الاخبار

مشهد مريع في “البرامكة”

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

الازدحام الكثيف بين المارّة والسيارات يضفي على المشهد لمحة من الحياة النابضة، ويعزز الشعور بالأمان في البلد.
كانت الأسواق حيوية ومزدهرة قبل رأس السنة، ورائحة الطعام كانت ترافقني خلال رحلتي من شارع خالد بن الوليد، مروراً بالفحامة، وصولاً إلى مشفى التوليد.
لكن مفاجأة غير سارة كانت في انتظاري عندما سمعت صوت دراجة نارية يقودها شابان بشكل غير مسؤول.
شعرت بالارتياح لعدم وجود مارة في تقاطع سانا، ولكن في لحظة شاهدت شاباً يركض ويصرخ “حرامي”، وطلب من سائق تاكسي الانضمام لمطاردة الدراجة.
ولكن تبين أن السائق لم يكن على استعداد للانخراط في مطاردة اللصوص.
قرر سائق تاكسي آخر مساعدة الشاب ونقله بسرعة، ولكن للأسف، لم يكن ذلك كافيًا في مواجهة سرعة الدراجة.
ما أثار القلق في قلبي هو حدوث مثل هذه الحوادث في وسط العاصمة نهاراً، خاصة في بلد كان يُعتبر من بين أكثر البلدان أمانًا في العالم.
الأمور كانت تزعجني أكثر عندما كان الضحية شابًا، بعيدًا عن المشهد السائد الذي كان يشمل في السابق سرقة حقائب النساء في بعض المناطق.
لم يخفف من قلقي ردة فعل المارة وسائقي التاكسي والسيارات الخاصة، حيث بدت الغالبية غير مبالية وكأنها تتفرج على مشهد سينمائي في شيكاغو، بدون أدنى نية للمساعدة.
كان هناك شعور بأن الناس يقولون “حوالينا ولا علينا”.
تذكرت تحليلًا قديمًا حول أسباب الحرب في سورية، حيث أشار أحدهم إلى اثنين من الأسباب الرئيسية.
الأول هو نهب ثروات الشعب السوري، الذي كان يشتهر بحبه للتجارة والصناعة، والثاني هو فقدان روح التآلف والرحمة في المجتمع السوري.
كانت هذه الروح الاجتماعية هي التي حمت الشعب السوري من الفقر والجوع على مر العصور.
أتمنى في العام القادم أن تتحسن الظروف وأن تخف وطأة الحاجة، مما قاد الشابين اللصين إلى ارتكاب مثل هذه الأعمال.
يظل الأمل أن يتجاوز الشعب السوري هذه التحديات ويستعيد ترابطه وروح المساعدة التي عرف بها.
صاحبة الجلالة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى