الاخبار

سورية ناجية من المهربين تكشف تفاصيل رحلة مأساوية كادت تودي بحياتها

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

“السفر لأوروبا” حلم يراود الغالبية تبعاً لظروف وأسباب مختلفة، إما عبر رحلة برية أو بحرية غير شرعية، وهنا ينشط عمل عصابات التهريب التي باتت تروج لنفسها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة “الفيس بوك” ليقع ضحيتها عدد ممن أجبرتهم ظروفهم على تصديق هذه المنشورات.
“أثر” التقى إحدى الحالات التي وقعت ضحية لمجموعات التهريب، والتي تصف نفسها بأنها “ناجية” من الموت رغم تعرضها للنصب والاحتيال.
بدأت النية :
تروي “رندى رويلي” تفاصيل ما حدث معها بعد قراءتها منشوراً على الفيسبوك لشخص يدعى “محمد مصطفى إبراهيم” مفاده “سفر لأوروبا والدفع بعد الوصول”، ويحوي رقم أجنبي للتواصل عبر الواتساب، وهنا تقول : “تواصلت معه وبدأت استفسر منه وبدأت الفكرة تراودني لمدة عامين لأسباب معينة أهمها مرض ابني الذي يعاني من تشوه بالمثانة، وبعد إجراء 22 عمل جراحي له دون أن يتحسن، فكان خيار السفر محمل بأمل شفائه في أوروبا”.
تتابع رندى : “بعد التواصل معه وشرحه لي الخطوات وبدأ ببث جرعات أمل وخيال، وكان الدافع الأكبر لصحة ما يقول إن الدفع بعد الوصول لألمانيا، وبدأت دوافع السفر تتجلى، وكقلب أم تريد أن يشفى ابنها وافقت”.
محطات التنقل :
وتضيف : حولنا المدعو محمد صاحب المنشور على فيسبوك، للتواصل مع شخص يدعى “أبو هادي” عبر الواتس آب وهو رقم خارجي، وبعد الاتفاق معه حجزت تذكرتي سفر لمطار طهران من مطار دمشق الدولي، وعند وصولي مع ابني للمطار، بدأت ألاحظ أن هناك أشخاص يحملون حقيبة على الظهر، فعرفت أنهم تابعون لنفس المجموعة التي سأسافر بها، وتعرفنا على بعض، وهنا أرسلنا إلى المدعو “أبو هادي” أننا وصلنا لمطار طهران، فأرسل إلينا صورة السائق الذي سينقلنا من المطار إلى الفندق.
“كانت الخطة، تهريب من إيران إلى تركيا عبر حدود برية، ومن تركيا لأوروبا عبر البحر”، بحسب ما أشارت إليه رندى، وأكملت : “بعد 4 أيام من البقاء في الفندق، نقلونا بواسطة القطار لمنطقة أروميا وبعدها عبر سيارة أخرى تم نقلنا إلى مدينة خوي، ومكثنا فيها يوم واحد في منزل يوجد فيه شابين من الأفغان، وبعدها تم نقلنا مرة أخرى بسيارة مغايرة لمدينة كركوش الحدودية مع تركيا، وفيها مكثنا 5 أيام ضمن منازل جبلية قبل بدء المسير”.
شرطة.. ارجعوا :
تتحدث رندى عن بدء المسير، فتقول : “بعد منتصف الليل من الليلة الخامسة، بدأنا المسير مع بقية المجموعة عبر طرق غير مؤهلة للمشي، وأثناء المسير تعرضت لإصابة بالغة في قدمي إثر وقوعي في حفرة عميقة لكن أكملت المسير مع مرافقة الألم، وعندما وصلنا الحدود توجهت علينا فجأة إنارة، فقيل لنا : شرطة.. ارجعوا..”، وهنا تشرح أن الحدود كانت عبارة عن جدار طوله 4 أمتار يجب صعوده عبر سلم حديدي، وبعدها القفز للجانب التركي.
وتستذكر رندى خلال حديثها أحد المسافرين معها وهو شاب يدعى “مهند” تمكن من اجتياز الجدار ليصل الحدود التركية، فتقول : “بعد أن اجتاز الجدار اضطر للنزول والصعود في خنادق عميقة لكنه أضاع الطريق وبقي في الفلاء ساعات عدة إلى أن عثرت عليه الجندرما التركية واعتدت عليه بالضرب وأعادته مجدداً للحدود الإيرانية، وعندما رأيته كان في حالة مزرية والدماء تغطي يديه ووجهه وهنا أخبرني ما حصل وكيف تم ضربه وحرقه من قبل الجندرما التركية التي قام أحد عناصرها بإطفاء سيجارته بوجهه”.
الحجز والاختطاف :
تضيف رندى : “بعد العودة من المسير الفاشل، ورفضنا تكرار التجربة مرة ثانية، طلبت منهم إحضار طبيب لمعالجتي لكن رفضوا، لذا طلبت إعادتي إلى بلدي وعرضت عليهم دفع تكاليف السفر وإحضاري إلى هنا، لكن لم تقبل العصابة بذلك، وتمّ احتجازنا واختطافنا لدفع نصف المبلغ المتفق عليه وهذا يخالف الشرط بيننا، ليضطر زوجي لدفع أول مبلغ لهم وهو 65 مليون ليرة سورية لشابين ضمن سورية، أحدهما يدعى (ه،ح) تواصل مع زوجي عبر أرقام أجنبية، بعد أن تم تهديدنا بالموت إن لم ندفع المبلغ”.
وتكمل : طلبت منهم أن يعيدوا جواز السفر لأعود لسورية بعد الدفع، لم يوافقوا وأجبروني على السفر إلى تركيا عبر مطار تبريز عبر فيزا إلكترونية أصدروها لي ولابني، وبعد وصولنا مطار إسطنبول تبين أن الفيزا غير صحيحة أي وهمية، وتحمل أكواد كويتية، وهنا بدأ الأمن العام في المطار بالتحقيق معنا، وفي هذه الأثناء تواصل المهربون مع زوجي وأجبروه على دفع بقية المبلغ 65 مليوناً عبر شابين من مدينة النبك في محافظة ريف دمشق وصلا لمدينة بانياس وأخذا المبلغ، ليكتمل المبلغ ويصبح 130 مليوناً.
وانتهت رحلة رندى بالنجاة بحياتها بعد إن تم إرجاعها من تركيا، وهنا تشرح : “تمت إعادتنا لمطار تبريز تحت مسمى يسمى “عودة إجبارية” من قبل الأمن العام التركي، وانتهى التواصل معهم، وبهذا الموقف انتهت عملية النصب، وعدنا من إيران إلى سورية أنا وابني، ناجيين من عصابة الخطف”.
وفي ختام حديثها، وجهت رسالة لمن يفكر بالسفر بطرق غير شرعية، مفادها الانتباه من هذه المجموعات والعصابات وعدم الثقة بالمهربين، والتفكير بعقلانية عند التفكير بالسفر وخاصة تحت مسمى التهريب.

أثر برس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى