اقتصاد

سورية : من المستفيد؟.. تراجع إنتاج المحاصيل الإستراتيجية موسماً تلو آخر!

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

يُثار الحديث الرسمي كل عام حول زيادة المساحات المخصصة للإنتاج الزراعي، وخاصةً محصول القمح، والذي يُعتبر من المحاصيل الإستراتيجية الحيوية لأمن الغذاء للمواطنين. ومع ذلك، في الواقع، نشهد تراجعًا مستمرًا في هذا الإنتاج موسمًا بعد موسم.
صحيفة “قاسيون” تشير إلى وجود مشكلتين رئيسيتين تتعلق بمحصول القمح في سوريا ومحاصيل إستراتيجية أخرى. الأولى متعلقة بتأمين مستلزمات الإنتاج، حيث تتخذ الحكومة موقفًا يفترض أنه يعتمد على الإمكانيات المتاحة، مع تخفيض التدريجي للدعم على هذه المستلزمات. هذا يترك المزارعين عرضة لتحمُّل تكاليف متزايدة.
بالإضافة إلى ذلك، تقوم الحكومة بتسعير المحاصيل بناءً على حسابات تكلفة لا تعكس الواقع، مما يضع الفلاحين في موقف صعب ويجبرهم على التخلي عن محاصيل إستراتيجية أو الانسحاب من الزراعة. هذا يؤدي إلى تراجع الإنتاج بشكل مستمر.
بالنسبة للمناطق خارج سيطرة الدولة، تكون هناك منافسة سعرية لاستلام المحاصيل بين الأسعار الحكومية والأسعار في تلك المناطق. هذا يضغط على المزارعين للبحث عن الأسعار الأعلى لبيع محاصيلهم، وهذا الأمر يتكرر كل موسم بسبب تسعير الحكومة الغير عادل والذي لا يحقق مصلحة المزارعين.
يتضح أن استمرار تطبيق نمط تسعير المحاصيل الذي لا يلبي مصلحة الفلاحين سيؤدي إلى تقليص الإنتاج في المستقبل، خاصةً في المناطق التي تخرج عن سيطرة الدولة.
بشكل عام، هناك أفراد يستفيدون من تراجع الإنتاج وعدم استلام السورية للحبوب بالكميات المتوقعة. يتعاونون مع الحكومة من خلال تنفيذ سياسات تقليل الدعم للمستلزمات الزراعية وتسعير المحاصيل بطريقة تضر المزارعين. هؤلاء الأفراد يستفيدون من هذا الوضع من خلال زيادة أرباحهم واستغلالهم للظروف بذريعة العقوبات والحصار، دون النظر في تأثير ذلك على المزارعين والاقتصاد الوطني والأمن الغذائي.
بزنس2بزنس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى