الاخبار

مكاتب تحويل أموال تحتال على لاجئين عرب في أوروبا

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

يواظب عدد كبير من اللاجئين العرب على إرسال حوالات مالية شهرية إلى ذويهم في بلدهم الأم، حيث تعتبر هذه الإعانة مسألة بقاء بالنسبة للعائلة العالقة في بلد الحرب.

ويلجأ المهاجرون أحيانا إلى مكاتب تحويل أموال غير رسمية بغرض التهرب من العمولة الكبيرة التي تقتطعها شركات الصرافة والبنوك، إضافة إلى مخاوفهم من إمكانية تأثير الأموال التي يرسلونها على الإعانات التي يتلقونها من بلد اللجوء.

وعلى مر السنوات الماضية، وقع عدد منهم ضحية مكاتب وسماسرة نصبوا عليهم ونشلوا أموالهم، خلال عمليات التحويلات المالية هذه.

سماسرة بألقاب وهمية

حميد قلايجي (32 عاما) أحد هؤلاء الضحايا، الذي قال: أقوم بإرسال الحوالات الشهرية لعائلتي في سوريا عبر أشخاص يسافرون من أوروبا إلى بيروت أو دمشق، لكنني اضطررت منذ شهر لإرسال مبلغ مالي كبير لوالدتي من أجل إجراء عمل جراحي، ولا يمكنني تحويل المبلغ عبر المصارف بسببب العقوبات المفروصة على سوريا”.

وجد حميد منشورا على مواقع التواصل الاجتماعي عن مكتب يقوم بإرسال الحوالات مقابل عمولة بسيطة، فاتصل بالرقم الموجود على المنشور.

وأضاف قلايجي لـ”إرم نيوز”: “تواصلت مع شخص يلقب بأبو عرب لتحويل المبلغ من ألمانيا إلى تركيا، وتم الاتفاق بيننا على اتصالي بشخص آخر، والتنسيق لإعطائه المبلغ بعد الاتفاق على دلالة وشيفرة يعطيني إياها”.

التقى اللاجىء السوري بالشخص المطلوب وبعد تقديم الدلائل اللازمة تم إعطاؤه المبلغ، ثم قام بالاتصال بأبو عرب للاطمئنان منه على المبلغ، وهنا بدأ التلاعب.

وأردف الشاب: “لم يعترف أبو عرب بأن المبلغ وصل إلى الشركة، مدعيا أن هذا الشخص الذي استلم مني المبلغ هو شخص محتال انتحل صفة الموظف المطلوب، وحصل على الشيفرة بعد اختراق حساب أبو عرب”.

وعود ثم تهديد بالقتل

وتابع قلايجي شهادته: “على مدار أسبوع وأنا أتلقى الوعود من أبو عرب، وفي كل محادثة يتلو قصة جديدة، ويرفض إرسال أي دليل على أنني سلمت المبلغ لموظف نصاب، إلى أن تشاجرنا وهددني بالقتل”.

لم يتمكن “حميد” من تقديم أية شكوى؛ لأن ذلك سيحمّله مساءلة قانونية بجرم إرسال أموال بطريقة غير نظامية، خاصة أن الأموال في طريقها إلى سوريا، الأمر الذي من الممكن أن يأخذ تبعات سياسية توقعه في مأزق.

وختم قائلا: “كتبت منشورا على أحد صفحات العرب في ألمانيا، فاكتشفت أن الكثير مثلي وقع ضحية احتيال أبو عرب وشركات ومكاتب أخرى تستغل حاجة المهاجرين العرب وتستغل عدم قدرتهم على تقديم الشكوى”.

خط مالي إلى الشرق

تشكل الأموال التي يتم تحويلها من قبل المهاجرين أهمية كبيرة لعائلاتهم الفقيرة في البلد الأم، لا بل تساهم في انتعاش اقتصادات هذه الدول.

وبحسب الإحصائيات، تشكل التحويلات المالية لدول مثل غامبيا وليسوتو وغانا ما يصل إلى 20% من الناتج المحلي الإجمالي.

وفي لبنان بلغ معدل التحويلات المالية في اليوم الواحد 4.5 ملايين دولار يستلمها نحو 6 آلاف شخص، 20% منها تأتي من أوروبا، فيما يعتمد نصف السوريين على الحوالات، بمعدل وسطي يصل إلى 300 مليون دولار شهرياً، وفق إحصائيات غير رسمية.

حرصا على المعونة

وتعرض زيدان رسن وهو عراقي يعيش في هولندا لعملية نصب مشابهة، وقال: “تعرفت عن طريق أشخاص عراقيين في هولندا على شخص يقوم بالتحويلات المالية إلى بغداد مقابل عمولة بسيطة، وقمت بالتعامل معه أكثر من مرة لإرسال أموالي لعائلتي”.

وأضاف رسن الذي يعمل حدادا في أمستردام لـ”إرم نيوز”: “العمولة التي يقتطعها هذا الشخص تساوي عمولة شركات الصرافة العالمية لكننا نخشى من نقل بياناتنا إلى السلطات الهولندية عبر شركات الصرافة، فذلك يؤثر على وضعنا القانوني وعلى مسألة الإعانات”.

أرسل المهاجر مبلغ 300 يورو إلى عائلته في العراق عبر هذا الشخص، لكن الحوالة لم تصل خلافا للمرات السابقة.

وتابع: “ادعى هذا الشخص الذي يلقب بأبو بهاء أن الوسيط الذي ينقل عبره الأموال هرب إلى تركيا ومعه أموال الحوالات، وقال لنا إنه سيعوضنا حتى لو دفع من أمواله”.

وأردف: “مضى أشهر ونحن نحاول التواصل مع أبو بهاء، ونلقى الأعذار نفسها، إلى أن هرب هو الآخر إلى وجهة لم يعرفها أحد، دون أن يحصل أي مننا على أمواله”.

وختم رسن شهادته: “كل ما خسرته هو 300 يورو، لكن بعض الأشخاص خسروا ما يقارب ال 5000 يورو دون أن يستطيعوا فعل أي شيء”.

وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى