ماذا نعرف عن وايزمان “العقل الإسرائيلي” الذي استهدفته إيران؟

رغم أن موقع معهد وايزمان للعلوم لا يظهر على خرائط جوجل، أكدت وسائل إعلام أن صاروخًا إيرانيًا أصاب المعهد الواقع في مدينة رحوفوت جنوب تل أبيب، في واحدة من أبرز الضربات التي استهدفت منشآت حيوية داخل إسرائيل منذ اندلاع التصعيد العسكري الأخير مع إيران.
وأفادت صحيفة نيويورك تايمز، استنادًا إلى صور حصلت عليها، أن حريقًا اندلع في أحد مباني المعهد، ويُعتقد أنه يحتوي على مختبرات بحثية متقدمة. مقاطع الفيديو التي تداولها مستخدمون عبر منصات التواصل الاجتماعي أظهرت انفجارًا كبيرًا وانقطاعًا للكهرباء في المنطقة المحيطة.
“عقل إسرائيل” تحت النار
يُعد معهد وايزمان من أهم المؤسسات العلمية والتكنولوجية في إسرائيل، وغالبًا ما يُطلق عليه “عقل الدولة التكنولوجي”، نظراً لدوره المحوري في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي والطائرات المسيّرة وأنظمة الأسلحة المتقدمة التي تدعم بها إسرائيل جيشها.
تأسس المعهد في عام 1934 على يد حاييم وايزمان تحت اسم “مؤسسة أبحاث دانيال سيف”، قبل أن يتم تغيير اسمه في 1949 إلى “معهد وايزمان”، تكريمًا لمؤسسه الذي أصبح لاحقًا أول رئيس لدولة إسرائيل.
يختص المعهد بالتعليم الأكاديمي في مرحلة الدراسات العليا فقط، ويضم حوالي 2500 باحث وطالب دراسات عليا. كما يحتفظ بشراكات استراتيجية مع شركات الصناعات العسكرية الإسرائيلية الكبرى.
أضرار جسيمة وخلفيات الهجوم
تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن استهداف معهد وايزمان كان متعمداً، وذلك في إطار الرد الإيراني على اغتيال تسعة علماء نوويين إيرانيين نفذته إسرائيل في الأيام الأولى من هجومها على إيران.
ورغم أن المعهد محاط بأنظمة دفاعية متقدمة وتحظى منشآته بحماية الجيش، إلا أن الصاروخ الإيراني تمكن من اختراق الدفاعات وضرب أحد المباني الحساسة بشكل مباشر، مُحدثًا أضرارًا كبيرة، خاصة في المبنى الذي يضم المختبرات.
خلفية سياسية وعلمية
ورغم المكانة العلمية الرفيعة التي يتمتع بها المعهد، إلا أن علاقته بالحكومة الإسرائيلية، خاصة برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ليست مثالية. فمنذ عامين، ينظم عدد من علماء المعهد احتجاجات منتظمة أمام المبنى كل يوم سبت، اعتراضًا على ما وصفوه بمحاولات حكومية لـ”تقويض النظام القضائي” وخوض “حروب لأهداف سياسية ضيقة”.
في آخر هذه الاحتجاجات، رفع المتظاهرون شعار: “حرب تخدم مصالح شخصية”، في إشارة إلى الحرب الحالية، وطالبوا بإيقافها.
عملية “الأسد الصاعد” ورد إيران
جاء استهداف معهد وايزمان ضمن التصعيد الذي بدأ في 13 يونيو 2025، عندما أطلقت إسرائيل عملية “الأسد الصاعد” ضد منشآت عسكرية ونووية إيرانية. وأسفرت الضربة الأولى عن مقتل عدد من القادة الإيرانيين البارزين وعلماء في مجال الطاقة النووية، مع مشاركة نحو 200 طائرة إسرائيلية استهدفت أكثر من 100 موقع داخل إيران.
وردًا على ذلك، أطلقت إيران عشرات الصواريخ الباليستية تجاه مدن إسرائيلية، منها تل أبيب وحيفا، في هجوم أسفر عن مقتل 8 أشخاص وإصابة أكثر من 85 آخرين، بحسب البيانات الإسرائيلية الرسمية.
البوابة