الاخبار

الانتخابات الحزبية في سوريا: “البعث” أمام مرحلة مفصليّة وتحديات كبيرة

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

في منتصف القرن العشرين، وبعد استقلال العديد من الدول العربية عن الاستعمار، شهدت هذه البلدان تحولًا سياسيًا ملحوظًا ونشاطًا حزبيًا مكثفًا.

نشأت العديد من الأحزاب السياسية التي تنافست بشكل حاد لتحقيق أهدافها والوصول إلى السلطة، وقد تميزت تلك الفترة بالتوجهات القومية والاشتراكية، حيث كانت قضايا مثل الوحدة العربية والتعليم والتنمية ومكافحة الفقر محور الاهتمام.

في هذا السياق، تأسس “حزب البعث العربي الاشتراكي” في سوريا عام 1947، حيث بدأ باسم “حزب البعث العربي” قبل اندماجه مع “الحزب العربي الاشتراكي” في عام 1952 ليشكل كيانًا موحدًا تحت شعار “الوحدة والحرية والاشتراكية”.

تمكن حزب البعث خلال فترة قصيرة بفضل نشاط قياداته من تحقيق تأثير كبير في المجتمع السوري، وفي انتخابات 1954، حصل الحزب على 22 مقعدًا في البرلمان السوري، مما أكد على صعوده كقوة سياسية بارزة، وافتتح فروعًا في بلدان عربية أخرى مثل العراق والأردن ولبنان.

مر الحزب بفترات عصيبة، حيث بعد إعلان الوحدة بين مصر وسوريا في عام 1958، حُلّ الحزب واندمج في دولة الوحدة، لكنه عاد للنشاط بقوة بعد الانفصال في 1961 واستولى على السلطة في مارس 1963.

شهدت السنوات التالية صراعات داخلية وتصفية قيادات بارزة مثل ميشال عفلق ومنيف الرزاز، ما أدى إلى انقسامات داخل الحزب وظهور “بعث عراقي” و”بعث سوري”.

في 1967، شنت إسرائيل حربًا شاملة بدعم من الولايات المتحدة، واحتلت أراضي عربية جديدة، مما أدى إلى تفاقم الخلافات داخل حزب البعث السوري وانتهى الأمر في 1970 بتولي حافظ الأسد السلطة من خلال “الحركة التصحيحية”.

تميزت فترة حكم الأسد بجهود إعادة بناء الجيش وتعزيز دور حزب البعث في المجتمع، وأدت “حرب أكتوبر 1973” إلى استعادة ثقة الشعب السوري بقيادته.

في فترة الثمانينيات والتسعينيات، عززت سوريا مكانتها الإقليمية من خلال تحالفات مع قوى التحرر، وزاد هذا من العداء الغربي تجاهها.

بعد وفاة حافظ الأسد في عام 2000، بدأ بشار الأسد في تطوير مؤسسات الحزب لمواجهة تحديات العولمة لكن مع اندلاع “الربيع العربي”، واجهت سوريا هجومًا استهدف حزب البعث بشكل مباشر.

تم إلغاء المادة الثامنة من الدستور في 2012، والتي كانت تضمن قيادة حزب البعث للدولة، لتحل مكانها مادة جديدة تنظم العمل الحزبي بشكل ديمقراطي.

ومع ذلك، استمرت الحرب وأثر ذلك بشكل كبير على دور الحزب، لكن بعد الانتصارات العسكرية الأخيرة، أعاد الأسد ترتيب البيت الداخلي للحزب وتحديثه.

أعلن الأسد أن حزب البعث سيظل ملتزمًا بدعم القضية الفلسطينية والمقاومة وأجرى تغييرات تنظيمية في 2018، بما في ذلك تشكيل “اللجنة المركزية للحزب” وضم عناصر جديدة، في محاولة لتجديد الحزب والاستعداد لمرحلة جديدة.

وشدد الأسد على أهمية تطوير الحزب لمواجهة التحديات الحالية، مطالبًا بمواصلة الكفاح لإثبات قدرة البعث على الاستمرار والابتكار.

جاءت الانتخابات الأخيرة لتعزز من دور وجوه جديدة في الحزب مثل الدكتور إبراهيم الحديد والدكتور هيثم سطايحي والمهندس سمير بهجت خضر، الذين يعتبرون نماذج للإصلاح والنزاهة.

وقد أبرز الأسد خلال الاجتماعات الحزبية الأخيرة ضرورة تطوير الحزب والعمل بجدية لمواجهة الواقع المعقد الذي تعيشه البلاد والمنطقة، مؤكداً على ضرورة خوض معركة حقيقية على كافة الأصعدة لضمان استمرار حزب البعث وتطوره.

الميادين نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى