اقتصاد

غرفة تجارة دمشق : ما هو دورها الحالي وتأثيرها على المشهد الاقتصادي؟

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

ليس بشهادة التجار فحسب، بل بشهادة أحد أعضاء مجلس الإدارة : لم تشهد غرفة تجارة دمشق، التي لها تاريخ عريق، أداءً ضعيفاً وصل بها إلى شبه انعدام لتأثيرها في المشهد التجاري، كما هو الحال حالياً.
يُؤسف القول إن هذه الغرفة، التي تأسست في عام 1840 وتُعد أقدم غرفة تجارة في العالم العربي، فقدت بريقها التجاري.
تقلص دورها كمرجعية رئيسية لشيوخ الكار، خصوصاً في التعامل الجاد مع الأسواق المحلية والعالمية في ظل الظروف الراهنة.
كان من المفترض أن تحث التجار على الاكتفاء بهوامش ربح معقولة، وتدعم الجهات الحكومية في مكافحة الممارسات الاحتكارية، ومحاسبة التجار الذين يستغلون الوضع لتحقيق أرباح ضخمة على حساب المستهلكين، وهي ممارسات تتنافى مع تقاليد غرفة تجارة دمشق العريقة.
أشار العديد من التجار إلى ضرورة العودة إلى القيم الأصيلة لمصطلح “التجارة شطارة”، والذي يعكس الالتزام بالصدق والنزاهة والوفاء بالعهود مع العملاء المحليين والدوليين، بدلاً من الاستغلال والاحتكار ورفع الأسعار تحت شعار “الشطارة”.
أوضح بعض التجار أن هذا المصطلح انحرف عن جوهره الأصلي في الوضع الراهن، حيث أصبح يعني جمع المال بأي وسيلة ممكنة، دون مراعاة لأخلاقيات المهنة.
هذا التوجه الجديد أدى إلى تفضيل الاستيراد على التصدير، حيث تحول العديد من التجار إلى وكلاء يكتفون بمراسلة الشركات الأجنبية لاستلام الطلبيات وتوزيعها في الأسواق المحلية دون معاينتها، مما دفع البعض إلى تسميتهم بـ “تجار المراسلة”.
قصة رئيس وزراء ماليزيا السابق، مهاتير محمد، خلال أزمة المضاربة في تسعينيات القرن الماضي تقدم درساً مهماً.
عندما حاول رجل الأعمال الأمريكي جورج سيروس ضرب الاقتصاد الماليزي، لجأ مهاتير إلى منع المستثمرين من مغادرة البلاد لمدة عام حتى يستعيد الاقتصاد عافيته، وبعد ذلك، اختار المستثمرون البقاء ومتابعة الاستثمار في ماليزيا.
اليوم، تعيش سورية مرحلة حرجة تتطلب من القطاع التجاري تحمل مسؤولياته بدلاً من الهجرة بعد الاستفادة من الامتيازات.
ورغم ذلك، قام بعض رجال الأعمال الذين لمعوا في بلاد الاغتراب بمبادرات إنسانية وخدمية للمتضررين في سورية.
الأمل معقود على الأعضاء الجدد في اتحادات غرف التجارة للتعامل بجدية مع هذه المرحلة، وتلافي الأخطاء السابقة، وتوفير احتياجات الأسواق بأسعار منطقية، وتوفير فرص عمل للشباب، انطلاقاً من مبدأ “ما حك جلدك مثل ظفرك”.
البعث

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى