نجوم و مشاهير

المجتمع السوري بين دراما الخيانة وخيانة الدراما

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

نظرة شاملة على المشهد الدرامي السوري تكشف لنا حقيقة نجاحه اللافت على مدى عقدين من الزمن، منذ بداية التسعينيات وحتى عام 2010، يمكن أن تُرجع هذه النجاحات إلى تمازجها الجمالي مع الواقع المحلي وطرح قضايا اجتماعية حيوية يتفاعل معها المشاهد السوري والعرب على حدّ سواء.

 

شهدت الأعمال الدرامية السورية في تلك الفترة اندماجها بشكل فعّال في الذاكرة العربية، حيث تحدثت بلغة المواطن العادي، تناولت قضايا الفقر والفساد والجهل، وتسلطت الضوء على مشكلات المجتمع، أصبح المشاهد يتعاطف مع الأحداث والشخصيات، ويجد نفسه معبرًا عن واقعه ومجتمعه من خلال الدراما.

 

في فترة ما بعد عام 2010، تجهّزت المسلسلات السورية لطرح قضايا اجتماعية أكثر حساسية، حيث تركّز على قضايا تتعلق بقيم الرجولة في المجتمع الشرقي، مثل قضية الخيانة الزوجية في مسلسل “صرخة روح” كمثال، استحوذت الخيانة على نسبة تقارب 40% من مساحة الأحداث في الأعمال الفنية.

 

لكن، بشكل ملحوظ، لم تتوقف الدراما السورية عند تناول الخيانة بمفهومها التقليدي، بل تجاوزتها بجرأة وحساسية أكبر، مثل تناول قضية سفاح القربى، حيث استندت بشكل أساسي إلى محاكاة الغرائز والشهوات وتجاوزت التابوهات الاجتماعية بشكل جريء، ورغم التحول الجريء، إلا أنه لم تبنِ الدراما السورية القيم التي كانت تُظهِرها في السابق، بل اعتمدت على جرأة متنازعة مع التقاليد الاجتماعية، ويُعزى ذلك جزئيًا إلى تلبية احتياجات السوق الدرامية.

تحولت الإنتاجات الدرامية من أعمال مناسبة للأسرة بشكل عام إلى “دراما للكبار” أو “دراما +18″، مع التركيز المتزايد على الجوانب الجمالية ومحاكاة الواقع بشكل فجّ وبلا محمِّل نفسي، بدت الدراما تفقد تدريجيًا توجُّهها نحو بناء قصص توعية نظيفة، وصار التركيز أكثر على الشكل على حساب المضمون.

 

في الوقت الحالي، يسود الشكل على المضمون، وأصبحت دراما الخيانة تبدو أقرب إلى خيانة للمفهوم الأصلي للدراما السورية، يظل السؤال حاضرًا حول متى سيدرك صُنّاعها أهمية الروح في إحياء الفن وكيف يُمكِن الحفاظ على توازن بين الشكل والمضمون لضمان أن تظل الدراما السورية على الطريق الصحيح وفقاً لموقع إرم نيوز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى