الاخبار

كيف يمكن للصين أن تساعد في تعافي سوريا بعد الصراع؟

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

أعلن الرئيس الأسد مع نظيره الصيني، شي جين بينغ، خلال لقاء جرى بينهما في بكين، عن إنشاء شراكة استراتيجية بين بلديهما، والتي وصفها الرئيس السوري بأنها “علامة فارقة مهمة في تاريخ العلاقات بين دمشق وبكين”.

في وقت تأتي فيه زيارة الرئيس الأسد، إلى الصين ، تزامناً مع مقاومته جهود القوى الغربية مثل أمريكا لشل دمشق من خلال العقوبات الاقتصادية.‏

كما أشاد الرئيس السوري بالصين، مشيرًا إلى أن بكين وقفت دائما إلى جانب القانون الدولي والإنصاف والعدالة.

الرئيس الصيني أكد إن بكين تدعم جهود سوريا في إعادة بناء وتحسين قدراتها في مكافحة الإرهاب، وكذلك في تحسين العلاقات بين دمشق والدول العربية الأخرى.

كما تم التوقيع خلال زيارة الرئيس السوري إلى بكين، على عدد من وثائق التعاون الثنائي بين سوريا والصين، بما في ذلك تلك المتعلقة بالتعاون الاقتصادي والتكنولوجي، ومشاركة سوريا في مبادرة “الحزام والطريق” الصينية.

وتعليقا على هذا التطور في العلاقات بين بكين ودمشق، قال أستاذ حقوق الإنسان الدولية في كلية الحقوق في جامعة بيتسبرغ، دان كوفاليك، لوكالة “سبوتنيك”، إن “رحلة الرئيس السوري، بشار الأسد، إلى الصين قد تكون علامة على “خروج سوريا ببطء من عزلتها التي فرضها الغرب” ، وقال كوفاليك: “أعتقد أن هذا يعني أيضا أن سوريا تحتاج إلى مساعدة الصين لإعادة الإعمار”، مشيرًا إلى أن سنوات من الصراع المسلح العنيف تركت الدولة الشرق أوسطية في “حالة رهيبة”، وفق تعبيره.

وأشار إلى أن “قوات أمريكا ووكلائها لا تزال تحتل حوالي ثلث الأراضي السورية، بما في ذلك “الجزء الأكثر غنى بالنفط في البلاد، مما يجعل إعادة الإعمار أكثر صعوبة”.

 

وتابع الأستاذ المساعد، مفترضًا: “أعتقد أن الصين هي المفتاح لاستعادة سوريا للوقوف على قدميها اقتصاديا وتجاوز هذه الأزمة الإنسانية”.

من ناحيته، أشار مقدم البودكاست “الحرير والصلب”، كارل تشا، إلى أن الصين واصلت دعم سوريا طوال الحرب التي شنتها أمريكا ودول حلف شمال الأطلسي “الناتو” ضد دمشق” ، وقال تشا: “بينما لا تزال سوريا تخضع لعقوبات واشنطن الصارمة، فإنه يمكن للصين تقديم مساعدة مالية جدية في إعادة إعمار سوريا، والتي تحتاجها سوريا بشدة”.

كما أشار تشا إلى أن “سوريا قد تلعب دورا مهما في مبادرة “الحزام والطريق” الصينية، لتكون بمثابة “قناة لنقل البضائع”، وأن هذا قد يكون بمثابة نعمة كبيرة للتعافي السوري في مرحلة ما بعد الصراع”.

 

وأضاف تشا: “يمكن للصين أن تدرج سوريا في مبادرة “الحزام والطريق”، ومن خلال بناء البنية التحتية، وبناء الموانئ، وبناء الطرق، وبناء المزيد من التواصل العالمي، فإنها ستساعد على إعادة دمج سوريا في المجتمع العالمي”.

وفي الوقت نفسه، أشار أستاذ حقوق الإنسان الدولية في كلية الحقوق في جامعة بيتسبرغ، دان كوفاليك، لـ”سبوتنيك”، إلى أن رحلة الرئيس السوري، بشار الأسد، تظهر أيضا أن “الصين بحاجة إلى سوريا وتريد صداقة سوريا”، بسبب أهمية دمشق الواضحة في نظر بكين.

وقال: “أعتقد أن الصين تنظرو إلى سوريا كدولة مهمة في العالم، ليس فقط بسبب نفطها، ولكن بسبب تاريخها وأهميتها في الشرق الأوسط كدولة قدمت دعما ثابتا للفلسطينيين، على سبيل المثال، لذلك أعتقد أنها علاقة جيدة متبادلة”.

وبحسب كوفاليك، فإن “تصرفات أمريكا تساعد أيضا في دفع الصين وسوريا سويا، إذ كانت واشنطن “على طريق حرب” ضد كل من بكين ودمشق لبعض الوقت”.

وجاء في بيان مشترك صادر عن الصين وسوريا أيضا، أن بكين تؤيد رفع جميع العقوبات الأحادية غير القانونية المفروضة على سوريا.

وكما هو الحال مع روسيا، تظل الصين واحدة من الدول التي دعت باستمرار إلى حل سلمي للأزمة السورية وحثت بعض القوى العالمية على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى