الاخبارغير مصنف

إنها الحرب العالميّة الثالثة

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

إنها الحرب العالميّة الثالثة

هذه مدينة وجدت لتكون مهرجاناً للورود وللموسيقى. قد تفاجأ بموزارت، أو فاغنر، يطل عليك من محل للهوت دوغ، أو من محل للفلافل (وقد غزونا العالم بالفلافل). الغريب أنها اختيرت لتكون مقراً للمؤتمر الدولي للأمن.

هذا العام، كان المؤتمر صاخباً. ايمانويل ماكرون وأولاف شولتس قرعا، من هناك، طبول الحرب العالمية الثالثة. لم نكن نتصور أن الرئيس الفرنسي والمستشار الألماني يمكن أن يكونا أميركيين الى هذا الحد!

بشكل ما جعلا الحضور يبحث عن نقاط التقاطع بين شخصية فلاديمير بوتين وشخصية أدولف هتلر. لعلهما استذكرا ما حدث في المدينة منذ أكثر من ثمانية عقود (30 أيلول 1938).

آنذاك التقى رئيس وزراء بريطانيا نيفيل شامبرلين، ورئيس وزراء فرنسا ادوار دالادييه، وكل من رئيس ألمانيا أدولف هتلر ورئيس أيطاليا بنيتو موسوليني، وحيث كان الرضوخ لطلب الفوهرر الحاق منطقة سوديت التشيكية ببلاده، دون أن يصغي أحد لتحذيرات ونستون تشرشل من أن ذلك يثير شهية الزعيم النازي للانقضاض على القارة.

المقارنة لامنطقية بين القيصر والفوهرر. لا أحد من القياصرة حاول غزو باريس أو برلين. الفرنسي نابليون بونابرت والألماني أدولف هتلر زحفا الى موسكو ليسقطا على أبوابها. أميركا هي التي قررت الحاق أوكرانيا بالأطلسي لتنصب صواريخها في الساحة الحمراء.

لا مجال أيضاً للمقارنة العسكرية بين الاتحاد الروسي والولايات المتحدة التي يورد كتاب للعالم الأنثروبولوجي ديفيد فاين أنها أقامت نحو 800 قاعدة عسكرية في أكثر من 70 دولة عبر القارات الخمس، في حين أن روسيا، والصين، وبريطانيا، وفرنسا، تمتلك 31 قاعدة فقط.

أصوات أوروبية خافتة تلك التي تقول ان الحرب في أوكرانيا تتوخى تكريس قيادة أميركا للكرة الأرضية، دون أن تتعلق المسألة، في حال من الأحوال، بالمعايير الأخلاقية، أو القانونية، أو بالضرورات الأمنية. ولكن من يستطيع الاعتراض على الاله الأميركي الذي أنفق على الحروب، منذ واقعة 11 أيلول 2001 وحتى نهاية عام 2020، ما يقارب الـ 6.4 تريليونات دولار…

ما قاله ماكرون وشولتس حول الحرب الطويلة التي ترمي الى هزيمة روسيا ترداد ببغائي لما يخطط له الأميركيون، بعدما رأت وكالة الاستخبارات المركزية أن روسيا لا يمكن أن تصمد لعشر، أو حتى لخمس سنوات، مع توقع انحلال الاتحاد الروسي على غرار ما حصل للاتحاد السوفياتي.

الاتجاه لضم دول أخرى من آسيا، وأفريقيا، وأميركا اللاتينية الى الائتلاف العسكري الراهن لاحكام الطوق حول روسيا (ولاحقاً حول الصين). فلاديمير بوتين يقف وحيداً. بيلاروسيا قابلة للانفجار الداخلي. الصين تحتاج الى بضع سنوات لتتأهل عسكرياً لمواجهة أميركا. حتى ذلك الحين يقلد التنين النعامة ولكن بدفن رأسه في مياه الباسيفيك.

ماذا عن ايران؟ الأميركيون يشيعون بأن آيات الله يخشون الاستجابة للطلب الروسي غير المباشر بتفجير المواجهة في سوريا والعراق ضد الوجود الأميركي. أي خطأ، في ظل الظروف الاستراتيجية الحساسة، يمكن أن يؤثر، كارثياً، على المصالح الجيوسياسية الايرانية في كل من سوريا ولبنان والعراق.

هذا، كما أن الايرانيين يتوجسون من احتمال قبول ادارة جو بايدن بخطة بنيامين نتنياهو توجيه ضربات عسكرية صاعقة الى الأهداف الايرانية، حتى ولو استدعى ذلك اللجوء الى الخيار النووي.

ما يثير الهلع، كرد على مواقف ماكرون وشولتس، ما صدر عن بعض أعضاء الدوما (مجلس النواب) الروسي من أن ما بعد ميونيخ غير ما قبله، وحيث بدا جلياً اعلان الحرب، مباشرة، على روسيا. هذا ما يستتبع الرد الذي يعتبره أعضاء الدوما “حتمياً”. هل نتوقع الصواريخ الروسية وهي تضرب خارج الأراضي الأوكرانية، لتكون الشرارة التي تؤذن بنهاية العالم؟

بعيون حمراء تابع الكرملين المواقف الأوروبية في الدورة الـ 59 لمؤتمر ميونيخ. القرار، هذا العام عام الحسم، ولو اضطرت القيادة الروسية لتوسيع النطاق الجغرافي لعملياتها الصاروخية. ما الداعي الذي يجعل الأوروبيين يجازفون الى هذا الحد…؟؟

نبيه البرجي -الديار

اقرأ ايضاً:من يغادر البلد لساعات ويعود يخسر 260 الف ليرة على الحدود…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى