رياضة

بعد يوفنتوس وبرشلونة.. هل يأتي الدور على ريال مدريد؟

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

بعد يوفنتوس وبرشلونة.. هل يأتي الدور على ريال مدريد؟

أحمد عزالدين

لم تعد تُخفى على أغلب مُتابعي كرة القدم، القصة التي انتشرت بشأن دفع نادي برشلونة بإدارته السابقة نحو 1.5 مليون دولار أميركي، إلى النائب السابق للجنة التحكيم الإسبانية، خوسيه ماريا نيغريرا، من أجل تلقي تقارير التحكيم، بين عامي 2016 و2018، أي عندما كان جوسيب ماريا بارتوميو رئيساً للنادي الكتالوني.

بعد انتشار الأخبار في الصُحف الإسبانية والعالمية، علّق الاتحاد الإسباني لكرة القدم، على المعلومات التي تم تداولها، بالقول: “تأسف لجنة الحُكام لهذا السلوك، لا يجوز لأي عضو في لجنة التحكيم القيام بأي عمل من المحتمل أن يدخل ضمن تضارب المصالح. اللجنة تحت تصرف القاضي للتعاون وتقديم المعلومات”.

رئيس رابطة الدوري الإسباني “الليغا”، خافيير تيباس، لم يكتف ببيان الاتحاد، وطالب رئيس برشلونة، خوان لابورتا بالاستقالة “إذا لم يشرح سبب دفعه هذه الأموال”، مؤكداً أنّ بيان فريق برشلونة كما لو أنّ جميع الأندية تقوم بالأمر نفسه “ولكنه ليس كذلك”.

لم ينتظر لابورتا كثيراً، وأطلّ من أرضية ملعب “سبوتيفاي كامب نو” معقل برشلونة، وهاجم تيباس، قائلاً: “لقد خلع تيباس قناعه مرة أخرى، فهو يشعر بالرهاب تجاه برشلونة، دائماً ما يظهر بصورة متكررة من أجل زعزعة استقرارنا، ولن أمنحه السعادة باستقالتي. وأقول لكل من يريد تلطيخ تاريخ هذا النادي إنه سيكون لنا رد فعل قوي”.

عاد لابورتا وردَّ على مكتب المدّعي العام في إسبانيا الذي قرر إدانة برشلونة بالفساد في الرياضة، مؤكداً أنه “هناك حملة لإلحاق الضرر بمصالح برشلونة. إنها حملة تهدف إلى السيطرة على النادي. لا يقبل الدوري الإسباني عدم توقيع برشلونة العقد مع CVC (صندوق الاستثمار) الذي يديره بنفسه”.
العقوبات على برشلونة!

وبعد هذه القضية، هناك مجموعة أسئلة في الشارع الرياضي منها: هل من الممكن أن تؤدي أزمة برشلونة إلى هبوطه إلى الدرجة الثانية أو خصم نقاط من رصيده؟

بحسب المادة الـ 14 من قانون الاتحاد الإسباني لكرة القدم، فإنّ أي ناد قد يواجه الهبوط في حال محاولة تحديد نتائج المباريات، عن طريق دفع الأموال أو التهديد أو عقد الاتفاقات. لكن، هذا الحُكم يجب أن يصدر من المجلس الرياضي الأعلى، وحتى الآن لم يتدخل الأخير في القضية. وهنا، نسترجع قضية يوفنتوس الإيطالي في العام 2006، عندما هبط إلى “السيري ب”، بتهمة رشوة الحكام في فضيحة التلاعب بنتائج المباريات.

في السياق نفسه، نشر نادي برشلونة بياناً سبق تصريحات رئيسه لابورتا، جاء فيه: “في الماضي، استأجر نادي برشلونة خدمات مستشار خارجي قام بتزويد الأمناء الفنيين للنادي بتقارير في شكل فيديو عن لاعبين شباب من أندية أخرى في إسبانيا. بالإضافة إلى ذلك، امتدت العلاقة بهذا المورد إلى التقارير الفنية المتعلقة بالتحكيم الاحترافي من أجل استكمال المعلومات المطلوبة من قبل فريق التدريب الأول والثاني. هذه ممارسة شائعة بين أندية كرة القدم المحترفة”.

وأضاف: “هذه الأنواع من خدمات الاستعانة بمصادر خارجية هي الآن واجب المحترف الذي يعمل في إدارة كرة القدم. يأسف نادي برشلونة لأن هذه المعلومات قد تم نشرها على وجه التحديد عندما وصل الفريق إلى أفضل مستوياته في الموسم”.

وفي هذا الصدد، نفى نيغريرا وابنه أن يكون برشلونة قد تلقى أي معاملة تفضيلية بشأن قرارات التحكيم، وأنّ المال الذي تم دفعه كان في مُقابل العمل الاستشاري الذي قام به نيغريرا حول كيفية تصرف اللاعبين تجاه الحكام، كما قدم نصائح بشأن ما يمكنهم أو لا يمكنهم فعله، اعتماداً على المسؤول الذي كان يحكم مباراة معينة.

وبين بيان برشلونة ونفي نيغريرا، من الممكن أن يكون “البلوغرانا” مُذنباً، لكن، لماذا هذا التوقيت؟ ولماذا وضع برشلونة قيد التحقيق بعد يوفنتوس الإيطالي، الذي قررت محكمة الاستئناف الفيدرالية خصم 15 نقطة من رصيد الفريق في الدوري بعد أن استعاد مستواه وبات قريباً من المنافسة؟
الشرارة.. دوري السوبر الأوروبي “السوبر ليغ”

البداية كانت في نيسان/أبريل من العام 2021، عندما أعلنت مجموعة من الأندية الأوروبية تأسيس بطولة “دوري السوبر ليغ” بشكل رسمي. وانضم إلى البطولة 12 نادياً، هي: ميلان، أرسنال، أتلتيكو مدريد، تشيلسي، برشلونة، إنتر ميلانو، يوفنتوس، ليفربول، مانشستر سيتي، مانشستر يونايتد، ريال مدريد، توتنهام.

ساعات قليلة وجاء الرد القاسي من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” على هذا الإعلان، إذ أصدر “يويفا” بياناً أكد فيه أن الأندية التي ستشارك في “دوري السوبر الأوروبي” ستحرم من اللعب في أي مسابقة محلية أخرى، وستحرم أيضاً من المشاركات الأوروبية والدولية، وقد يُحرم اللاعبون من فرصة تمثيل منتخباتهم.

وعاد الاتحاد الأوروبي وأصدر بياناً مشتركاً مع اتحادات إنكلترا وإيطاليا وإسبانيا، أعربوا فيه عن رفضهم لما سمّوه “الانشقاق”، وأظهروا استعدادهم لاستعمال الوسائل القانونية والرياضية إذا تطلب الأمر.

بعد هذه التهديدات، وفي غضون 48 ساعة فقط، انهارت الخطط، فانسحبت الأندية الإنكليزية بسبب احتجاجات الجماهير وضغط الحكومة البريطانية، وتوالت الانسحابات في ما بعد ولم يتبق سوى 3 أندية فقط، وهي يوفنتوس وبرشلونة وريال مدريد، والتي أصرّت على المُضي قُدماً في مشروع “السوبر ليغ”.

محكمة مدريد أصدرت قراراً في نهاية كانون الثاني/يناير الماضي، يصبّ في مصلحة مشروع “السوبر ليغ”، ومنعت الاتحادين الأوروبي “يويفا” والدولي “فيفا” لكرة القدم، من فرض عقوبات على مروّجي الدوري.

مع إيضاح فكرة دوري السوبر الأوروبي، ووقوف القضاء في صف الأندية المروّجة لفكرة المشروع، لن تكون لدى “يويفا” و”فيفا” القُدرة على فرض عقوبات على الأندية التي تستمر في المشروع.

أما السؤال الأهم فهو هل تم اللجوء إلى التحقيق في كل تفاصيل الأندية المذكورة لاستمرارها بهذا المشروع؟
البداية مع يوفنتوس

وافقت محكمة الاستئناف الفيدرالية، في كانون الثاني/يناير الماضي، على طلب المدّعي العام للاتحاد الإيطالي لكرة القدم، إعادة تفعيل المحاكمة الرياضية ضد نادي يوفنتوس، على الرغم من تبرئته سابقاً، مع عدد من الأندية الإيطالية الأخرى، بسبب وجود انتهاكات في كسب رأس مال النادي، بالإضافة إلى الممارسات المالية الأخيرة ومدفوعات اللاعبين السرية المزعومة.

قررت المحكمة خصم 15 نقطة من رصيد يوفنتوس، بالإضافة إلى إيقاف فابيو باراتيتشي، المدير الرياضي لتوتنهام حالياً، والسابق ليوفنتوس، مدة عامين ونصف عام، بسبب القضية.

وأُوقف كل من الرئيس السابق للنادي أندريا أنييلي مدة عامين، وماوريتسيو أريفابيني، المدير التنفيذي السابق، لمدة عامين، وفيدريكو تشيروبيني، عضو مجلس الإدارة السابق، لمدة عام و4 أشهر، بالإضافة إلى بافل نيدفيد، نائب الرئيس السابق، لمدة 8 أشهر.

يوفنتوس كان يمر في فترة إيجابية على المستوى الفني قبل هذا القرار، وكان قريباً من المراكز الثلاثة الأولى في ترتيب “السيري آ”، لكن، تراجع أداء الفريق بشكل كبير نتيجة للأخبار السلبية التي توالت على الفريق.

كما الحال مع برشلونة، حتى لو كان يوفنتوس مُذنباً، لماذا تمت إعادة تفعيل المحاكمة الرياضية ضده في هذا التوقيت؟

بعد تراجع يوفنتوس، بدأ التصويب على برشلونة، ومن يدري، من الممكن إذا تم إثبات القضايا التي يتم تداولها بشأن الرشى المدفوعة، فسيكون دور ريال مدريد هو التالي.
اقرأ أيضاً.. يوفنتوس يعيّن إدارته الجديدة

بالعودة إلى قضية برشلونة، أصدرت أندية “الليغا 1” و “الليغا 2″، بياناً أعربت فيه عن قلقها من المدفوعات المالية التي قدمها برشلونة لخوسيه نيغريرا، بينما كان النادي الوحيد الذي رفض الانضمام إليها، هو ريال مدريد، إذ فضل الوقوف في صف غريمه التاريخي.

وجاء في بيان رابطة الدوري الإسباني: “غالبية أندية الليغا أعربت عن قلقها العميق بشأن هذا الأمر الذي يعدّونه شديد الخطورة. 40 نادياً من أصل 42 تنافس في الدرجتين الأولى والثانية صوّتت لرسالة مشتركة للتأكيد أنها تنكر وترفض الحقائق”.
ريال مدريد إلى جانب برشلونة

وقوف ريال مدريد إلى جانب برشلونة ليس الأول من نوعه، إذ أكد رئيس “الملكي” فلورنتينو بيريز، في حديثٍ له في حزيران/يونيو من العام الماضي، أنّ العلاقة بين ريال مدريد وبرشلونة هي علاقة تكامل.

ووجّه بيريز دعماً كاملاً في حديثه في برنامج “إل تشيرينغيتو” الإسباني الشهير، لفريق برشلونة الذي كان يعيش أزمة مالية صعبة في ذلك الوقت قبل تفعيل الرافعات الاقتصادية.

وقال بيريز: “ريال مدريد وبرشلونة أكبر ناديين في العالم”، مضيفاً: “إنه واحد من أعظم الأندية في العالم، وتبلغ قيمته 5 مليارات يورو، يمكن أن يمر بموقف صعب، ولكن لديه آليات للمضي قدماً. نحن جميعاً نتمنى أن يتجاوز أزمته، من أجل كرة القدم الإسبانية”.

ولم يتردّد بيريز أيضاً في القول إنه “يشجّع” برشلونة. كيف ذلك؟ قال بيريز إن فوز برشلونة يسعده، فبالنسبة إليه، فوز برشلونة بلقب أوروبي مثلاً أفضل من فوز فريق من خارج إسبانيا.

وهنا، يجب أن نتمعّن أكثر في موقف ريال مدريد الآن بشأن قضية برشلونة، فمن الممكن أن يكون بيريز على دراية بما يحدث في كواليس الاتحادين الأوروبي والدولي، وربما يكون الدور قادم على النادي الملكي، لذلك لا يريد أن تتم إطاحة أحد عمالقة أندية العالم عامةً، والدوري الإسباني خاصةً، لأنّ تدهور حالة برشلونة من الممكن أن تُضعف الدوري الإسباني من ناحية عائدات البث التلفزيوني، بالإضافة إلى أن نجوم كرة القدم، سيبتعدون عن “الليغا” لعدم وجود منافسة في الدوري.

في ظل كل هذه المُعطيات والتدقيق في الأندية التي لا تزال تُحارب في مشروع “السوبر ليغ”، يبدو أنّ الاتحاد الأوروبي والاتحادات المحلية تسعى بكل ما لديها من قوة، لكسر هذه الأندية عبر خلق المشكلات والبحث في كل تفصيل يخصها. التقارير الصحافية في إيطاليا في أغلب الأوقات تتحدث عن مُخالفات بعض الأندية في “السيري آ”، لكن، لم تتحرك السلطات إلا في وجه نادي “السيدة العجوز”.

القضية بدأت مع يوفنتوس من ثم برشلونة، ومن يعلم، من الممكن أن يأتي الدور على ريال مدريد، فهل سيجرؤ الاتحاد الأوروبي على مواجهة فلورنتينو بيريز؟

الميادين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى