الاخبار

سوريا: واشنطن تنشّط الحوار الكردي سعياً إلى مصالحة مع أنقرة

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

بدأت الولايات المتحدة تحركات جديدة لإحياء الحوار الكردي – الكردي في سوريا، وذلك بعد توقف دام أكثر من أربع سنوات، وفقاً لتسريبات كردية تفيد بوجود ضغوط أمريكية – أوروبية في هذا الاتجاه.

ومع ذلك، لا يتوقع أن تسفر هذه التحركات عن نتائج ملموسة بسبب الخلافات العميقة بين أحزاب “المجلس الوطني الكردي” و”حركة المجتمع الديمقراطي” بقيادة “الاتحاد الديمقراطي” الكردي.

وأكد عضو “هيئة رئاسة المجلس الوطني” وسكرتير “حزب يكتي الكردستاني”، سليمان أوسو، أن الجانب الأمريكي يرى أن الحوار الكردي – الكردي استراتيجي ويجب العودة إليه، مشيراً إلى إمكانية عقد لقاء مع القائد العام لقسد، مظلوم عبدي.

من جهته، أعلن الأمين العام لـ”الحزب اليساري الكردي” في سوريا، محمد موسى، أن الولايات المتحدة تبذل جهوداً جديدة لاستئناف الحوار، كاشفاً عن تحديد موعد للقاء مع وفد “أحزاب الوحدة الوطنية” الذي يمثل المجلس في المفاوضات مع “حزب الاتحاد الديمقراطي”، لكن رحلة مفاجئة للمبعوث الأمريكي أجلت اللقاء.

لم تصدر أي تصريحات من جانب “حركة المجتمع الديمقراطي” التي تتألف من تحالف أحزاب “الإدارة الذاتية”.

يعد ملف المصالحة الكردية من أعقد الملفات في شمال شرق سوريا، التي تهيمن عليها الولايات المتحدة. بدأت الجهود في هذا الملف من قبل حكومة “كردستان العراق” التي رعت عدة اجتماعات بين الجانبين في مؤتمرات هولير 2012 و2013 ودهوك 2014، ولكن دون التوصل إلى اتفاق.

حاولت فرنسا أيضاً الدفع نحو الاتفاق بمبادرة في 2019 بدعم من بريطانيا، دون نتائج. وفي نيسان 2020، طرح مظلوم عبدي مبادرة جديدة بضمانة أمريكية وقسد، إلا أن الخلافات على قضايا مثل التجنيد الإجباري وارتباط “حزب الاتحاد” بـ”حزب العمال الكردستاني” وعودة قوات “بشمركة روج أفا”، أدت إلى تعثر الحوار مجدداً.

بعد أربعة أعوام من الجمود، تسعى الولايات المتحدة لاستغلال التغيرات السياسية والميدانية وضغوط تركيا لشن عملية عسكرية جديدة ضد “قسد”، لفتح باب التقارب بين “الإدارة الذاتية” والأتراك.

ترى واشنطن في هذا الحوار مصلحة تتجاوز الكردية المحلية، إذ يمكن أن يسهم في تحسين العلاقة بين “حزب الاتحاد” وتركيا وإشراك بقية الأحزاب الكردية في حكم المنطقة، مما قد يؤدي إلى فك ارتباط “قسد” بـ”حزب العمال الكردستاني”.

كما تأمل الولايات المتحدة أن يكون هذا النجاح مقدمة لتوحيد المعارضة السورية وإشراك تيارات كردية محسوبة على “الائتلاف” المعارض في حكم مناطق “الإدارة الذاتية”، مما قد يساهم في تمثيلها في أي اجتماع لحل الأزمة السورية.

ومع ذلك، تقلل مصادر كردية من أهمية المعلومات حول إمكانية عقد جولة جديدة من الحوار، مشيرة إلى عدم وجود رغبة حقيقية لدى الطرفين في تحسين الأجواء السياسية للحوار، خاصة مع استمرار “الإدارة الذاتية” في تطبيق العقد الاجتماعي الجديد والإعلان عن انتخابات محلية.

ترى المصادر أن الخلافات الأيديولوجية والسياسية العميقة تجعل فرص نجاح الحوار معدومة، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة إما لا تملك التأثير الكافي على الطرفين أو تحاول كسب الوقت بعقد جلسات حوارية رغم علمها بصعوبة تحقيق نتائج إيجابية.

الأخبار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى