تناولت شؤون غونتر الحكاية المكررة نفسها. فقد سردت قصة عن غونتر الثالث الذي كان حيواناً أليفاً محبوباً لدى كونتيسة ألمانية تدعى كارلوتا ليبنشتاين. عندما توفيت كارلوتا في عام 1992، تركت وراءها ثروة تعادل 80 مليون دولار لهذا الكلب المدلل. تضخمت تلك الثروة لتصل حتى الآن إلى 500 مليون دولار، وفقاً لما يرد في الأخبار.

نُقلت رعاية غونتر الثالث إلى صديق للعائلة يدعى ماوريتسيو ميان، الذي كان مُقرباً من الابن الراحل للكونتيسة. وتحت وصاية ميان، استمتع غونتر الثالث وأحفاده (جميعهم يحملون الاسم غونتر) بثمار ثروة كارلوتا.

كانت الكلاب تتناول شرائح اللحم المنقطة بالذهب، وتسافر حول العالم في طائرات خاصة، وتستمتع بأشعة الشمس على متن اليخوت.

حتى إن منصات صحفية مثل مجلة People، قالت إن غونتر الرابع اشترى قصر مادونا بسعر 7.5 مليون دولار. ولاحقاً، باع حفيده غونتر السادس ورعاته القصر مقابل مبلغ كبير، يبلغ 29 مليون دولار.

ولكن مع انتشار قصة أغنى كلب في العالم، بدأ البعض في طرح التساؤلات.

ماوريتسيو ميان، الرجل الغامض خلف الكواليس
يرعى غونتر السادس عددٌ من رعاة الحيوانات من البشر. ويتولون القضايا التي لا تستطيع الكلاب القيام بها، مثل شراء القصور التي تساوي ملايين الدولارات وتحضير وجبات شرائح اللحم. ومن بين طاقم رعاة الكلب، يعد أهمهم ماوريتسيو ميان، الذي وافق على رعاية سلالة الكلاب الثرية.

يتصرف ميان دائماً بوصفه وجه شركة غونتر (التي عُرفت سابقاً باسم مؤسسة غونتر)، ويصف نفسه بأنه متحدث رسمي باسم الشركة، وبأنه محامٍ وعالم باحث. وتشرف الشركة على كل احتياجات الكلب. في تسعينيات القرن الماضي، ادعى ميان أن الشركة كانت مُكرسة لـ”الرياضات والعلوم والترفيه وأي شيء بكل تأكيد، يمنح الكلب جودة حياة عالية”.

لكن منذ عام 1999، بدأت صحيفة Tampa Bay Times في إثارة الشكوك حول القصة الغريبة لأغنى كلب في العالم، وصرحت بأن “حكاية الكلب الغني لا تبدو حقيقية”.

بدأت الشكوك حول غونتر تساور صحيفة The Tampa Bay Times عندما تلقت بياناً صحفياً يدعي أن الكلب كان “يستهدف” شراء العقار الفاخر المملوك للنجم الأمريكي سيلفستر ستالوني. وعندما بحثت في ماضي الكلب، اكتشفت أن صحفاً إيطالية كذَّبت بالفعل قصة الكلب. وبدا الأمر أن المتبرعة التي وهبته ثروتها كارلوتا ليبنشتاين، لم تكن موجودة قط.

بل إن ميان اعترف على ما يبدو بالأمر في عام 1995. فقد اعترف أمام الصحافة الإيطالية بأن قصة غونتر كانت “اختراعاً” بهدف الدعاية والإعلان لـ “نشر فلسفة مجموعة غونتر ومؤسسة غونتر”.

ولكن بعد أربع سنوات، أبلغ ميان الصحفيين أنه تراجع عن تصريحه. وأبلغ وكلاء عقار ستالوني الصحيفة أن الكلب، بغض النظر عن أصوله، يملك على ما يبدو الأموال اللازمة لشراء العقار.

في حديثه مع صحيفة The Tampa Bay Times، قال ميان: “إذا أردتم كتابة أن الأمر مزحة، يمكنكم كتابة ذلك. لن أفعل شيئاً”؛ فقد بدا غير منزعج باتهاماتهم.

وبالفعل، وبرغم ما نشرته الصحيفة آنذاك، واصلت الصحف والمنصات الإعلامية الأخرى تكرار حكاية غونتر التي رواها ميان. حتى إن وكالة The Associated Press للأنباء نشرت تقريراً مطولاً تتراجع فيه عن خبر نشرته سابقاً حول أغنى كلب في العالم والذي كان يبيع قصر مادونا. وكتبت الوكالة:

“تعيد وكالة AP سرد القصة المتعلقة ببيع قصر في ميامي كان مملوكاً من قبل لمادونا عبر هذا التقرير، الذي يلقي نظرة على الطريقة التي استُخدمت بها حكاية كلب جيرمان شيبرد بوصفها حيلة دعائية لخداع الصحفيين. خُدعت وكالة AP بأجزاء من الحيلة، وها نحن نحذف القصة الخاطئة”.

وأوضحت الوكالة أن حكاية غونتر كانت “حيلة” و”مزحة” كرسها ماوريتسيو ميان. ووجدوا أن ميان حصل في الحقيقة على ثروته من شركة الأدوية Istituto Gentili الخاصة بعائلته.

“ملايين غونتر” والحقيقة وراء “أغنى كلب في العالم”
في التغطيات التي تعرضت لغونتر في تسعينيات القرن الماضي وما تلا ذلك الوقت، كانت هناك دائماً إشارات عابرة حول المجالات الأخرى التي تركز عليها شركة غونتر. فضلاً عن الكلب الشهير، تبدو الشركة منخرطة من بعيد في أعمال النشر، والملاهي الليلية، ومجموعة موسيقية، بل حتى في البحوث المتعلقة بأسرار السعادة.

يسعى المسلسل الوثائقي القصير Gunther’s Millions المعروض على شبكة نتفليكس، لكشف المستور حول أغنى كلب في العالم. فمن أين جاءت حقاً ثروة الـ500 مليون دولار التي يمتلكها غونتر الكلب؟ ومن هو ماوريتسيو ميان؟ وما السبب المحدد وراء مساعي شركة غونتر لانتداب شباب جذابين من أجل العيش مع الكلب؟

وفقاً لموقع All That’s Interesting الأمريكي، يكشف المسلسل الوثائقي على ما يبدو، بعضاً من الحقائق الصادمة.

قالت صحيفة The Times في مقال حول الكلب الشهير: “إذا كانت قصة الكلب الثري على نحو رائع تبدو مستبعدة، فسبب ذلك أنها كانت هكذا. فقد اتضح الآن أنها خدعة دبرها سليل (عائلة امتلكت) شركة أدوية إيطالية، وقد استخدم غونتر -في مخطط تضمَّن على الأرجح عمليات استنساخ وممارسة طقوس جنسية- للترويج لمبيعات العقارات”.

يقدم المسلسل الوثائقي القصير Gunther’s Millions، الذي بدأ عرضه في 1 فبراير/شباط، وعداً للمشاهدين بسبر أغوار هذه القصة الغريبة؛ للكشف عن مزيد من التفاصيل. ففي هذا الوثائقي، أجرى ميان و27 موظفاً آخرين قائمين على رعاية الكلب، مقابلات، إضافة إلى مقابلات أجراها أعضاء سابقون في هذا “الطاقم” عاشوا مع غونتر عندما كانوا أكثر شباباً.

ولعل صحيفة Tampa Bay Times كانت على حق قبل عقدين من الزمان، عندما ذكرت أن أغنى رجل في العالم “ربما ليس أكثر من مجرد كلب صيد”.

اقرأ ايضاً:خطوة نحو الماضي.. بيبسي تغير شعارها الشهير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى