الاخبار

خيارات “إسرائيل” على الجبهة اللبنانية

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

أثار استخدام “الجيش” الإسرائيلي لسلاح المنجنيق القديم ضد الأراضي اللبنانية بهدف حرقها موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقد تساءل العديد عن كيف يمكن لدولة تُصنَّف كأقوى قوة عسكرية في الشرق الأوسط، والمرتبة الـ 18 عالمياً حسب العديد من المصادر، أن تلجأ لاستخدام سلاح يعود للقرون الوسطى؟ لكن هذه الحادثة الرمزية كشفت عن عمق المأزق الذي تواجهه “إسرائيل” على جبهة لبنان، والأزمة الاستراتيجية التي تعيشها منذ السابع من أكتوبر.

المواجهة مع المقاومة اللبنانية

منذ الثامن من أكتوبر، دخلت المقاومة اللبنانية خط المواجهة لدعم المقاومة الفلسطينية في غزة ومنذ ذلك الحين، شهدت جبهة لبنان توتراً مستمراً، يتصاعد أحياناً وينخفض أحياناً أخرى، ولكنها لم تعرف الهدوء أبداً طوال أيام الحرب على قطاع غزة.

وفي الأيام الأخيرة، تصاعدت وتيرة المواجهة، حيث يبدو أن الطرفين، المقاومة و”إسرائيل”، يسيران على حافة الهاوية.

منذ بداية المواجهة، كان موقف المقاومة اللبنانية واضحاً: لا تهدئة للجبهة في لبنان إلا بعد إنهاء الحرب على غزة ووقف إطلاق النار.

وأعلنت قيادة المقاومة مراراً، سواء في العلن أو للوسطاء، أنها لا تسعى إلى حرب شاملة أو مواجهة مفتوحة مع “إسرائيل”، لكنها جاهزة للدفاع وصدّ أي عدوان ضمن قواعد الاشتباك ومعادلة الردع كما أنها مستعدة لمواجهة جميع السيناريوهات، بما في ذلك الحرب الشاملة إذا فُرضت عليها.

ارتباك “إسرائيل” العسكري والسياسي

أما “إسرائيل”، فقد أظهرت ارتباكاً وتردداً على المستويين السياسي والعسكري. وكلما طالت مدة الحرب على غزة، تكشفت عيوب “إسرائيل” و”جيشها” وقيادتها، ليس فقط أمام العالم، بل أمام نفسها وجمهورها أيضاً.

وقد بدأت الأوساط الإسرائيلية تتساءل: هل يستطيع “الجيش” الإسرائيلي القتال في حرب مفتوحة على جبهتي لبنان وغزة في آن واحد، خاصة مع تعثره الواضح في جبهة غزة؟

تحديات المواجهة المحتملة

تتزايد المخاوف من توسع الصراع إلى حرب إقليمية شاملة، وتتساءل الأوساط الإسرائيلية عن استعدادها لمواجهة مثل هذه التحديات.

هل يدرك الجمهور الإسرائيلي، الذي يؤيد شن حرب واسعة على لبنان، حجم المخاطر المحتملة؟ أم أن دعاية اليمين الفاشي واعتبارات رئيس الوزراء نتنياهو الشخصية ستغرق “إسرائيل” في ورطة قد تخرج منها مكسورة ومهزومة؟

خيارات “إسرائيل” المعقدة

تواجه “إسرائيل” خيارات معقدة على الجبهة اللبنانية، كلها تتراوح بين السيئ والأسوأ. إذا وافقت على وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب على غزة بالتوازي مع إنهاء التصعيد على الجبهة اللبنانية، ستظل تحت تهديد المقاومة اللبنانية، مما يمنع عودة آلاف المستوطنين إلى مستوطناتهم.

أما إذا قررت توسيع المواجهة إلى حرب مفتوحة مع لبنان، فقد تتعرض لدمار كبير وربما تتحول الحرب إلى صراع إقليمي شامل.

استمرار الوضع الحالي سيؤدي إلى استنزاف الجبهة اللبنانية وتدهور الاقتصاد الإسرائيلي، مما يضعف ثقة المجتمع الإسرائيلي بـ”جيشه” وقيادته.

رحلة دريمر وهانيقفي إلى واشنطن

من المتوقع أن يسافر دور دريمر، وزير الشؤون الاستراتيجية، وتساحي هانيقفي، رئيس المجلس القومي الإسرائيلي، إلى واشنطن قريباً للبحث عن حلول للأزمة اللبنانية المتشابكة مع الأزمة الاستراتيجية التي تواجهها “إسرائيل” منذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى”.

والسؤال المطروح هو: هل ستتمكن الإدارة الأميركية من إقناع “إسرائيل” بتقبل هزيمة في غزة لتجنب خسارة أكبر في لبنان؟ أم أن “إسرائيل” ستواصل السير نحو مواجهة غير محسوبة قد تجرها وحلفاءها إلى ورطة عميقة؟

الميادين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى