لا تذهب الى دمشق القديمة

غصون عرنوق

لا تذهب إلى دمشق القديمة ، ستصيبك رائحة التوابل بالحنين إلى زمن ضاع منك في زحمة الحروب وستنسى كل الخيبة التي سببتها لك المقاهي التي تقع ” خارج السور ” وتستسلم لطعم الخبز في القيمرية ، سوف تتوهم ان كل ما يجري في هذا العالم سينتهي عند ” السبع طوالع” وأن الغزاة سيسقطون نادمين على باب ” الست رقية ” ..

لا تذهب إلى دمشق القديمة لأنك سوف تفقد الرغبة في مغادرة العريشة التي تطل على ” سفل التلة ” و تتمنى ان تبقى معلقا مثلها على جدران البيوت المتداعية المتلاصقة مثل أبناء لا يفارقون .. لا تذهب إلى دمشق القديمة لأن كل ما يعرض في ” طالع الفضة ” سوف يطالبك بالعودة مجددا لتسترجع وقع أقدام المحبوب الذي مررت برفقته من امام معارض التحف القديمة التي باعها اصحابها قبل أن يرحلوا ..

لا تذهب إلى دمشق القديمة لأن ” حي الأمين” سوف يبقيك لديه ليحدثك عن الأطباق المتواضعة التي تحضرها الأمهات وكأن كل ما يحدث في هذا الكوكب يبدو أقل أهمية منها .. لا تذهب إلى دمشق القديمة … لأنك لن تغادر أبدا .. وإن فعلت ، سوف تفقد قلبك فيها .