اقتصاد

سورية : الموظف يحتاج 50 عاماً لشراء سيارة مستعملة!!

وكالة أوقات الشام الاخبارية / shaamtimes.com

استمرت أسعار السيارات في سورية في الارتفاع بشكل ملحوظ، حيث تأثرت بشكل كبير بسعر الصرف، مما جعل شراء سيارة أمراً صعباً للغاية. قال أحد تجار السيارات: “قبل الحرب، كان بإمكانك شراء سيارة “كيا ريو” مقابل 500 ألف ليرة، ولكن الآن لن تكفي هذا المبلغ حتى لشراء دولاب واحد للسيارة”. وأشار إلى أن نسبة البيع والشراء قليلة جداً وتبلغ أقل من 10٪، حيث يقوم المشترون المحتملون بشراء السيارات بشكل رئيسي من أجل “توفير أموالهم”، وينتمون إلى الفئة التي تمتلك سيولة مالية. بالإضافة إلى ذلك، الأنواع التي تشهد طلبًا من بعض الأسر هي السيارات الرخيصة والمتهالكة نسبيًا بسبب تكلفتها المنخفضة. وأضاف : “سعر سيارات كورية مثل “كيا ريو” من موديلات 2008-2011 وصل إلى 190 مليون ليرة سورية، بينما وصل سعر سيارتي “هيونداي أفانتي” و”كيا سيراتو” إلى 250 مليون ليرة، أما سعر سيارة “لانسر” من موديل 1983 فوصل إلى 50 مليون ليرة.” وذكر التاجر أن سعر سيارة “مازدا” من موديل 1983 بلغ 65 مليون ليرة، بينما بلغ سعر سيارتي “هونداي سوناتا” و”كيا سيراتو” من موديل 2020 حوالي 800 مليون ليرة. و بين أن موديلات 2010-2008-2011 هي الأكثر طلباً.
وقال الخبير الاقتصادي شادي الحسن إن أسعار السيارات في سورية تعتبر من بين أعلى الأسعار على مستوى العالم، وذلك بفضل الضريبة الجمركية الباهظة المفروضة على أي سيارة تدخل البلاد. وهذه الضريبة تؤدي إلى زيادة سعر السيارة إلى أربع مرات أو أكثر من سعرها الفعلي في بلد المنشأ. وأشار الحسن إلى أن هذا الارتفاع الكبير في الأسعار يعرض السوريين لصعوبة شديدة في شراء السيارات.
وأضاف الحسن أن القدرة الشرائية للمواطنين السوريين قد تضررت بشكل كبير، نتيجة ارتفاع نسبة الجمارك على السيارات إلى مستويات تصل إلى 300 %. وهذا الارتفاع في الجمارك يجعل من الصعب على الأفراد شراء سيارة حتى في حالة السيارات المستعملة.
وأوضح الحسن أن الموظفين في القطاع العام يحتاجون إلى مدة زمنية تصل إلى 50 عامًا أو أكثر لجمع مبلغ يكفي لشراء سيارة مستعملة من النوع البسيط.
وأشار إلى أن الحكومة اتخذت إجراءات للتحكم في هذا الوضع، حيث تم تعليق استيراد السيارات الجديدة التي تنفق ملايين الدولارات على استيرادها من الخارج. بدلاً من ذلك، تتيح الحكومة بشكل دوري استيراد قطع تجميع السيارات من الخارج، ومن ثم تجميعها في مصانع سورية المحلية. ويوجد حاليًا خمس مصانع تعمل على تجميع السيارات في سورية، وتمتلك هذه المصانع قدرة إنتاجية تبلغ 65100 سيارة سنويًا.
ووفقًا لإحصائيات مديرية الإحصاء والتخطيط في وزارة النقل، يتجاوز عدد السيارات في سورية حوالي 2.5 مليون سيارة.
تشرين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى