الاخبار

سفارة أمريكية في شمال شرقي سورية.. ماذا وراء ذلك؟

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

اليوم، تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى تحقيق تواجدها في سورية بهدف تحقيق أهدافها الاستراتيجية.
تعد سورية دولة غنية بالموارد وتحتل مكانة استراتيجية مهمة على الساحة الجيوسياسية.
لا يمكن إخفاء أن هناك تصاعدًا للأمريكيين والصهاينة وحلفائهم في سعيهم لتحقيق التفوق والهيمنة على هذا البلد، يتبعون استراتيجيات تشمل إنشاء مبررات للتدخل وتنفيذ خطط لتحقيق مصالحهم.
في المقابل، ترى إسرائيل هذه الأحداث كفرصة للحصول على مكاسب من الصراع في سورية والاعتراف الرسمي بمطالبها من قبل حلفائها.
منذ بداية النزاع في سورية، تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية القوة الرئيسية وراء هذا الصراع.
يعتقد الأمريكيون أنهم دخلوا سورية لمساعدة السوريين ومحاربة الإرهاب، لكنهم في الوقت نفسه قاموا بقتل الكثيرين وتدمير البنية التحتية في البلاد.
يمكن اعتبار هذا تناقضًا واضحًا. يُعتقد أن الهدف الحقيقي للتدخل الأمريكي هو استعادة الهيمنة الاستعمارية الأمريكية والصهيونية في المنطقة وإنشاء قواعد عسكرية في سورية.
الحدود بين سورية والعراق لا تزال مشددة منذ فترة طويلة، والتدخل الأمريكي مستمر في المنطقة.
تم تجديد اختراق الحدود العراقية – السورية بواسطة الجيش الأمريكي لتعزيز وجودهم غير القانوني في حقول النفط السورية وإقامة ميليشيات لحمايتهم.
بشكل غير مسبوق، قررت السفارة الأمريكية في دمشق تغيير اسمها إلى “السفارة الأميركية في سورية” على وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا يعتبر تطورًا غير متوقع.
هناك أيضًا تكهنات حول نية الولايات المتحدة فتح سفارة لها في مناطق سيطرتها في شمال شرق سورية أو في مناطق تسيطر عليها الإدارة الذاتية الكردية، وهذا يهدف إلى تحقيق مصالحهم والضغط على الحكومة السورية.
لا يخفى على الجهات المعارضة التي تتبع تركيا تخوفها من فتح السفارة في مناطق تابعة للإدارة الذاتية الكردية، مما يمكن أن يمنح الأحزاب الكردية والفصائل الانفصالية شرعية أكبر.
تظهر التدخلات الأمريكية في الشؤون الداخلية السورية بوضوح، حيث تسعى إلى زرع التوتر والاحتقان وتشجيع الصراعات المستدامة التي تهدد أمن سورية والمنطقة بأسرها.
تستخدم الولايات المتحدة أدواتها لتعزيز نفوذها وسياستها في سورية، وتسعى إلى تحويلها إلى حليف دائم للغرب.
في الجنوب السوري، هناك اهتمام متزايد بالأحداث الحالية، وتشير التقارير إلى وجود مشروع يهدف إلى إقامة حزام أمني في الجولان وخلق إقليم منفصل في السويداء، هذه المساعي تسعى إلى تشتيت انتباه الجيش السوري وحلفائه عن التطورات الهامة في شمال شرق سورية.
بشكل عام، تفتح فكرة فتح سفارة أمريكية في مناطق تابعة لها في سورية بابًا للمخاوف من تصاعد التوتر والانقسامات.
إن تحقيق ذلك قد يؤدي إلى تفاقم الفوضى وتشجيع الانفصاليين. يبدو أن الولايات المتحدة تبحث عن فرصة لتعزيز تواجدها في سورية، ولكن التداول بشكل جدي بشأن هذه الخطوة ليس في مصلحة سورية ولا في مصلحة الاستقرار في المنطقة.
بالختام، سورية ستظل قوية وصامدة رغم التحديات الدولية والإقليمية. إن التوحيد والتماسك بين أبناء الشعب السوري هما مفتاح الحفاظ على وحدة البلاد ومستقبلها، وهو أمر يخدم مصلحة الجميع في منطقة الشرق الأوسط.
رأي اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى