الاخبار

«المصالحة» السياسية انعكست على سوق الدراما: mbc تعود إلى الشام… يصطفل قانون قيصر!

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

قبل اندلاع الحرب في سوريا، كانت دمشق تُعتبر وجهة مفضلة للإعلاميين والفنانين من مختلف الدول العربية والخليجية، حيث كانوا يتجولون في مقاهيها التقليدية وأحيائها التاريخية.

لكن اندلاع الحرب قلب الأمور رأساً على عقب، مما أدى إلى تدهور العلاقات بشكل كبير وقطع الصلات الثقافية والفنية.

هذا الانقسام أثر سلباً على الساحة الفنية، خاصة الدراما السورية، حيث انقسم الفنانون السوريون بين مؤيدين ومعارضين للنظام، وانتقل معظمهم إلى الخارج.

في هذه الأثناء، قدمت قناة MBC دعمها للفنانين المعارضين من خلال برامج المواهب مثل “ذا فويس” و”أراب آيدول”، مما جعل العديد من المشاريع الفنية تبدو وكأنها فقاعة مؤقتة.

مع بداية انحسار النزاع المسلح خلال السنوات الخمس الأخيرة، بدأت بوادر تحسن في العلاقات السياسية بين دمشق والرياض تظهر تدريجياً، كان آخرها في مايو الماضي عندما عينت السعودية فيصل المجفل سفيراً لها في سوريا.

هذا التحسن في العلاقات أثار تساؤلات حول تأثيره المحتمل على التعاون الفني والاقتصادي بين البلدين.

ويبدو أن هذه المصالحة بدأت تؤتي ثمارها في مجال الفن أولاً، مع سعي الدراما السورية لاستعادة مكانتها، وقد تكون السعودية هي الجهة التي ستساهم في إحيائها.

في هذا السياق، تُثار أحاديث عن عودة السعوديين إلى الساحة السورية من خلال الدراما المعربة المستوحاة من المسلسلات التركية، وهو نهج تبنته MBC منذ عام 2019 مع إطلاق “عروس بيروت”، النسخة العربية من “عروس إسطنبول”.

هذا النهج حقق نجاحاً كبيراً، حيث تم تصوير العديد من المشاريع في إسطنبول بمشاركة نجوم من سوريا ولبنان، وتحت إشراف فرق تركية وسورية.

مؤخراً، تشير المعلومات إلى أن فريقاً من القائمين على إنتاج الدراما المعربة زار دمشق وعرض على صناع الدراما هناك تسهيل عملية التصوير في سوريا بدلاً من تركيا.

وقد عُرضت فكرة تصوير مسلسل “إيزيل” الذي سيقوم ببطولته باسل خياط مع مجموعة من النجوم في سوريا، ليكون أول مشروع درامي يتم تصويره في دمشق.

تُجرى حالياً تحضيرات لهذا العمل بسرية تامة، نظراً لأهميته في إعادة إحياء الدراما المعربة، خاصة بعد فشل بعض النسخ السابقة مثل مسلسل “لعبة حب” و”الثمن”.

تواجه MBC مشكلات عديدة في تركيا، أبرزها صعوبة حصول الممثلين اللبنانيين والسوريين على تصاريح العمل، بالإضافة إلى الضرائب الجديدة التي فرضتها تركيا وارتفاع تكلفة الإنتاج.

هذه التحديات دفعت صناع الدراما المعربة إلى البحث عن أماكن بديلة للتصوير، حيث تم النظر في خيارات التصوير في اليونان وسوريا ولبنان.

تم استبعاد اليونان بسبب صعوبة الحصول على تأشيرات دخول، بينما لم يكن الوضع الأمني والسياسي في لبنان مشجعاً لذلك، يبدو أن سوريا هي الخيار الأمثل للتصوير.

مع تطور الأحداث، تتساءل المصادر عن كيفية تحقيق التعاون المالي بين سوريا والسعودية في ظل العقوبات المفروضة على سوريا بموجب “قانون قيصر”.

تؤكد المصادر أن الحلول السياسية قد تفتح باباً للتحايل على هذه العقوبات بطرق متعددة.

أما عن تأثير هذا التوجه على الفنانين اللبنانيين، فإن الأجور المنخفضة للفنانين اللبنانيين مقارنةً بنظرائهم السوريين قد تكون عائقاً أمام مشاركتهم في هذه المشاريع.

ويُطرح تساؤل حول مستقبل الدراما اللبنانية والمشتركة في ظل انتشار المسلسلات القصيرة وتغير ديناميكيات السوق الفني.

بشكل عام، يشهد المشهد الدرامي العربي تغيرات كبيرة، ويبقى السؤال: هل سيستمر هذا التعاون الجديد بين MBC وسوريا؟ وهل سيكون لبنان بديلاً إذا ما تعثرت هذه المحاولات؟ لبنان كان دائماً مركزاً مهماً للبرامج الناجحة التي قدمتها MBC، فهل سيتم إعادة النظر في دوره مستقبلاً؟

الأخبار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى