اخبار ساخنة

كيف لا تمتزج مياه المحيط الهادئ مع المحيط الأطلنطي ؟

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

تتشبه الحدود بين المحيطين الأطلنطي والهادئ، على سبيل المثال، إلى خط يفصل بين عوالم مختلفة، حيث يظهر اللقاء كما لو أنه يحدث عند حاجز غير مرئي يمنع مياه كل منهما من التدفق إلى الآخر، يتبدو الفارق في اللون بينهما واضحًا، مؤكدًا على عدم امتزاجهما، في الحقيقة، تختلف المياه في كل هيكل مائي من ناحية الكثافة والتركيب الكيميائي ودرجة الملوحة، مما يسبب اختلافًا في اللون ويخلق إحساسًا بوجود حاجز غير مرئي.

على الرغم من عدم رؤيتنا لهذا الحاجز، إلا أنه يوجد ويُعرف باسم “كلين cline”، وهو الحاجز الغير المرئي الذي يحول دون اختلاط المياه ذات الخصائص الفيزيائية والبيولوجية المتباينة، خاصةً في وجود الهالوكلين الرائع الذي يظهر عند زيادة ملوحة الماء في المحيط أو البحر بخمس مرات على الأقل من المياه الأخرى وفقاً لموقعي هاشتاغ 24 وأراجيك.

وبما أن مياه المحيطين متباينة، يجب أن تصعد المياه الأقل كثافة فوق المياه الأكثر كثافة، وهذا هو المبدأ الذي درسناه في حصص الفيزياء، وإذا كان الحاجز الهالوكيني يجب أن يكون أفقيًا وليس عموديًا، فلماذا لا يحدث ذلك بين المحيطين؟ يعود الجواب إلى الفارق القليل في كثافتهما، حيث يكون الاختلاف غير كافٍ ليسمح لمياه أحدهما بالصعود فوق الأخرى.

تأثرت اتجاهات تدفق المياه في المحيطين بتحركات الأرض، حيث تنحرف في اتجاه عقارب الساعة في نصف الكرة الشمالي وعكس اتجاهها في الجنوبي، مما أسهم في عدم اختلاط مياههما عند التقاء اتجاهاتهما.

تلعب عوامل أخرى دورًا في منع الامتزاج، مثل اختلاف قوة التوتر السطحي بين مياه المحيطين، تسبب هذه القوة في تماسك جزيئات المادة ومنع امتزاج المياه بينهما، تشكل الخطوط الحرارية والخطوط الكيميائية حواجز أخرى تمنع اختلاط مياه المحيطين.

وهناك أمثلة أخرى تضيف سحرًا للعالم المائي، مثل لقاء بحر الشمال وبحر البلطيق قرب مدينة سكاجين الدنماركية، أو لقاء البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلنطي عند مضيق جبل طارق، حيث لا يمتزجان بسبب اختلاف ملوحتهما وكثافتهما، وكذلك لقاء البحر الكاريبي والمحيط الأطلنطي في نقطتين مختلفتين، يُظهران تنوعًا رائعًا في الألوان والظلال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى