اخبار سريعة

شباب سوريون في العراق بلا إقامات يواجهون غياب العدالة

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

يعاني السوريون الذين يدخلون إلى العراق بطرق غير شرعية من أوضاع قاسية تُحول حياتهم إلى جحيم، إذ يحرمون من أبسط حقوقهم الإنسانية بسبب عدم امتلاكهم لأوراق ثبوتية قانونية.

تعد تكاليف الحصول على تأشيرة دخول إلى العراق منخفضة نسبيًا، حيث يبلغ سعر تأشيرة الدخول لمدة تتراوح من يوم إلى شهرين حوالي 50 دولارًا، وتزيد التكلفة إلى 100 دولار للحصول على تأشيرة لمدة 6 أشهر، و150 دولارًا للحصول على تأشيرة لمدة عام كامل.

هذه التكاليف جعلت من العراق وجهة مرغوبة للسوريين الذين يبحثون عن فرصة للهرب من أوضاعهم الصعبة.

من أربيل إلى بغداد

يروي “هاني” لموقع “سناك سوري” قصته حيث دخل إلى أربيل بطريقة قانونية، ولكن عدم تمكنه من العثور على فرصة عمل دفعه للتوجه إلى بغداد بطرق غير شرعية.

وأوضح هاني أنه تعرض لحادث حرق أثناء عمله في أحد المطاعم، ولم يتمكن من الحصول على العلاج في المشفى بسبب افتقاره للإقامة القانونية، مما اضطره للجوء إلى استخدام طرق علاج بدائية مثل وضع الطحين على الحرق وشراء مضاد حروق من الصيدلية.
سلام وعملها في أربيل

أما “سلام”، وهي شابة تبلغ من العمر 26 عامًا، فقد سافرت من حماة إلى أربيل قبل ثلاثة أشهر للانضمام إلى زوجها والبحث عن فرصة عمل.

وعلى الرغم من أنها حاصلة على شهادة في الصيدلة، إلا أنها لم تتمكن من الحصول على إقامة قانونية، ما أجبرها على العمل في شركة طيران حيث تعرضت للاحتيال من أصحاب العمل، فلم تحصل على راتبها المتفق عليه والبالغ 400 دولار شهريًا، بل تم دفع 300 دولار فقط، ولم تستطع تقديم شكوى بسبب عدم امتلاكها لإقامة.

أعربت سلام عن قلقها بشأن الولادة في المستقبل، حيث تتغاضى العيادات الخاصة عن الحاجة إلى إثبات الهوية، لكن المشافي تتطلب أوراقًا ثبوتية، مما أجبرها على تأجيل فكرة الإنجاب.

وأضافت أنها تعرضت لتسمم غذائي مؤخراً ولجأت إلى عيادة شعبية لتلقي العلاج، لأنها لم تكن بحاجة إلى أوراق ثبوتية للدخول.

صعوبات الإقامة وشروطها

تفرض السلطات العراقية شروطًا صارمة على الإقامة، حيث يجب على الوافد أن يمتلك جواز سفر أو وثيقة سارية المفعول لمدة لا تقل عن 6 أشهر.

وتشمل هذه الشروط جميع من لا يحمل الجنسية العراقية، مما يزيد من تعقيدات الحصول على إقامة للسوريين.
الظروف الاقتصادية وقرار وقف منح الفيزا

في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها العراق، وانتشار البطالة، قررت السلطات وقف منح الفيزا للسوريين وعدم تجديد إقاماتهم لحماية سوق العمل المحلية.

هذا القرار أجبر العديد من الشباب السوري على دخول البلاد بطرق غير شرعية وبدون أوراق رسمية، مما عرضهم لحملات أمنية واسعة خاصة في بغداد، حيث تم توقيف وترحيل العديد منهم.

صرح العقيد “محمد عبد الأمير العبادي”، مدير العلاقات والإعلام في مديرية شؤون الإقامة بوزارة الداخلية العراقية، أن مديرية شؤون الإقامة تطبق قانون الإقامة رقم 76 لسنة 2017 الذي ينظم دخول وإقامة الوافدين إلى البلاد.

وأوضح أن الشروط تشمل ضرورة امتلاك جواز سفر أو وثيقة نافذة لمدة لا تقل عن 6 أشهر.

مطالب بمعاملة مماثلة

يطالب السوريون بأن تعاملهم السلطات العراقية بالمثل، مستشهدين بالمعاملة الاستثنائية التي حصل عليها العراقيون في سوريا خلال فترة الاحتلال الأمريكي.

يطالب الشباب السوري المقيمون بشكل غير شرعي في العراق بالحصول على استثناءات تمكنهم من حق الإقامة والعمل بشروط ميسرة، مشيرين إلى المعاملة الخاصة التي حظي بها العراقيون في سوريا والتي شملت تسهيلات في العمل والتنقل والعلاج.

الظروف القاسية وعدم الرغبة في العودة

على الرغم من الأوضاع الصعبة التي يواجهها الشباب السوري في العراق، فإنهم يفضلون البقاء وعدم العودة إلى بلادهم، حيث يقبلون بالعمل في وظائف خارج اختصاصاتهم برواتب منخفضة ويتعرضون للاحتيال، ويعيشون بدون حماية قانونية بسبب غياب الأوراق الثبوتية.

تثير هذه الأوضاع تساؤلات حول الأسباب التي تدفع الشباب السوري للبقاء في العراق رغم كل هذه المخاطر. ما هي برأيكم الدوافع التي تجعلهم يفضلون البقاء على العودة إلى بلادهم؟

سناك سوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى