الاخبار

خرائط تظهر حجم الاستيلاء الروسي على الأراضي الأوكرانية.. “تقدم سريع” (شاهد)

حققت روسيا في الآونة الأخيرة إنجازات كبيرة في حربها على أوكرانيا، مما أدى إلى تغييرات جوهرية في سير المعارك وتأثيرات استراتيجية على كلا الطرفين.

وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” وترجمته “عربي21″، فإن القوات الروسية واصلت على مدار العام الماضي شن هجمات على المواقع الأوكرانية، لكنها لم تحقق سوى مكاسب محدودة. ومع ذلك، بدأت هذه الجهود تؤتي ثمارها في أكتوبر، حيث شهدت روسيا أكبر تقدم لها على الأرض منذ صيف 2022، إذ انهارت خطوط الدفاع الأوكرانية تحت ضغط الهجمات المستمرة.

وفي الشهر الماضي، استولت القوات الروسية على أكثر من 160 ميلًا مربعًا من الأراضي في منطقة دونباس شرق أوكرانيا، وهي الساحة الرئيسية للصراع حاليًا. تمكنت روسيا من السيطرة على عدد من البلدات الاستراتيجية التي كانت تشكل أساس الدفاعات الأوكرانية، بدءًا من فوهليدار في بداية أكتوبر، وصولاً إلى سيليدوف في الأسبوع الماضي.

ويعتقد بعض المحللين أن هذه الإنجازات ستسهل على الجيش الروسي تحصين قواته قبل شن هجوم على مدينة بوكروفسك، التي تعد مركزًا لوجستيًا مهمًا للقوات الأوكرانية في دونباس.

التقدم الروسي السريع

باسي باروينين، الخبير العسكري في مجموعة “بلاك بيرد” الفنلندية، أشار إلى أن نصف المكاسب التي حققتها روسيا في شرق أوكرانيا خلال عام كامل تمت خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة. وقال: “الوضع في جنوب شرق دونباس يتدهور بسرعة”.

خلال يوليو الماضي، أحرزت روسيا عدة تقدمات صغيرة في جنوب شرق دونباس، ووضعت نصب أعينها مدينة بوكروفسك، التي تعد محورًا رئيسيًا لشبكة السكك الحديدية والطرق في المنطقة، وتستخدمها أوكرانيا لتموين قواتها.

في أغسطس، انهارت بعض خطوط الدفاع الأوكرانية، وتقدمت القوات الروسية نحو بوكروفسك بمسافة 10 أميال، وتمكنت من إحكام قبضتها على سيليدوف من الشمال والشرق.

ورغم التقدم، تباطأت القوات الروسية بعد أن واجهت عدة خطوط دفاع أوكرانية، وأرسلت كييف تعزيزات إلى المنطقة. وبدلاً من مهاجمة بوكروفسك بشكل مباشر، اختارت روسيا تطويقها من الجنوب، فيما سيطرت على فوهليدار، وهي بلدة محصنة على تلة استراتيجية.

كما تقدمت روسيا نحو كوراخوف من ثلاثة محاور بهدف إخراج القوات الأوكرانية من المدينة. وشبه باروينين الهجمات الروسية المتكررة على القوات الأوكرانية بلعبة “اضرب الخلد”، حيث تستمر روسيا في اكتشاف نقاط ضعف جديدة بشكل أسرع من قدرة أوكرانيا على التصدي لها، مما يتيح لها التقدم السريع كلما ظهرت فرصة.

عوامل تعزز التقدم الروسي

فينسنت توريه، المحلل في المؤسسة الفرنسية للأبحاث الاستراتيجية، أشار إلى أن عدة عوامل ساهمت في تعزيز تقدم روسيا، مثل الاستخدام المتزايد للقنابل الموجهة القوية التي تدمر المواقع المحصنة، ونقص التحصينات الأوكرانية في مناطق القتال. وأضاف توريه: “الدفاعات الأوكرانية تزداد ضعفاً، والتضاريس تخدم الهجمات الروسية، إلى جانب الزخم الذي تولده هذه الأسلحة الموجهة”.

في الأشهر الأخيرة، تمكنت القوات الروسية من كسر الحواجز الطبيعية التي كانت تعيقها في مناطق مثل تشاسيف يار. ووفقًا لوزارة الدفاع البريطانية، عبرت القوات الروسية القنوات المائية التي كانت تحمي المدينة واقتربت من حدودها.

في الوقت نفسه، لجأت روسيا إلى أسلوب التهديد بالتطويق لإجبار القوات الأوكرانية على الانسحاب، كما حدث في سيليدوف. ويقول سيرهي كوزان، رئيس مركز الأمن والتعاون الأوكراني، إن السيطرة على سيليدوف ستسمح لروسيا بتعزيز مدفعيتها وتأمين طرق إمدادها في المنطقة.

نقص التحصينات والتدريب

من أبرز نقاط الضعف التي كشفتها الهجمات الروسية السريعة هو نقص التحصينات الأوكرانية. بعد الاستيلاء على فوهليدار، وجدت القوات الروسية نفسها في مواجهة أراضٍ مفتوحة مع دفاعات أوكرانية متناثرة، مما جعلها تتقدم بسرعة كبيرة مقارنة بالهجمات السابقة. وقال باروينين: “لقد تجاوز الروس الآن خطوط الألغام التي كانت تعرقلهم في الهجمات السابقة”.

كما تسببت إعادة نشر بعض الوحدات الأوكرانية من دونباس إلى مناطق أخرى في إضعاف الجبهات. الكثير من الوحدات التي تدافع عن الخطوط الأمامية الآن مكونة من قوات الدفاع الإقليمي، وهي قوة تتألف في معظمها من مدنيين انضموا حديثًا للقتال ويفتقرون إلى التدريب اللازم.

ويشير باروينين إلى أن التقدم الروسي الأخير يؤكد ما نعرفه عن الوضع الأوكراني: “الاحتياطيات ضعيفة، والوحدات الأكثر كفاءة عالقة في جبهات أخرى، بينما تواصل روسيا استغلال أي ثغرة في خطوط الدفاع الأوكرانية”.

عربي 21

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى