اقتصاد

التحسن “غير الحقيقي” لليرة السورية : السوق في قبضة المضاربين

في مداخلة نشرتها الدكتورة لمياء عاصي عبر موقع “Syria Direct”، تحدثت عن حالة سعر صرف الليرة السورية، التي تشهد تذبذباً غير مسبوق.
وأشارت إلى أن سعر صرف الليرة في السوق السوداء يبلغ حوالي 10,200 ليرة مقابل الدولار، بينما يبقى سعر الصرف الرسمي في المصرف المركزي عند حدود 13,200 ليرة تقريباً.
على الرغم من أن التوقعات كانت تشير إلى أن تثبيت السعر وإلغاء القوانين التي تجرم التعامل بالدولار قد ينعكسان إيجابياً على السوق، إلا أن النتائج جاءت عكسية بسبب السياسات النقدية غير الواضحة، حسب قول عاصي.
وأشارت عاصي إلى أن انخفاض سعر صرف الدولار إلى 7,500 ثم عودته إلى 10,000 خلال أيام قليلة يمكن تفسيره باستغلال المضاربين لحبس السيولة، مشيرة إلى أن البلاد تشهد نقصاً في السيولة ناتجاً عن تأخير في صرف رواتب الموظفين ونقص في توفير السيولة للبنوك، مما يؤدي إلى تقلبات حادة في سعر الصرف.
وأكدت عاصي أن التحسن الحالي لليرة غير حقيقي، فهو ناتج عن عوامل المضاربة وحبس السيولة وليس عن تغييرات في المؤشرات الاقتصادية مثل التصدير أو الإنتاج.
وحتى يكون سعر صرف العملات الأجنبية واقعياً، يجب أن يعتمد على توازن العرض والطلب دون تدخل من البنك المركزي.
كما يجب أن تتوفر احتياطيات كافية من العملات الأجنبية للمركزي ليتمكن من بيع وشراء العملات وفق الأسعار المعلنة.
وتطرقت عاصي إلى تأثير التذبذب في سعر الصرف على المواطنين، موضحة أن التغيرات السريعة تجعل التجار يفضلون المضاربة بالعملة على حساب الاتجار بالسلع، مما يضر بالعملية الإنتاجية. واستنتجت أن استقرار الأسعار، حتى لو كانت مرتفعة، أفضل للجميع من حالة التذبذب الحالية.
كما نصحت المواطنين بتنويع مدخراتهم بين الذهب، العملات الأجنبية، والعقارات للحفاظ على قيمتها في ظل التغيرات الحالية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى