الاخبار

في مشهد إقليمي مشتعل.. ما رسائل روسيا من التصعيد ضد شمال غربي سوريا؟

شهدت مناطق شمال غرب سوريا خلال الأسبوع الحالي تصعيداً روسياً غير مسبوق منذ أكثر من ثلاثة أشهر، حيث نفذت الطائرات الحربية الروسية عشرات الغارات العنيفة.

هذا التصعيد يأتي في سياق توترات إقليمية متصاعدة، ويشير إلى تورط الأراضي السورية بشكل متسارع في الصراعات الإقليمية، سواء من خلال التوغلات الإسرائيلية في الجنوب أو الحديث عن معركة وشيكة بين المعارضة والجيش السوري في الشمال.

منذ الاثنين وحتى الأربعاء، شنت روسيا أكثر من 50 غارة جوية على مناطق في ريفي حلب وإدلب، وهما من معاقل المعارضة المسلحة.

هذا التصعيد المفاجئ في إدلب، التي كانت قد شهدت هدوءاً نسبياً لفترة، يثير تساؤلات حول الرسائل التي تسعى روسيا إلى توصيلها عبر هذه التحركات العسكرية المكثفة، وسط وضع إقليمي محتدم.

الرسالة الروسية بالقوة العسكرية

نوار شعبان، الباحث في مركز حرمون للدراسات المعاصرة، يوضح أن التصعيد الروسي هو جزء من توترات إقليمية أكبر، مشيراً إلى أن روسيا تريد من خلال هذا التصعيد تأكيد حضورها كقوة عسكرية محورية في المنطقة، رغم التغييرات الجيوسياسية.

ويؤكد أن الرسالة الروسية تتمثل في أنها لا تزال شريكاً عسكرياً أساسياً وأن الاتفاقيات التي أبرمتها مع مختلف الأطراف لا تزال قائمة.

ويرى شعبان أن هذه الرسالة تأتي ضمن سياق إقليمي يشهد حديثاً عن تحركات إسرائيلية وعمليات عسكرية مرتقبة للمعارضة السورية، وهو ما جعل روسيا تتحرك لإظهار قوتها.

الضغط على تركيا

من جهته، يرى الباحث في العلاقات الدولية محمود علوش أن هذا التصعيد الروسي يهدف إلى ممارسة ضغوط على تركيا، إلى جانب السعي لتغيير الأوضاع الميدانية في شمال سوريا.

روسيا تستخدم التصعيد أداة للضغط على أنقرة في الملف السوري وربما في ملفات إقليمية أخرى، مع الحرص على إظهار سيطرتها على المشهد في الشمال السوري.

في السياق ذاته، تحدثت مصادر محلية عن تحركات عسكرية مرتقبة للمعارضة ضد الجيش السوري، بالتزامن مع تصاعد التوترات في المنطقة، وتحديداً في ظل الحرب الإسرائيلية على لبنان وانشغال الأطراف الإقليمية بهذا الصراع. ف

ي المقابل، أظهرت تقارير إعلامية سورية أن الجيش السوري يقوم بحشد قواته على الجبهات.

توتر العلاقات التركية-الروسية

علوش يلفت إلى أن أي محاولة لتغيير الوضع الميداني في شمال غرب سوريا ستزيد من التوتر بين روسيا وتركيا، في وقت تمر فيه علاقاتهما بمرحلة حساسة.

هناك حاجة متبادلة بين موسكو وأنقرة لإدارة الوضع في سوريا بتفاهم وتجنب أي تصعيد قد يؤثر سلباً على العلاقات بينهما.

في الوقت نفسه، يشير علوش إلى أن الحفاظ على الاستقرار في منطقة خفض التصعيد الرابعة يشكل مصلحة مشتركة لجميع الأطراف، بما في ذلك روسيا، إلا أن مستقبل هذا الاستقرار يعتمد على كيفية تعامل موسكو مع التصعيد.

وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى