الاخبار

ما هي التحديات الأمنية التي يواجهها الشرع في سوريا؟

تواجه الإدارة السورية الانتقالية حالياً تحديات أمنية كبيرة، خصوصاً في محافظة اللاذقية، حيث تسعى لفرض سيطرتها وسط وجود مجموعات مسلحة متعددة الولاءات، بينها موالون للنظام السابق.

تعدّ منطقة الساحل السوري معقل الأقلية العلوية التي تنتمي إليها عائلة الرئيس المخلوع بشار الأسد. هذه المنطقة كانت حاضنة للنظام الذي حكم سوريا لعقود طويلة بالقبضة الحديدية. وخلال حكم الأسد، لعب العلويون دوراً رئيسياً في المؤسسات العسكرية والأمنية التي كانت تعتمد على أساليب القمع لإسكات المعارضة.

بعد إطاحة الأسد، شهدت اللاذقية توترات أمنية مع تكرار عمليات الخطف وإطلاق النار، مما أثار قلق العلويين من احتمالية حدوث انتقامات. ورغم تراجع التوترات مؤخراً، إلا أن الهجمات على الحواجز الأمنية لا تزال تحدث بين الحين والآخر، غالباً من قبل مسلحين موالين للأسد أو جنود سابقين في الجيش السوري.

المنطقة الساحلية تضم عدداً كبيراً من الموالين للنظام السابق، منهم جنود سابقون وعاملون في المؤسسات العامة الذين تم تسريحهم بعد وصول الإدارة الجديدة إلى الحكم. هؤلاء يواجهون صعوبات معيشية بعدما فقدوا وظائفهم.

ويقول الباحث آرون لوند إن الاشتباكات الدامية التي بدأت منذ الخميس تعكس “هشاشة” الحكومة الحالية التي تعتمد على القمع في مواجهة المسلحين العلويين. ويضيف أن المنطقة أصبحت كـ”قنبلة موقوتة”، مليئة بالمدنيين والعسكريين المسلحين.

منذ توليه السلطة، وجه أحمد الشرع رسائل طمأنة إلى الأقليات، داعياً إلى ضبط النفس وتجنب الطائفية. إلا أن هذا الخطاب قد لا يكون له تأثير قوي على جميع الفصائل المسلحة التي تتبع إمرته، والتي تشكل حالياً جيش سوريا وشرطتها.

في شمال شرق سوريا، تشكل القوات الكردية تحدياً آخر للإدارة الانتقالية. الأكراد يرفضون حل قواتهم العسكرية كشرط للانضمام إلى الجيش الجديد، إذ يسعون للحفاظ على مكتسباتهم التي حققوها خلال سنوات النزاع. وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة على مناطق واسعة في الشمال الشرقي، تحتوي على أهم حقول القمح والنفط.

المحادثات بين دمشق والأكراد لم تحقق تقدماً حتى الآن، مع تمسك الأكراد بمطالبهم في الحفاظ على استقلالهم العسكري. الباحث فابريس بالانش يرى أن وجود القوات الأميركية في شمال شرق سوريا يضمن بقاء قوات سوريا الديمقراطية، التي لن تتفكك ما دامت تحظى بدعم واشنطن.

فيما يتعلق بالدروز، الذين يشكلون نحو ثلاثة في المئة من سكان سوريا ويتركزون في محافظة السويداء، فقد نأوا بأنفسهم عن النزاع إلى حد كبير، رغم مشاركتهم في الدفاع عن مناطقهم. ورغم استعداد بعض الفصائل الدرزية للاندماج مع الجيش الوطني الجديد، إلا أن تسليم السلاح لم يحدث بعد.

أثارت تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس مؤخراً بشأن حماية الدروز توتراً في سوريا، خاصة بعد اشتباكات في مدينة جرمانا التي يقطنها دروز ومسيحيون. ورداً على ذلك، أبدت المرجعيات الدينية الدرزية رفضها للتدخل الإسرائيلي، مؤكدة تمسكها بوحدة سوريا.

وفي منشور له على منصة “إكس”، أشار الباحث تشارلز ليستر إلى أن محاولات إسرائيل للتأثير على الدروز قد فشلت حتى الآن، لكنه حذر من أن التهديدات الإسرائيلية قد تستمر.

الحرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى