كيف تخطت جامعة دمشق شبح الخروج من التصنيفات العالمية وحققت التقدم؟
كشف الدكتور مروان الراعي، مدير التصنيف في جامعة دمشق، أن الجامعة حققت تقدماً ملحوظاً في التصنيفات العالمية خلال العام ونصف الماضيين، بعد أن كانت مهددة بالتراجع أو حتى الخروج من بعض هذه التصنيفات.
وفي تصريحات له لموقع “هاشتاغ”، أشار الراعي إلى أن إدارة الجامعة ركزت على تعزيز البحث العلمي ورفع مستوى المعرفة الأكاديمية، باعتبارها من أهم العوامل لتحقيق تقدم مستدام في التصنيفات العالمية والحفاظ على مكانة الجامعة، رغم التحديات التي تواجه جودة التعليم الجامعي.
وأوضح الراعي أن من أبرز هذه التحديات هو النقص في عدد الكوادر الأكاديمية المؤهلة مقارنةً بعدد الطلاب الكبير، حيث يدرس في جامعة دمشق أكثر من 170 ألف طالب، بينما يضم الكادر الأكاديمي أقل من 1470 أستاذاً يحملون درجة الدكتوراه. هذا التفاوت بين عدد الطلاب وأعضاء هيئة التدريس كان له تأثير ملحوظ على جودة التعليم، رغم الجهود المبذولة لتحسينه.
لكن على الرغم من هذه التحديات، أكد الراعي أن التركيز على البحث العلمي والتعاون الدولي ساهم بشكل كبير في تحسين سمعة الجامعة عالمياً. حيث أشار إلى أن حوالي 45 طالباً وأقل من 37 عضواً من أعضاء الهيئة التعليمية يشاركون في أبحاث علمية عالمية، وهو ما أثبت فعاليته في دفع الجامعة إلى الأمام في التصنيفات.
وأشار الراعي إلى أن جامعة دمشق أطلقت عدة مبادرات لدعم البحث العلمي، مثل تنظيم مسابقات لتعيين أعضاء جدد في الهيئة التدريسية والفنية، وهو ما يساهم في رفع مستوى التعليم وزيادة عدد الكوادر الأكاديمية المؤهلة. كما أشار إلى أن الجامعة تبذل جهوداً لتطوير نماذج امتحانات حديثة، مثل امتحان “الكتاب المفتوح” المدعوم تقنياً، الذي يسمح للطلاب باستخدام الإنترنت والكتب الإلكترونية للإجابة عن الأسئلة، مما يعزز مهارات التفكير النقدي والمنطقي لدى الطلاب ويقلل الاعتماد على الحفظ.
كما تحدث الراعي عن التحول التدريجي من الكتاب الورقي إلى الكتاب الإلكتروني، مع استعداد الجامعة لاعتماد الكتب التفاعلية في المستقبل، ما من شأنه تحسين العملية التعليمية وتوسيع آفاقها. ورغم أن هذه التغييرات تتم بوتيرة أبطأ بسبب نقص الكوادر، إلا أن الجامعة تسعى جاهدة لتحديث المناهج، خصوصاً أن بعضها لم يتغير منذ أكثر من 50 عاماً. ولفت إلى أن المعاهد العليا وبعض الكليات قد تم توجيهها لتطوير المناهج، مع التركيز على مجالات مثل الذكاء الاصطناعي ولغات البرمجة، إضافة إلى التعاون مع أساتذة من دول مختلفة مثل إيطاليا وإسبانيا وفرنسا والأردن وإيران لتدريس بعض المقررات عن بُعد.
وفي الختام، أكد الراعي أن هذه الإصلاحات والمبادرات ستسهم في تحسين مستوى التعليم في جامعة دمشق وتعزيز مكانتها في التصنيفات العالمية، مما يعكس التزام الجامعة بتقديم تعليم أكاديمي وبحثي عالي الجودة على المستوى الدولي.
هاشتاغ