الاخبار

الاكتئاب يهدد الشباب السوريين بالموت .. كيف نعرف أننا مكتئبون؟

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

الاكتئاب يهدد الشباب السوريين بالموت .. كيف نعرف أننا مكتئبون؟

أزاح جزء واسع من جيل الشباب السوري الستار عن مشاكله النفسية، وفي مقدمتها الاكتئاب. مصرّحين عنها علناً بعد سنين من الإخفاء والتعتيم.

عبر صفحات شخصية ومجموعات شبابية على فايسبوك. تظهر منشورات كثيرة يصرّح أصحابها وهم من جيل الشباب. بأنهم مصابون بالاكتئاب، ليكسروا بذلك حاجزاً أبقى الأمر لسنوات محطَّ حرجٍ وخجل حين كان المجتمع يصف صاحبه بالجنون لمجرد أنه راجع طبيباً نفسياً.

«بحاجة لحدا يكون جنبي يدعمني يساعدني اخلص من اكتئابي وهالحزن لإني رح وصل لمرحلة الانتحار من كتر الضغط يلي عليي وكمية التعب جواتي». بهذه العبارة الخطيرة على بساطتها. عبّرت شابة سورية عبر مجموعة “الصحة النفسية” على فايسبوك عن شعورها. وسط منشورات أخرى على المجموعة المخصصة لتبادل التجارب النفسية والمعاناة بين الأعضاء. والحديث عنها بوضوح.

الاكتئاب يوقع الشباب بخطر الانتحار

اللافت أن البحث عن كلمة “الاكتئاب” في المجموعات الشبابية. يقود إلى منشورات كثيرة تجمعها كلمة واحدة أخرى تقترن بالمرض، وهي “الانتحار”.

ويرافق تفكير أصحاب المنشورات بالانتحار، مفردات مشتركة تتمحور حول العجز والإرهاق النفسي والمادي. التي تتجمع معاً لتقود صاحبها إلى “الاكتئاب”.

تقول الأخصائية في العلاج النفسي الدكتورة “صباح السقا” لـ سناك سوري أن الشباب هم الفئة الأكثر إصابة بالاكتئاب خلال السنوات العشر الماضية. وذلك بسبب الأزمات والعجز عن تحقيق أهدافهم ومنها أبسط مقومات الحياة والعمل.

بالإضافة «للشعور بأن مصاعب الحياة لن تنتهي. بينما كانت الفئة الأكثر عرضة للاكتئاب في السابق هي شريحة كبار السن. أو الحالات التي تعرضت لإخفاقات عائلية أو عاطفية».

 

و صنّفت منظمة الصحة العالمية “سوريا” عام 2019، بأنها الأكثر اكتئاباً عالمياً، فيما يعاني 5% من العرب من الاكتئاب. مع إشارة المنظمة إلى أن الأرقام غير دقيقة لأن الثقافة العربية تحتوي نوعاً من الخجل من الكشف عن الأمراض النفسية والذهنية. بينما يتفاقم المرض ويستمر بالانتشار، في حين تظهر الدراسات والاستبيانات أن معظم المصابين بالاكتئاب هم من فئة الشباب. نتيجة الضغوط المتزايدة في العالم العربي.

أعراض الاكتئاب

يتجسد الاكتئاب لدى الشباب كسلوك غير طبيعي يلاحظه كل من يتعامل مع المصاب به عندما يكون الاكتئاب حالة جديدة على صاحبه. أي أن يكون الشخص قبل إصابته نشيطاً ومحباً للحياة ويسعى إليها بكل قوة. ويعرفه محيطه بإصراره على المضي والاستمرار في حياته. حتى اللحظة التي ينقلب كل شيءٍ فيها رأساً على عقب. فيصبح المصاب فاقداً للاهتمام بأي نشاط كان يمارسه. وتتراجع ثقته بنفسه ويقل اهتمامه وتواصله مع من حوله.

كما تشمل الأعراض وفق الدكتورة “السقا”. شعور المصاب بعدم القيمة و الشعور بالذنب والتركيز على إخفاقات الماضي وجلد الذات والحساسية الشديدة للرفض أو الفشل. والحاجة إلى الطمأنينة المفرطة، وصعوبة التفكير والتركيز واتخاذ القرارات والنسيان. وعدم الشعوربالمتعة في الحياة، وفقدان الشهية أو الإفراط في الأكل.

وتشير “السقا” لـ سناك سوري إلى أن المصابين بالاكتئاب يشعرون بشكل مستمر بأن الحياة كئيبة. وتمتلئ نظرتهم لأنفسهم بالسخط واللوم. ويرون واقعهم كئيباً لا يستحق بذل الجهد. وأن مستقبلهم قاتم مجهول، فضلاً عن تفكيرهم المفرط بالحال الذي سيكون عليه مستقبلهم في ظل الظروف المحيطة التي يعيشونها. مضيفة أن غالبية المصابين بالاكتئاب لا يعرفون أنهم مصابون بالمرض.

الأمل والحاجة للإصغاء

«لساتني عم قاوم ..ما بدي موت» تقول شابة أخرى في منشور لها على مجموعة فيسبوك. بعد أن وصلت لحالة هستيرية من الاكتئاب حسب تعبيرها. وطلبت النصيحة من الناس فقط. والذين انهالوا عليها بتعليقات إيجابية لشد أزرها من أجل مقاومة الاكتئاب. ودعاها كثيرون منهم في التعليقات إلى عدم الاستسلام ومراجعة طبيب نفسي.

الحاجة إلى الإصغاء بالنسبة لمصاب الاكتئاب أكبر من حاجته للعلاج الدوائي وفق الدكتورة “السقا” التي أوضحت أن المعالجة تختلف حسب الحالة، فهناك حالات تستوجب علاجاً مع أطباء نفسيين لوصف دواء. وحالات أخرى لا تحتاج لعلاج دوائي. إنما فقط لعلاج نفسي عبر أخصائيين للتفريغ النفسي والعاطفي أو لعلاج معرفي وسلوكي.

فضفضة

تقدم منصة فضفضة التي أطلقها برنامج “الأمم المتحدة”. خدمات الطب النفسي والعلاج والدعم النفسي الاجتماعي مجاناً. عبرالتسجيل الإلكتروني على المنصة التي تتعهد بالسرية التامة لبيانات المتصل. حيث يجري التواصل هاتفياً مع معالِج أو معالِجة.

ولقيت المنصة استحساناً من قبل الشبان والشابات في “سوريا” الذين استخدموا المنصة من أجل الفضفضة والتفريغ. حسب تعليقات رصدها سناك سوري عن التجربة.

 

سناك سوري _ صفاء صلال

 

اقرأ ايضاً:قوى الأمن اللبنانية تقبض على متعامل مع “الموساد” الإسرائيلي في جنوب بيروت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى