اخبار سريعة

سعر بلوزة البالة في سوريا أعلى من سعرها بدولة المنشأ

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

نسيت أن الملابس المستعملة (البالة) في سوريا أصبحت الآن للأثرياء، بينما أصبحت الأسواق الشعبية تعج بملابس رديئة الجودة.

بدأت أبحث لابنتي الصغيرة، التي لم تعد ملابسها تناسبها، عن ملابس منزلية وأخرى للخروج من محلات البالة، متشبثة بعقلية ما قبل عام 2011 التي لا تفارقني.

توجهت إلى الأحياء الشعبية معتقدة أن أسعار البالة هناك ستكون أقل، وأن البائعين سيكونون مستعدين للتفاوض.

في حين أن بائعي البالة في المناطق الراقية يتعاملون كأنهم يبيعون ملابس ماركات عالمية، حيث لا مجال للتفاوض على الأسعار، وينظرون بازدراء إذا ما طلبت التفاوض.

أشعر كأنهم يهمسون “يا لها من شخص عادي وبسيط”.

كموظفة ذات دخل لا يتجاوز 340 ألف ليرة، دخلت أحد محلات البالة في إحدى المناطق بجرأة، واخترت ثلاث تيشرتات قطنية وفستاناً لابنتي البالغة من العمر عشر سنوات.

لكن البائع رفض التفاوض على السعر، حيث كان سعر التيشرت الواحد 65 ألف ليرة والفستان 125 ألف ليرة.

اضطررت إلى شراء تيشرتين لأن الحاجة كانت ملحة، والشمس الحارقة أثرت عليّ.

لم أعد أستطيع الموازنة بين دخلي والأسعار المرتفعة.

كان البائع يمدح حظي لأن أحد التيشرتات لا يزال يحمل بطاقة السعر، مما يعني أنه لم يُستخدم من قبل.

لكنني لم أهتم بوجود البطاقة بقدر ما كنت أشعر بالأسى وأنا أدفع 130 ألف ليرة مقابل تيشرتين لطفلتي من البالة.

في المنزل، عندما أردت نزع البطاقة لغسل الملابس، اكتشفت أن السعر الحقيقي كان 1.49 دولار، ما يعادل 20 ألف ليرة بسعر الحوالات و22 ألف ليرة في السوق السوداء أدركت كم تعرضت للخداع.

كان شعور الخيبة يملأني.

أود حقاً أن أتخلص من عقلية ما قبل 2011، التي كانت تعتقد أن البالة للفقراء مثلنا، وأرغب في تبني عقلية أكثر معاصرة، تلك التي تفتخر بالصمود.

سناك سوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى