“اختفاء الفتيات في سوريا”… ظاهرة خطيرة تتحول إلى حالة شبه يومية

في الآونة الأخيرة، تزايدت حالات اختفاء الفتيات السوريات بشكل لافت، مما جعل سماع مثل هذه الأخبار أمرًا شبه يومي، خاصة مع تداول مناشدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تطالب بالكشف عن مصير الفتيات المفقودات. وتستمر هذه الحوادث في ظل غياب التوضيح حول الأسباب، مما يزيد من القلق والتوتر في المجتمع.
تتركز حالات اختفاء الفتيات في منطقة الساحل السوري، لكنها تمتد أيضًا إلى محافظات أخرى في سوريا، حيث سجلت حوادث اختفاء لفتيات غادرن منازل ذويهن ولم يعدن.
في إحدى أحدث حالات الاختفاء، اختفت الفتاة آية طلال قاسم من محافظة طرطوس، أثناء توجهها إلى دائرة الامتحانات لاستلام بطاقتها الامتحانية. بعد مغادرتها منزلها في حي الفقاسة بمدينة طرطوس، انقطع الاتصال بها. وبعد ساعات من الانقطاع، بدأ هاتفها في الرنين ولكن دون إجابة، ثم أغلق لفترة طويلة. فيما بعد، اتصل الخاطفون باستخدام هاتف آية، واتصلوا بأحد أقاربها، دون أن يتحدثوا، لكن صوت بكاء الفتاة وتعذيبها كان واضحًا، مما أثار قلق العائلة حول مصيرها. ورغم عدم تلقي أي مطالب بفدية، أثارت الحادثة تفاعلاً كبيرًا في محافظة طرطوس، حيث طالبت العائلة والسلطات بسرعة العثور عليها.
وفي حادثة أخرى مماثلة، أفاد ناشطون في طرطوس بفقدان الاتصال مع الفتاة هديل يعقوب خليل (22 عامًا) في بلدة الهيشة، حيث لم تتمكن العائلة من الوصول إليها بعد مغادرتها المنزل. كما تم الإبلاغ عن اختفاء خمس فتيات في المحافظة خلال أقل من أسبوع، وهن آية قاسم، هديل خليل، بتول حسن، لانا محمود، ولبنى محمود، في استمرار لعمليات الخطف التي تجري في ظل الفلتان الأمني في الساحل السوري.
وبالتوازي، شهدت محافظة حماة وسط سوريا أيضًا حالات اختفاء مشابهة، حيث تم الإبلاغ عن فقدان الاتصال مع الفتاة رنيم غازي زريفة (22 عامًا) في منطقة مصياف.
في رد فعل من السلطات، شنت وزارة الداخلية السورية الشهر الماضي حملة اعتقالات في مدينة حماة على خلفية الاشتباه بوجود عصابة تقوم بعمليات خطف وتعذيب. وبحسب الوزارة، تم القبض على عدد من أفراد العصابة بعد تحقيقات موسعة ومراقبة مشبوهين، حيث تم العثور على أدوات تعذيب وآثار دماء في مكان احتجاز المخطوفين.
من جهة أخرى، أكد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن 17 فتاة وطفلة ما زلن في عداد المفقودين في ظروف غامضة، شملت اختطافهن على يد مسلحين مجهولين، إضافة إلى حالات انقطاع مفاجئ للاتصال. وتشير التقارير إلى أن الفتيات ينحدرن من عدة مدن سورية، مثل اللاذقية، حمص، السويداء، طرطوس، وحماة، دون أن تتوفر أي معلومات مؤكدة حول مصيرهن رغم مرور أيام طويلة على اختفائهن.
سبوتنيك عربي