الاخبار

“أباريق الشاي” و”أسطول الظل”.. كيف تهرب الصين النفط الروسي والإيراني؟

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

تعتمد إيران وروسيا بشكل كبير على إيرادات النفط كمصدر أساسي للدخل، وهو ما يُعتبر الشريان الحيوي لاقتصاديهما المتأثر بشكل كبير بالعقوبات الغربية.

لذلك، تسعى هاتان الدولتان إلى استكشاف طرق جديدة ومبتكرة للحصول على الأموال خارج الأطر القانونية المعتادة، ومن ضمن الوجهات المفضلة لهما في هذا الصدد تكون الصين.

على الرغم من العقوبات، يجد النفط الروسي والإيراني طريقه للبيع من خلال شحنات إلى الصين، التي تعد أكبر مستورد للنفط في العالم.

وتستفيد الصين من تلك الصفقات من خلال خصومات في الأسعار، مما يوفر لها مبالغ مهمة في تكاليف الاستيراد. وفقًا لدراسة نشرها “أتلانتك كاونسل”، تبلغ قيمة تلك الخصومات على الأقل 10 مليارات دولار.

توضح الدراسة النظام المعقد لتجارة النفط بين روسيا وإيران والصين، الذي يتخطى الأنظمة المالية الغربية التقليدية وخدمات الشحن. يعتمد هذا النظام على استخدام العملة الصينية (الرنمينبي) للتسويات المالية، ويتم نقل الشحنات بواسطة ما يعرف بـ “أسطول الظل”، وهو مجموعة من الناقلات تعمل خارج الأنظمة البحرية التقليدية وتتخذ إجراءات لإخفاء مساراتها من أجل تجنب الكشف.

وحتى تكتمل سلسلة التوريد لهذا النفط ويصبح مشتقات قابلة للبيع، يتم بيعه لـ”أباريق الشاي” في الصين، ويطلق هذا المصطلح على مصافي صغيرة والتي تتعامل مع 90 في المئة من إجمالي صادرات النفط الإيراني منذ أن توقف المصافي الصينية المملوكة للدولة عن التعامل مع إيران بشكل رسمي.

Oil tankers are seen in Shandong Haike Group in Dongying, Shandong province, China January 11, 2017. Picture taken January 11, 2017. REUTERS/Aizhu Chen

بمجرد وصول الشحنات إلى موانئ الصين، يتم تغيير بلد المنشأ ليكون ماليزيًا أو من الشرق الأوسط. هذا النهج يسمح لروسيا وإيران بتفادي العقوبات الدولية وزيادة حصتهما في الأسواق العالمية.

مع تشديد العقوبات الغربية، اضطرت روسيا إلى توجيه جزء أكبر من صادراتها النفطية إلى الصين والهند بدلاً من أوروبا، مما يجعلها تعتمد بشكل أكبر على الأسواق الآسيوية ويضطرها للبذل المزيد من الجهد لتفادي العقوبات.

تسعى الولايات المتحدة إلى فرض ضغط على روسيا وإيران من خلال فرض عقوبات ثانوية على الشركات والمؤسسات التي تتعامل معهما.

ومع ذلك، تواجه الولايات المتحدة تحديات في تطبيق هذه العقوبات بسبب التدابير التحايلية التي تتخذها روسيا وإيران، بما في ذلك استخدام العملة الصينية لتفادي الأنظمة المالية الدولية.

وفي نهاية المطاف، يعتمد تجار النفط الروسي والإيراني على الصين كشريك تجاري أساسي، وتعتمد الصين بدورها على هذه الصفقات لتلبية احتياجاتها من النفط والحصول على خصومات في الأسعار.

وتكشف الدراسة البحثية عن التحديات والتعقيدات التي تواجه هذه العلاقات التجارية، وتحث السلطات الغربية على مراقبتها بعناية واتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة استراتيجيات التحايل والتجاوز التي يعتمدها روسيا وإيران.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى