سورية : مهنة مهددة بالزوال لانعدام السياح!

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

عدد كبير من المتاجر التي تختص في بيع الأشياء الشرقية والتحف قد أُغلقت بسبب نقص السياح، حيث كانوا يشكلون العملاء الأساسيين القادمين من الخارج لشراء هذه المنتجات.
في هذا السياق، يشرح أبو عيسى، وهو حرفي ماهر في تصنيع الأشياء الشرقية، سبب انتقاله إلى مجال تصنيع العطور وترك مجاله السابق نظرًا لارتفاع تكاليف استئجار متجره.
ويشير إلى أن تكلفة الإيجار لمحله لا تزال مرتفعة ومتزايدة باستمرار، وبالتالي اضطر لبيع مخزونه من الأشياء الشرقية والانتقال إلى مجال آخر يضمن له دخلًا يوميًا.
يضيف أبو عيسى : “الكثيرون يتوقون لشراء زجاجة عطر، وأنا يومياً أقوم بتعبئة حوالي 10 زجاجات على الأقل، مما يتيح لي تحقيق دخل جيد يبلغ حوالي 250,000 ليرة يوميًا”.
بالنسبة لعمر، الذي كان يعمل في ورشة تصنيع الأشياء الشرقية والتحف، يشير إلى أنه كان يستمتع بالعمل في هذه الورشة حتى تم إغلاقها بسبب انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الخام المستخدمة في صناعة التحف، حيث يعتمد معظمها على الاستيراد وبيعها بأسعار مرتفعة بالدولار.
رئيس الجمعية الحرفية للمنتجات الشرقية في دمشق، فؤاد عربش، يشدد على أن سبب تحول الحرفيين إلى مجالات أخرى هو نقص السياحة بشكل كبير، حيث كانت الأشياء الشرقية والتحف تُباع بشكل رئيسي للمغتربين القادمين إلى سورية الباحثين عن الهدايا والأشياء الشرقية والتحف التي يصعب العثور عليها خارج البلاد.
يُشير عربش إلى أن عدد الورش التي تصنع الأشياء الشرقية تقلص بشكل كبير، حيث لا يتجاوز 30٪ من ما كان موجودًا في السابق، وأن عدد المتاجر التي تبيع التحف والأشياء الشرقية تكاد تصل إلى 40 متجرًا فقط.
ويشير إلى أن معظم أصحاب هذه المتاجر قاموا بتغيير مجال عملهم، حيث أصبحت أولويتهم الرئيسية هي تحقيق دخل يكفي لتلبية احتياجاتهم اليومية، ولذلك انتقلوا إلى مجالات أخرى تجلب لهم أرباحًا أكبر من صناعة الأشياء الشرقية.
ببساطة، أصبحت الأشياء الشرقية غير مطلوبة بنفس القدر كما كانت في السابق.
يُذكر أن محلات بيع التحف والأشياء الشرقية كانت توجد في أماكن مثل سوق الحميدية وسوق الطويل وباب شرقي والقيمرية، وكانت هذه الأماكن تعتبر من أبرز الوجهات السياحية.
ولكن مع غياب السياح، فقد فقدت هذه المحلات أهم زبائنها، مما دفع أصحابها للانتقال إلى مجالات تجارية أخرى
أثر برس