هل تمتلك طهران ما يكفي من الصواريخ لحملة طويلة الأمد؟

منذ يوم الجمعة الماضي، تشهد المنطقة واحدة من أخطر موجات التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، حيث تتبادل الدولتان الضربات الجوية والصاروخية بشكل شبه يومي، وسط تحذيرات دولية من اتساع رقعة الصراع.
ففي حين واصلت إيران إطلاق ما لا يقل عن 100 صاروخ يوميًا باتجاه أهداف إسرائيلية، نفذت تل أبيب سلسلة من الهجمات المركّزة التي استهدفت منشآت استراتيجية داخل إيران، منها مخازن صواريخ، منصات دفاع جوي، ومواقع نووية حساسة.
الغموض حول مدة الحرب ومصيرها
في الوقت الذي تلتزم فيه القيادة الإسرائيلية الصمت بشأن المدة الزمنية للعملية العسكرية، بدأت التقديرات الاستخباراتية تشير إلى خسائر كبيرة في القدرات الإيرانية، وهو ما يثير تساؤلات حول مستقبل هذا التصعيد وما إذا كانت هناك نهاية قريبة له.
مصادر أمنية إسرائيلية أكدت، بحسب ما نقلته صحيفة “إسرائيل هيوم”، أن الغارات المكثفة على إيران أدت إلى تدمير مئات الصواريخ الباليستية وعدد كبير من منصات الإطلاق، وهو ما قلّص الترسانة الإيرانية من نحو 3000 صاروخ إلى قرابة 2000 فقط.
إضعاف القيادة العسكرية الإيرانية
وفقًا للتقارير، لم تقتصر الضربات الإسرائيلية على البنية التحتية العسكرية فحسب، بل شملت أيضًا اغتيال كبار القادة في الحرس الثوري الإيراني، ما تسبب في شلل كبير داخل منظومة القيادة والسيطرة الإيرانية.
من أبرز الشخصيات التي تم استهدافها:
أمير علي حاجي زادة، قائد القوات الجوية والفضائية للحرس الثوري، والمسؤول عن الإشراف على البرنامج الصاروخي الإيراني.
محمد باقري، رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإيراني.
حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري.
رستم علي رشيد، رئيس أركان العمليات.
علي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى.
إضافة إلى شخصيات علمية بارزة مثل فريدون عباسي ومهدي طهرانجي، المرتبطَين ببرنامج إيران النووي.
عمليات استخباراتية دقيقة من الداخل الإيراني
مصادر أمنية كشفت أيضًا أن جهاز الموساد قام خلال السنوات الماضية بتحديد مواقع تخزين الصواريخ الإيرانية بعناية، ونجح في تهريب طائرات مسيرة رباعية المراوح إلى الداخل الإيراني باستخدام قنوات تجارية غير مكشوفة.
كما نفذت خلايا تابعة للموساد عمليات على الأرض خلال الأيام الماضية، راقبت خلالها تحركات القوات الإيرانية واستهدفت مواقع الإطلاق قبل تجهيزها، ما أدى إلى إرباك واسع في الجدول الزمني للهجمات الإيرانية المحتملة.
ما مدى استمرار هذا التصعيد؟
استنادًا إلى التقديرات الإسرائيلية التي تشير إلى امتلاك إيران حالياً نحو 2000 صاروخ، فإن استمر إطلاق 100 صاروخ يوميًا كما هو الحال الآن، فقد يستمر هذا التصعيد لنحو 20 يومًا إضافيًا، ما لم تتدخل جهود الوساطة الدولية لوقف المواجهات.
لكن في ظل التصعيد المتبادل وغياب أي مؤشرات واضحة على التهدئة، يبقى مستقبل هذا الصراع مفتوحًا على احتمالات خطيرة، وقد يتجه إلى مرحلة أكثر تعقيداً إن لم يتم احتواؤه قريبًا.
العربية نت