أهمية التحكم في نسبة السكر في الدم للحفاظ على الصحة
أكثر من ثلث البالغين في الولايات المتحدة يعانون من مرحلة ما قبل السكري، وهي حالة تتميز بارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل غير طبيعي، ما قد يؤدي إلى الإصابة بالسكري من النوع 2.
وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، يعاني أيضاً أكثر من 10% من البالغين في البلاد من مرض السكري، الذي يُعرف بارتفاع مستويات السكر في الدم ويمكن أن يسبب مضاعفات صحية خطيرة مثل مشاكل العين وأمراض القلب والسكتات الدماغية وتلف الأعصاب.
يمكن تجنب العديد من هذه المضاعفات من خلال الحفاظ على مستويات السكر في الدم تحت السيطرة.
إذ تؤثر عوامل مثل نوع الطعام الذي تتناوله، وتوقيت الوجبات، والتمارين الرياضية، ومستويات التوتر على توازن نسبة السكر في الدم.
تقول الدكتورة إليزابيث هالبرين، رئيسة قسم السكري لدى البالغين في مركز جوسلين للسكري في بوسطن: “لا يجب الانتظار حتى تصل إلى مرحلة ما قبل السكري أو السكري لتبدأ بالاهتمام.
من الأفضل العمل على الوقاية قبل أن تحدث المشكلة”.
ما هو غلوكوز الدم؟
عند تناول الكربوهيدرات، يحولها الجسم إلى غلوكوز، الذي يمتصه الدم ويصبح المصدر الأساسي للطاقة.
يفرز البنكرياس هرمون الأنسولين للمساعدة في نقل الغلوكوز إلى الخلايا لاستخدامه كوقود.
ومع ذلك، بقاء الغلوكوز الزائد في الدم يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية.
الدكتورة سوزان سبرات، أستاذة في جامعة ديوك، توضح أن ارتفاع مستويات السكر في الدم يلتصق بالبروتينات في الجسم، مما يؤثر على الأوعية الدموية ويزيد من خطر الإصابة بمضاعفات مثل مقاومة الأنسولين، والتي تجعل الجسم أقل استجابة للأنسولين، مما يؤدي في النهاية إلى مرض السكري.
كيف تُقاس مستويات السكر في الدم؟
يقيس الأطباء نسبة السكر في الدم عبر اختبارين أساسيين : اختبار الهيموغلوبين A1C الذي يقيس متوسط نسبة السكر في الدم على مدى ثلاثة أشهر، واختبار غلوكوز الدم الذي يقيس نسبة السكر في وقت معين.
من المهم الحفاظ على مستويات A1C أقل من 7% لمرضى السكري لتقليل خطر المضاعفات، في حين أن أجهزة مراقبة الغلوكوز المستمرة أصبحت وسيلة فعالة لمتابعة مستويات السكر في الدم بشكل فوري.
متى يجب إجراء الفحص؟
الجمعية الأمريكية للسكري توصي بإجراء فحص سكر الدم لأي شخص يعاني من زيادة الوزن أو السمنة ويواجه عوامل خطر إضافية مثل وجود تاريخ عائلي للإصابة بالسكري أو الإصابة بأمراض القلب.
ويُنصح بإجراء الفحص كل عام إذا كان الشخص مصاباً بالسكري، وكل ثلاث سنوات إذا كانت النتائج طبيعية.
تأثير الطعام على مستويات السكر في الدم
الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والنشويات ترفع مستويات السكر في الدم بشكل كبير، لذا يُنصح بموازنة الوجبات بتناول البروتين والدهون لتجنب هذه الارتفاعات المفاجئة.
تقول الدكتورة هالبرين إن تناول الطعام بشكل متوازن يمكن أن يساعد في الحفاظ على استقرار مستويات السكر. كما يُنصح بتجنب المشروبات السكرية وتناول الحبوب الكاملة مثل الأرز البني بدلاً من الأبيض، إضافة إلى التركيز على تناول الخضروات الغنية بالألياف.
تأثير التمارين الرياضية والنوم على السكر
التمارين الرياضية تُخفض مستويات السكر في الدم عن طريق حرق الغلوكوز لبناء الطاقة، كما أن تخفيف الدهون في الجسم يساعد في تحسين استجابة الجسم للأنسولين.
ويعتبر التوتر وقلة النوم من العوامل التي تزيد من مستوى الكورتيزول في الجسم، ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم.
ما هي العلاجات المتاحة لخفض السكر؟
عندما لا تكون التغييرات في النظام الغذائي والتمارين كافية، قد يوصي الأطباء باستخدام أدوية مثل الميتفورمين أو أدوية أخرى مثل أوزيمبيك وغارديانس التي تساعد في خفض السكر وإنقاص الوزن.
في النهاية، التحكم في مستويات السكر في الدم يُعد عاملاً حاسماً للحفاظ على صحة جيدة ومنع مضاعفات السكري.
RT