رفض متجدّد للانتخابات المحليّة: لا غطاء سياسياً أميركياً لـ«قسد»
وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com
للمرة الثانية، فشلت “الإدارة الذاتية” الكردية، التي تتزعمها قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في الحصول على دعم أو تأييد معنوي من حليفتها الولايات المتحدة لإجراء الانتخابات المحلية التي كانت مقررة في أغسطس الماضي.
بعد الرفض الأمريكي السابق، والذي أدى إلى تأجيل الانتخابات إلى موعد غير محدد، أعادت واشنطن موقفها الرافض على لسان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، الذي أكد أن الولايات المتحدة “لا تدعم” إعلان “الإدارة الذاتية” حول الدعوة للانتخابات.
وأوضح أن السبب يعود إلى عدم توفر الشروط اللازمة لضمان انتخابات حرة ونزيهة وشفافة وشاملة، بما في ذلك في المناطق الشمالية والشرقية من سوريا. كما شدد على ضرورة توافق أي انتخابات مع قرار مجلس الأمن 2254.
هذا الرفض الأمريكي يضع “الإدارة الذاتية” أمام خيارين: إما تأجيل الانتخابات مرة أخرى أو إجراؤها على مستوى منطقة واحدة فقط. في الخامس من الشهر الجاري، أعلنت “المفوضية العليا لانتخابات الإدارة الذاتية” تفويض لجان الانتخابات في المقاطعات بالتحضير لإجراء الانتخابات على مستوى كل مقاطعة على حدة، دون تحديد موعد.
اعتُبر هذا الإعلان محاولة لاختبار ردود الفعل من الولايات المتحدة وتركيا وحتى الحكومة السورية.
الإصرار على إجراء الانتخابات يعكس أهداف “الإدارة الذاتية” في إثبات قدرتها الإدارية والسعي لتحقيق “شرعيتها” في المنطقة عبر انتخاب مجالس تمثل السكان.
كما تسعى للحصول على دعم أمريكي سياسي يعزز موقفها ويمنحها شرعية دولية، على غرار تجربة إقليم كردستان العراق، حيث تأمل أن تتمكن مستقبلاً من استضافة ممثليات دولية وقنصليات كما هو الحال هناك، ما يقوي موقفها التفاوضي مع دمشق في أي محادثات نهائية لحل الأزمة السورية.
مع ذلك، يظهر خلاف داخلي داخل “الإدارة الذاتية” بين تيارين: أحدهما يدعو لإجراء الانتخابات حتى لو كان ذلك على مستوى منطقة أو اثنتين، والآخر يفضل التريث وانتظار الظروف المناسبة، تجنبًا لأي صدام مع واشنطن لضمان استمرار الدعم العسكري الأمريكي. حتى الآن، يبدو أن التيار الثاني هو المسيطر، ما يرجح تأجيل الانتخابات أو ترك موعدها مفتوحًا.
وعلى الرغم من أن القيادات الكردية كانت دائمًا تتلقى نصائح أمريكية بضرورة تطبيق الديمقراطية في شمال شرق سوريا، إلا أن الرفض الأمريكي كان غير متوقع بالنسبة لهم.
ويرى البعض أن هذا الموقف مرتبط بالحسابات الأمريكية تجاه تركيا، وتجنب أي تصعيد جديد في ظل التوترات في غزة ولبنان واحتمالية نشوب نزاع إقليمي.
وبحسب مصادر كردية، كان الاتجاه نحو إجراء الانتخابات في مقاطعتي الرقة والطبقة، لكونهما بعيدتين نسبيًا عن الحدود التركية، لكن من المرجح أن يتم تأجيل الانتخابات انتظارًا لتحسن الظروف الدولية أو حتى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة لمعرفة توجهات الإدارة الجديدة.
الأخبار اللبنانية