اخبار سريعة

زلزال سياسي في فرنسا بعد اقتراب اليمين المتطرف من الحكم

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الناخبين الفرنسيين إلى تشكيل تحالف واسع لمواجهة التطرف السياسي.

جاء ذلك بعد تصدر حزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية، مما يضعه في موقع قريب من تشكيل الحكومة لأول مرة في تاريخ البلاد.

وأثارت هذه النتائج موجة من الاحتجاجات الشعبية ضد صعود اليمين المتطرف.

وقال ماكرون في بيان وزع على وسائل الإعلام مساء الأحد: “في مواجهة التجمع الوطني، حان الوقت الآن لتشكيل تحالف ديمقراطي وجمهوري واسع في الجولة الثانية”.

وأشاد بنسبة المشاركة العالية في الجولة الأولى، مشيرًا إلى أنها تعكس أهمية الانتخابات ورغبة المواطنين في توضيح المشهد السياسي.

وكان ماكرون قد التقى رؤساء أحزاب يمين الوسط التي يتعاون معها منذ عام 2017، مؤكدًا ضرورة توحيد الجهود لمنع اليمين المتطرف من تحقيق نصر كبير في الانتخابات.

وبحسب النتائج الأولية، حصل حزب “التجمع الوطني” على 33% من الأصوات، متصدرًا بذلك النتائج، بينما حصلت “الجبهة الشعبية الجديدة” اليسارية على 28%.

أما معسكر الرئيس ماكرون، فقد حصل على 22% فقط.

وفي تصريحاته، حث رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال الناخبين على عدم منح أصواتهم لليمين المتطرف في الجولة الثانية المقررة يوم الأحد المقبل.

وقال أتال: “اليمين المتطرف على أبواب السلطة وقد يحقق غالبية مطلقة. هدفنا هو منع حزب التجمع الوطني من الفوز في الجولة الثانية، ويجب ألا يذهب أي صوت لهذا الحزب”.

من جانبها، أعلنت مارين لوبان، زعيمة اليمين المتطرف، أن معسكر ماكرون قد تم “محوه فعليًا”، وأكدت إعادة انتخابها من الدورة الأولى في دائرتها في منطقة با دو كاليه بشمال البلاد.

وعلى الجانب الآخر، رفض حزب “الجمهوريون” المحافظ، الذي حصل على نحو 10% من الأصوات في الجولة الأولى، دعوة ناخبيه إلى التصويت ضد حزب التجمع الوطني في الجولة الثانية.

وأكدت قيادة الحزب في بيان أن الناخبين أحرار في اختيارهم ولن يتم إصدار توجيهات وطنية في هذا الشأن.

وفي معسكر اليسار، أعلن حزب “فرنسا الأبية” بزعامة جان لوك ميلانشون، انسحاب مرشحيه الذين احتلوا المركز الثالث، مشيرًا إلى أن نتائج الانتخابات تشكل “هزيمة ثقيلة للرئيس ماكرون”.

وعبّر ميلانشون عن اعتزامه منع التجمع الوطني من الفوز، قائلاً إن الجولة الثانية ستحدد ما إذا كانت فرنسا ستتجه نحو الانقسام أو ستكرس التعاون والمصلحة العامة.

وفي ردود الفعل الشعبية، شهدت فرنسا موجة من المظاهرات ضد صعود اليمين المتطرف. وخرج آلاف الأشخاص إلى الشوارع في باريس ومدن أخرى مثل نانت وديجون وليل ومرسيليا.

وفي ليون، وقعت اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة، حيث أقيمت حواجز وتعرضت قوات الشرطة للهجوم بزجاجات وألعاب نارية.

وتشير النتائج إلى أن حزب “التجمع الوطني” يأمل في الحصول على غالبية نسبية أو مطلقة في الجولة الثانية التي ستحدد عدد المقاعد في الجمعية الوطنية.

وإذا ما أصبح رئيسه، جوردان بارديلا، رئيسًا للوزراء، ستكون هذه المرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية التي تحكم فيها حكومة منبثقة من اليمين المتطرف فرنسا.

وقد أعلن بارديلا بعد صدور النتائج الأولية أنه يريد أن يكون “رئيسًا للوزراء لجميع الفرنسيين”، مشددًا على أن “الشعب الفرنسي أصدر حكمًا واضحًا”.

وتطرح نتائج الانتخابات احتمالين: إما تعايش غير مسبوق بين ماكرون، الرئيس المؤيد للاتحاد الأوروبي، وحكومة ذات توجهات معادية للاتحاد الأوروبي، مما قد يضعف سلطة الرئيس؛ أو جمعية وطنية متعثرة بسبب الاستقطاب الكبير، مما يهدد بإدخال فرنسا في حالة من عدم الاستقرار السياسي.

الجزيرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى