الاخبار

روسيا في موقف حرج.. هل ستتمكن من البقاء على الحياد؟

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

الاندلاع المباشر للحرب بين كل من حركة حماس وإسرائيل وضع روسيا في موقف حرج، سيما وأن علاقتها بإسرائيل من جهة وحلفائها في الشرق الأوسط من جهة أخرى لطالما تمثلت بالدقة والحذر.

ويقول محللون إن موقف روسيا من الصراع الحالي في إسرائيل من المرجّح أن يشكل تحديا لموسكو في التعامل مع علاقاتها المتضاربة في المنطقة. في السنوات الأخيرة، تمتعت روسيا بعلاقات دافئة وبناءة مع إسرائيل. ولكن منذ غزوها لأوكرانيا العام الماضي، عززت موسكو بشكل كبير علاقاتها العسكرية مع إيران، العدو اللدود لإسرائيل والدولة المعروفة بتقديم الدعم المالي والمادي لحركة حماس الفلسطينية، التي شنت هجوما غير مسبوق على إسرائيل في نهاية الأسبوع الماضي.

وبحسب شبكة “CNBC” الأميركية،  “قالت تاتيانا ستانوفايا، زميلة بارزة في مركز كارنيغي ومُؤسِسة شركة التحليل “آر بوليتيك”: “إن موقف روسيا من الصراع معقد. فمن ناحية، قد تستفيد موسكو من تاريخها في الوساطة بين الفلسطينيين وعلاقاتها مع حماس للحصول على موطئ قدم في أي عملية سلام، كما أنها على يقين بأهمية علاقاتها المتنامية مع إيران والدول العربية”.

 

وأضافت: “أما من ناحية أخرى، وعلى الرغم من التوترات الأخيرة، تظل علاقة روسيا مع إسرائيل قوية وعملية، وتتميز بخطوط اتصال مفتوحة، ودرجة من التنسيق العملي في سوريا، كما ويتشارك الجانبان بوجهات النظر عينها حول الأهمية التاريخية للحرب العالمية الثانية”. وتابعت ستانوفايا قائلة: “إن حقيقة أن إسرائيل لم تفرض عقوبات غربية على روسيا أمر جدير بالملاحظة أيضًا”.”

 

وتحتل روسيا مكانة فريدة إلى حد ما في الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط، بعد أن تمكنت من تشكيل تحالفات مع دول على عداء، مثل إيران وإسرائيل، وإيران والمملكة العربية السعودية، فضلاً عن وضع نفسها كوسيط قوة. وفي ظل جهود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتوسيع نفوذ روسيا ووجودها في المنطقة، دعمت موسكو حكومة الرئيس السوري بشار الأسد وفي المقابل كان لها وجود عسكري في البلاد، كما وتطلعت إلى تعميق العلاقات مع لبنان ومصر والعراق”.

 

وتابعت الشبكة، “تُعتبر روسيا قريبة بشكل خاص من إيران، وتشير المعلومات الاستخباراتية والأدلة الغربية إلى أن طهران زودت موسكو بأسلحة عسكرية، معظمها طائرات مسيّرة ومدفعية وقذائف دبابات، لاستخدامها في حربها ضد أوكرانيا. ومن جانبها، تنفي إيران بانتظام تزويد موسكو بالأسلحة، لكنها اعترفت ببيعها طائرات مسيّرة، قائلة إنها فعلت ذلك قبل أشهر من غزو أوكرانيا في شباط 2022. كما ويتمتع بوتين بعلاقات ودية مع رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي استفاد من نفوذ روسيا في سوريا لتأمين الحدود الشمالية لإسرائيل”.

 

ورأت الشبكة أن “الحرب في أوكرانيا وضعت إسرائيل في موقف غير مريح، حيث يقال إن حلفاءها الغربيين، وخاصة الولايات المتحدة، يضغطون على نتنياهو لحمله على النأي بنفسه عن بوتين ودعم أوكرانيا عوضاً عن ذلك. وعلى الرغم من الدعوة إلى “حل دبلوماسي” لإنهاء الصراع، فقد قاومت إسرائيل حتى الآن إرسال أسلحة إلى أوكرانيا، أو تأييد وفرض عقوبات على روسيا بسبب غزوها. ومع ذلك، كان رد روسيا الأولي على اندلاع أعمال العنف في إسرائيل في نهاية الأسبوع خافتاً، حيث أصدرت وزارة خارجيتها بياناً يدعو إلى وقف إطلاق النار. واغتنمت الوزارة الفرصة أيضا لانتقاد سجل الغرب السيء في التوسط في اتفاق سلام بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية وقالت إنه عرقل جهود الوسطاء الدوليين، وتحديدا روسيا، للتوصل إلى اتفاق سلام طويل الأمد بين الجانبين. وقال الكرملين يوم الإثنين إنه “يشعر بقلق بالغ” إزاء الوضع، لكنه أشار، وبشكل واضح، إلى أن بوتين ليس لديه خطط حتى الآن للاتصال بمسؤولين إسرائيليين أو فلسطينيين لمناقشة الأزمة الأمنية”.

 

وتابعت الشبكة، “في اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أدانت كل من روسيا والصين “كافة الهجمات ضد المدنيين” لكنهما لم تدينا صراحة أعمال العنف التي تمارسها الجماعة المسلحة. كما وأشارت الدولتان إلى أوجه القصور الإسرائيلية و”القضايا التي لم يتم حلها” والتي أدت إلى الأزمة الحالية، بحسب قولهما. كما وأيدت كل من روسيا والصين حل الدولتين للصراع المحتدم الطويل الأمد. ونتيجة لدعم روسيا الفاتر ظاهريا لإسرائيل، يعتقد إيان بريمر، مؤسس ورئيس مجموعة أوراسيا، أن “العلاقة الروسية الإسرائيلية، التي كانت متوازنة إلى حد معقول، سوف تواجه انقطاعا حاسما على خلفية هجمات حماس”. من جانبها، نفت إيران أي تورط لها في الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس ضد إسرائيل والذي بدأ صباح يوم السبت، على الرغم من أنها هنأت الجماعة المسلحة على ما وصفته بـ “المقاومة المناهضة للصهيونية” في كافة أنحاء المنطقة”.

 

وبحسب الشبكة، “من غير المؤكد إلى أي مدى تستطيع روسيا البقاء على الحياد عندما يتعلق الأمر بالأزمة الأخيرة في الشرق الأوسط، بالنظر إلى أن غزوها لأوكرانيا، وثقل العقوبات الدولية التي فرضها الغرب عليها، دفعها بلا شك إلى التقرب من القوى الإقليمية مثل إيران. وتُعد طهران أحد حلفاء روسيا الدوليين القلائل المتبقين الذين يمكن أن تلجأ إليهم من أجل تعزيز مخزون الأسلحة المستنزفة في الوقت الذي تواصل فيه حربها ضد أوكرانيا”.

 

ورأت الشبكة أنه “من المؤكد أن تحاول روسيا استخدام اندلاع العنف في إسرائيل لصرف الانتباه عن عملياتها في أوكرانيا، حسبما أشار محللون في معهد دراسة الحرب (ISW) يوم السبت. وفي إشارة إلى أن الكرملين قد قام بالفعل بتوسيع العديد من العمليات الإعلامية بعد هجمات حماس في إسرائيل يوم السبت، قال معهد دراسة الحرب أن روسيا تدعي أن المجتمع الدولي سيتوقف عن الاهتمام بأوكرانيا. وصرح المؤثر الروسي البارز سيرغي ماردان عبر حسابه على “تليغرام” أن روسيا ستستفيد من الصراع في إسرائيل لأن العالم “سيصرف انتباهه عن أوكرانيا لفترة وينشغل مرة أخرى بإطفاء النار الأبدية في الشرق الأوسط”.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى